فى الوقت الذى شنت فيه السودان عبر مندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية هجوماً شديداً على المندوبية الليبية، لتسريبها النص الأول لكلمة دولة ليبيا في اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية الثلاثاء الماضى، لوسائل الإعلام، وتضمينه توجيه إساؤات للخرطوم، كشف مصدر دبلوماسى مطلع عن ألاعيب حكومة فايز السراج غير المعترف بها دوليا وفقا لاتفاق الصخيرات، بعد ترويجها مزاعم بشأن تجاهل ليبيا في اجتماعات الجامعة العربية.
بيان مندوبية السودان لدى جامعة الدول العربية
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"صوت الأمة"، إن الليبين دعوا في إبريل الماضي إلى عقد اجتماع خاص بليبيا وإدانة التدخلات الخارجية في البلاد، ولكن تم تأييد الطلب من 3 دول فقط واعترضت عليه 8 دول، وبالتالي لم يحصل على النصاب القانوني المنصوص عليه في لائحة الجامعة لعقد مثل هذه الاجتماعات، حيث إن الجامعة ممثل بها 21 دولة ويشترط موافقة 15 دولة لعقد أي احتماع طارئ.
بيان مندوبية السودان لدى جامعة الدول العربية
وكانت حكومة فايز السراج روجت مزاعم بشأن رفض طلبات ليبيا لعقد اجتماعات طارئة بالجامعة العربية بشأن التدخلات الخارجية في ليبيا، وقال المصدر الدبلوماسى المطلع أنه "عندما طلبت مصر عقد اجتماع طارئ خاص بليبيا وافق على الطلب فورا 7 دول ولم تبد أي دولة اعتراضها على عقد الاجتماع، وبالتالي اكتمل الناصب القانوني وتم عقد الاجتماع لعدم وجود أي اعتراضات".
وتقرر عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، الثلاثاء الماضي، على مستوى المندوبين، وذلك بناء على طلب مصر، التى تقدمت بالطلب إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة، لبحث التطورات الحالية في ليبيا، وأكدت مصر في الطلب أن التطورات الجارية واحتمالات التصعيد تنذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة، داعية لعقد الاجتماع الطارئ لاتخاذ موقف عربي في هذا الشأن، ويهدف إلى استعادة ليبيا لاستقرارها عبر الحلول السياسية، بعيدا عن التدخلات الخارجية في أقرب وقت ممكن.
وعقد الاجتماع الثلاثاء الماضى، وأنتهى إلى إصدار بيان أكد رفض وضرورة منع التدخلات الخارجية التي تسهم في تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا، وكذلك انتهاك القرارات الدولية المعنية بحظر توريد السلاح بما يهدد أمن دول الجوار الليبي والمنطقة، كما شدد المجلس في قرار بعنوان «تطورات الوضع في ليبيا» على خطورة مخالفة نص وروح الاتفاق السياسي الليبي والقرارات الدولية ذات الصلة، على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية، بما يسهم في تصعيد وإطالة أمد الصراع في ليبيا والمنطقة، كما أكد مجلس جامعة الدول العربية مجدداً الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية وعلى رفض التدخل الخارجي ايا كان نوعه .
وشدد القرار على دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات 2015/ 12/ 17 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، واهمية إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية، كما أعرب المجلس عن القلق الشديد من التصعيد العسكري الذي يفاقم الوضع المتازم في ليبيا ويهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي والمنطقة ككل بما فيها المتوسط، وأكد ضرورة وقف الصراع العسكري وأن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار في ليبيا والقضاء على الإرهاب.
وطلب المجلس من الأمين العام لجامعة الدول العربية إجراء الاتصالات على أعلى المستويات مع كافة الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية بما فيها السكرتير العام للأمم المتحدة قصد استخلاص مواقف إيجابية ومنسقة تستهدف حلحلة الأزمة الليبية، ومنع أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا بهدد السلم والأمن الدوليين ودعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي في المسار السياسية والأمنية والاقتصادية في إطار السعي نحو حل ليبي ليبي خالص اللازمة، ورفع تقارير دورية لمجلس الجامعة متابعة لتنفيذ هذا القرار.
ممثل خاص في ليبيا ينسف المزاعم
وتابع المصدر الدبلوماسى المطلع، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كان له ممثل خاص في ليبيا وهو السفير صلاح الدين الجمالي، واستمر لمدة 3 سنوات من العمل الدائم والتواجد في ليبيا إلى أن توفاه الله في الشهر الماضي.
وأكد المصدر أن القرار الصادر عن اجتماع الجامعة العربية الثلاثاء الماضي كان واضحا وصريحا برفض كل التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، وما يحدث من تركيا في الوقت الحالي هو تدخل مرفوض وغالبية الدول العربية رفضته تماما والجامعة العربية تعبر عن الضمير العربي الرافض لاستخدام ليبيا كمنصة خلفية لحماية مصالح تركيا، موضحاً أن المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية مستاءين من تصرفات مندوبية ليبيا التي خرقت القواعد الحاكمة لمثل هذه الاجتماعات المغلقة، بتسريب الكلمة إلى الإعلام بقصد توجيه الإساءة والاتهامات لدول عربية شقيقة كل هدفها حماية السيادة الليبية على أراضيها وعدم جر البلاد إلى الفوضى.
السودان تعبر عن استيائها
وأصدرت مندوبية السودان لدى جامعة الدول العربية بيان صباح اليوم، عبرت خلاله عن أسفها البالغ لقيام مندوبية ليبيا في الجامعة العربية "بإلقاء اتهامات جزافية وعارية عن الصحة لدولة شقيقة وجارة، بذلت مساعي كبيرة مع المجتمع الدولي والإقليمي وفي ظل آلية مجموعة دول الجوار الجنوبي لليبيا واجتماعها الأخير في الخرطوم في نوفمر 2018، من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وأمن وأمان شعبها الشقيق، ورفض التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية وتكثيف التنسيق الفعلي بين الدول الإقليمية لمحاربة الإرهاب والعنف والأنشطة الإجرامية المترتبة على الوضع في ليبيا".
وشدد البيان السودانى إلى أنه كان حري بمندوب ليبيا الاستوثاق قبل إيراد تلك الاتهامات على مسامع المجلس الموقر، وقال "علما بأن مندوبية السودان كانت قد تواصلت مع الجانب الليبي في حينه، وتم الاتفاق على الاعتذار وحذف الإشارة للسودان من مضابط الاجتماع، وهم ما تم بالفعل في حينه".
وعبرت السودان عبر البيان الذي حصلت "صوت الأمة" على نسخة منه، عن استيائها البالغ وادانتها القوية للمسلك غير المسؤول والمنافي لقواعد الإجراءات الحاكمة للجلسات المغلقة، الذى قامت به المندوبية الليبية وذلك بتسريب وثائق ومعلومات الاجتماع المغلق للمندوبين لوسائط الإعلام المختلفة في سابقة غير مبررة.