«إطعام الخير».. مشروع شبابي لتقديم الأغذية للفقراء والمسافرين بطنطا (صور)
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019 03:00 م
فى شارع يوسف الصديق التابع لحى أول طنطا والذى يبعد عن ديوان عام محافظة الغربية بعدة مترات ستجد لافتة على محل صغير بالشارع مكتوب عليها "إطعام الخير" طعام بالمجان للفرد والأسرة ولكل محتاج كراسى حديثة وسفرة رائعة وترابيزات فائقة الجمال ومكان مناسب جدا للجميع تشعر فيه بعزة النفس وحق الفقير والمريض فى طعام آدمى من اللحوم والدواجن والأرز والمحاشى والسلاطات والمخللات وكامل الخدمة بالمجان.
الفكرة فى بدايتها كانت صغيرة وحلم مجموعة من الشباب تربوا على ثقافة الخدمة العامة والعمل التطوعى وتفوقوا على أنفسهم فى خدمة الآخر وتقديم الدعم المعنوى لكل محتاج وكان الطعام هو أول ما يفكر فيه المحتاج خاصة مع ضيق ذات اليد للأسر الفقيرة واليتامى وعابرى السبيل.
مطعم إطعام الخير في طنطا
التقت "صوت الأمة" عبد العزيز السعيد، أحد أصحاب فكرة إطعام الخير ومتطوع للعمل فيها، قائلا إن له سنوات هو وعدد من أصدقائه المهتمين بالعمل الخدمى والاجتماعى يفكرون فى إنشاء مطعم للغلابة والطيبين من أهالينا غير القادرين بحيث تكون فكرة جديدة من نوعها ويكون من حق الفقير والعاجز الترفيه عن أسرته أن يجتمع هو وأسرته فى مطعم به كل أنواع الأطعمة وأجودها يأكل ويشرب بالمجان.
إطعام الخير
وأشار "السعيد"، إلى أنه منذ سنوات وهم يعملون فى العمل الخدمى والاجتماعى متابعا، رأينا كم السعادة التى تدخل على الفقير حينما توفر له وجبة طعام فى مثل رمضان والمولد النبوى والأعياد الرسمية، فقررنا تحويل ذلك إلى عمل دائم غير موسمى ومطعم يومى من حق الفقير أن يطرق بابه بكل عزة نفس ويطلب الطعام الذى يريد فى مكان عام، فكرنا كثيرا وبعد أن انضم للفكرة العديد من المتطوعين طرحنا الفكرة على عدد من رجال الخير وداعمى العمل الاجتماعى والموافقة كانت عادتهم كعادة الشعب المصرى سباق فى الخير والعطاء، حولنا الفكرة لواقع ملموس وبدأنا بالفعل وكانت الفرحة على وجوه المترددين على المطعم أفضل ما لمسناه من العمل الخيرى فى السنوات السابقة .
إطعام الخير فكرة تطوعية لشباب طنطا
وأضاف عبد العزيز رضا، أحد المتطوعين فى المشروع والقائمين عليه، أن مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية والمترددين عليها من القرى والمحافظات المجاورة بالآلاف يوميا وخاصة ذوى المرضى فى المستشفيات ومرافقيهم وتحديدا المقيمين فى الشوارع عند معهد الأورام ومستشفى جامعة طنطا هؤلاء الوافدين يوميا عاجزين عن توفير ثمن الدواء ومصاريف المريض اليومية فما بالك بمصروفه الشخصى فكان أمام خيارين إما أن يأكل ويشرب ويدفع ثمن المواصلات والانتقالات أو يدفع ثمن الأدوية ويؤثر على نفسه وحينما قدمنا لهم الوجبة الساخنة مكان إقامته فى الشارع، كنت كمن انتشله من الغرق وأدخلت عليه السرور والسعادة هو وأسرته .
الوجبات التي تقدم
وأكد عمر الخشاب أحد المتطوعين، أن الطلاب الوافدين والمترددين على مدينة طنطا يوميا بعضهم ميسور الحال والكثير منهم يعانون من ضيق ذات اليد خاصة مع غلاء الأسعار والمواصلات فكانت الفكرة أن نفتح الطريق أمام لدخول المطعم شأنهم شأن الأغنياء ويتناولون وجبة طعام طيبة وحقهم المكفول من القادرين والأغنياء فى مجتمع يغلب عليه الطابع العاطفى والخدمى.
الوجبات التي يقدمونها
وأكد القائمون على الفكرة أن متوسط وجبات المطعم يوميا حوالى 100 وجبة بخلاف ما يتم توزيعه على ذوى المرضى ومرافقيهم وعابرى السبيل، وناشد الشباب المتطوع كل القادرين من أهل الخير المشاركة والعمل على ثبات الفكرة وتوسيع نشاطها حتى يعم الخير على الجميع، كما ناشدوا الشباب وطلاب الجامعات الراغبين فى العمل الخيرى المشاركة التطوعية بالجهود الذاتية كل حسب وقته واستطاعته، واصحاب المطاعم الشهيرة بالمشاركة سواء بتقديم وجبات أو إعادة تدوير الهالك بشكل آدمى وتسخينه وتغليفه وتعبئته، بدلا من رميه فى القمامة والتخلص منه.
يذكر أن القائمين على مشروع إطعام الخير يقومون بالعمل التطوعى والخدمى بالجهود الذاتية وقبول التبرعات العينية والمادية بشكل مباشر من خلال التنسيق مع مديرة التضامن الاجتماعى وجميع الجهات الرسمية المنوطة بالعمل الاجتماعى.