«الأرز والأقفاص السمكية» صداع في رأس وزارتي الزراعة والري
الأربعاء، 01 يناير 2020 09:00 ص
في خطوات متسارعة، لتطبيق ما تضمنه خطاب التكليف، لوزير الزراعة واستصلاح الأراضى، السيد القصير، بأهمية الملفات التنموية والإنتاجية بالوزارة، وخاصة التي تشترك مابين الزراعة والرى، والتأكيد على الحفاظ على نقطة المياه، عن طريق ترشيدها والاستفادة منها بأقصى قدر، وتجنب الزراعات والحاصلات شديدة الاستهلاك للمياه، عقدت اللجنة التنسيقية المشتركة العليا، بين وزارتي الزراعة والري، اجتماعها رقم 22، برئاسة السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، لبحث الأمور المتعلقة بالزراعة والري، بحضور القيادات التنفيذية بالوزارتين.
السيد القصير ومحمد عبد العاطى خلال اللقاء
وتقع على وزارة الموارد المائية والرى، مسئولية توفير احتياجات مصر من المياه الفعلية، والتي تُقدّر بأكثر من 114 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، يتم توزيعها مابين الزراعة والشرب، حيث تستهلك الزراعة حسب التقارير الزراعية حوالى 80% من المياه، التي تستهلكها مساحة زراعية، تُقدّر بحوالي 10.5 مليون فدان، بينما تذهب النسبة الباقية، وهى 20% للشرب، وتُقدّر حصة مصر من المياه سنوياً، بـ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يتجاوز الاستهلاك السنوي لمصر، حاجز الـ 80 مليار متر مكعب، ويتم تعويض العجز من عدة مصادر، منها تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الزراعى والصحى، إضافة إلى مياه الآبار والأمطار، التي تضيف 4,5 مليار متر مكعب من المياه، إلى جانب مايسمى بالمياه الافتراضية، والتي يتم استيرادها في صورة حاصلات زراعية، وتقدر بحوالي 34 مليار متر مكعب من المياه.
الوزيران و قيادات الوزارتين خلال الاجتماع التنسيقى
واستمراراً للتنسيق بين الوزارتين، كان السيد القصير، وزير الزراعة، قد استقبل الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، والقيادات التنفيذية للوزارة، وأكد على ضرورة العمل بروح الفريق، في إطار التنسيق بين الوزارتين، كما بحثت اللجنة التنسيقية، موقف زراعة الأرز للعام الجديد، ووجه وزيرا الزراعة والري، بضرورة وضع آليه لزراعة الأرز، بما يحقق العائد الاقتصادي المرجو، وعدم هدر المياه، فى ضوء ما نواجهه من تحديات مائية، فيما اتفقت اللجنة على اتخاذ الإجراءات اللازمة، لتحديد زمامات المحاصيل الشرهه للمياه، بالتعاون بين قطاع الرى بوزارة الموارد المائية والرى، وقطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وإصدار قرار مشترك بين الوزارتين، ينظم تلك الإجراءات، مع التأكيد على تحرير محاضر وغرامات تبديد المياه للمخالفين، وأكد وزير الزراعة، خلال اللقاء على أهمية دور اللجنة التنسيقية المشتركة، ومساهمتها في تقريب وجهات النظر بشكل كبير، في الموضوعات المشتركة، وعلى ضرورة متابعة قراراتها، والعمل على استمرارها.
وأشار الوزير إلي إنه تمت الموافقة، على نموذج الاستزراع السمكي المتكامل، مع دراسة إمكانية تطبيقه في الأراضي الجديدة والقديمة، والتأكيد على أهمية إطلاق المياه بترعة المراشدة، لخدمة زمام 12 ألف و500 فدان، بشرط الالتزام بالفتحات المقررة، وفقا لرؤية وزارتي الري والزراعة بهذا الشأن، مع التوجية بضرورة الانتهاء من تشكيل روابط مستخدمى المياه من المنتفعين والمزارعين، للمشاركة فى إدارة المياه.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن اللجنة التنسيقية المشتركة لوزارتي الزراعة والري، استعرضت متابعة موقف تطهير ترعة الخاشعة بكفر الشيخ، ودراسة مقترح قرار للتعامل مع المحاصيل الشرهة للمياه، ودراسة موقف الأقفاص السمكية بمجرى النيل، ووضع ضوابط للاستزراع السمكي، باستخدام الأقفاص السمكية خارج نهر النيل، بما لا يؤثر على المقننات المائية، ووفقا للاشتراطات البيئة، بما يضمن عدم التأثير على نوعية المياه، واتفق الوزيران، على ضرورة تنسيق الجهود، بين وزارتي الزراعة والري، لتحقيق الأهداف القومية المشتركة، التى تمثلها مشروعات الزراعة والرى، وتم التوجيه لقيادات الزراعة والرى، بضرورة العمل جنباً إلى جنب، بما يحقق سرعة إنجاز الأعمال المطلوبة، وتحقيق المنافع المرجوة، من هذا القطاع العريض، الذى يمثل عصب الأمن الغذائى في مصر.
من ناحيته، كان حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، قد طالب مراراً وتكراراً، بخوض التجارب الجديدة لتوفير المياه، والحفاظ عليها بقوة ودون خوف، وأكد أن تجربة حصاد الأرز المزروع بالأمطار الصناعة لأول مرة بمصر، يوفر 40% من المياه، ولفت حسين أبو صدام إلى أن نجاح زراعة الأرز بالأمطار الصناعية، أو مايسمى «فلوبي سبرينكلر» بالصالحية الجديدة، سيحدث طفرة في عالم زراعة الأرز بمصر والعالم، حيث يوفر هذا النظام 40% من المياه، إذا ماتمت مقارنته بنظام الري بالغمر، ويوفـر كذلك فى الأسمدة، بنسبة 30%، مع تحقيق الحفاظ على النبات وعدم تأثره بالتغييرات الجوية، ويوفر في كل مستلزمات الزراعة الأخري من مبيدات وأيدى عامله وصيانه معدات وغيرها، وأضاف أبوصدام، أن نظام الري بالأمطار الصناعيه، يقصر عمر النبات بحوالي 15 يوماً، حيث تم حصاد الأرز سخا 104 على 120 يوماً بدلاً من 140 بنظام الري بالغمر .
وأكد نقيب عام الفلاحين، أن ذلك سيوفر فى كل مستلزمات الزراعة، ويعطي محصولا مبكر النضج، وهو ما يساهم بشكل كبير، في تقليل التكلفة الزراعية، وفى ترشيد المياه، خاصة أن مصر تعيش مرحلة ندرة مائية، وتزرع مصر هذا العام، حوالى مليون و75 ألف فدان.