السبب أزمة نسب.. هنتر بايدن في مرمى الإعلام الأمريكي
الخميس، 26 ديسمبر 2019 02:30 م
قدمت إحدى شركات التحريات الخاصة، مذكرة إلى القضاء الأمريكى تتهم هنتر بايدن، البالغ من العمر 49 عاما، وهو نجل نائب الرئيس الأمريكى السابق، جو بايدن، بمواصلة محاولات التهرب من طلبات التحقيق فى قضية إثبات نسب فى ولاية أركنسو، علاوة على أنه يواجه أكثر من اتهام "يتعلق بجرائم جنائية تشمل الاحتيال وغسل الأموال وعمليات تزوير".
وتتوالى المفاجآت أيضا، حسب ما نشره موقع شبكة "Fox News"، حيث ذكرت مصادر بشركة D&A للتحريات، فى تصريحات حصرية لـFox News، أن مخبريها تمكنوا من اكتشاف أن عنصر المخابرات الذى قام بالإبلاغ عن مكالمة الرئيس الأمريكى، دونالد ترمب، ونظيره الأوكرانى، والتى تتمحور حولها عملية مساءلة بمجلس النواب من جانب الحزب الديمقراطي لترمب، كان أحد مرافقى نائب الرئيس السابق بايدن فى رحلة إلى أوكرانيا أوائل عام 2016، وباعترافه شخصيا، مارس خلالها ضغوط على الحكومة الأوكرانية، لعزل المدعى العام من منصبه مهددا بحجب مساعدات أميركية بقيمة مليار دولار.
وذكرت Fox News أنها لم تتمكن من التحقق من مدى دقة ادعاءات شركة D&A، كما لم يقم المحامى مارك زيد، وهو الممثل القانونى لعنصر الاستخبارات المُبلغ عن محادثة ترامب الهاتفية بالاستجابة لطلب الشبكة للحصول على تعليق.
وكان المحامى زيد ، قد سبق أن اعترف أن هناك "اتصال" بين "مقدم البلاغ ضد ترامب"، والمرشحين الرئاسيين من كلا الحزبين، فيما أوردت تقارير إخبارية أنه توجد "علاقة عمل مهنية"، بين مقدم البلاغ واحد المتنافسين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة فى 2020.
دعوى إثبات نسب
وذكر تقرير مطوله نقله موقع العربية نت أنه فى نفس اليوم، الذى أودعت فيه شركة D&A التحريات الخاصة، مذكرة قانونية بالمحكمة تتضمن بلاغات بجرائم "الغش وتزوير للأدلة"، والتى تم نشر تفاصيلها للمرة الأولى على صفحات "نيويورك بوست" و"ديلى ميل" البريطانية، والتى حصلت عليها شبكة Fox News، بادرت بتقديم طلب انضمام إلى دعوى قضائية رفعتها سيدة تدعى لوندن ألكسيس روبرتس، لاثبات نسب طفلها إلى هنتر بايدن، وتطالب فيها بتعويضات عن مصروفات حضانة الطفل، وأتعاب المحاماة فضلا عن طلب عقد جلسة استماع تتعلق بحقوق الزيارة الأبوية.
وبادرت محكمة إنديبندانس كاونتى فى آرك، برفض ضم مذكرة D&A القانونية بطلب الانضمام إلى قضية الطفل روبرتس إلى الدعوى، لأن الطلب يتنافى مع القواعد الإجرائية، التى تنص على أن من يحق لهم حق التدخل فى القضية يتوجب عليهم تقديم "سند قانونى يثبت واقعيا وجود قواسم مشتركة" تستلزم ضمهم إلى الدعوى القضائية القائمة.
مذكرة قانونية إضافية قريبا
وصرحت شركة D&A لـFox News، بأنه من المتوقع أن يتم تقديم مذكرة قانونية إضافية قريبا، وألمحت إلى أنه سيتم فضح تفاصيل أكثر من جريمة ذات صلة بتعاملات تجارية لنجل بايدن قريبا، ومن جانبه، قام هنتر بايدن بدحض ادعاءات شركة D&A، وأبلغ المحكمة أن تلك الادعاءات كاذبة بشكل فاضح فى إطار محاولة مكشوفة لكسب اهتمام إعلامى وحشد الرأى العام.
وتأتى تلك التطورات فى الوقت، الذى تصف فيه شركة D&A للتحريات الخاصة بشكل علنى على موقعها الإلكترونى إجراءات مساءلة الديمقراطيين لترمب بأنها "زائفة ومفتعلة".
وتشتهر شركة D&A بتوليها مهام التحريات بالتعاون مع فريق الدفاع عن كيسى أنتونى، وهى السيدة، التى حصلت على حكم بالبراءة من اتهامات بقتل طفلها فى فلوريدا، فى محاكمة حظيت بتغطية إعلامية مكثفة فى عام 2011. واتهمت كيسى محققين بشركة D&A بالإساءة لسمعتها بغرض جذب اهتمام إعلامى بالمقام الأول.
الاستعانة بأقوال بايدن الأب كدليل
وتتضمن المذكرة القانونية من شركة D&A عدة طلبات مبدئية تبرز فيها بعض التساؤلات التى لم يتم حسمها بإجابات قاطعة، وهى تتصل بجلسات مساءلة الرئيس ترامب، بمجلس الشيوخ، ومن أبرزها أنه بعد انتهاء فترة عمل جو بايدن كنائب للرئيس، قام بحضور مؤتمر ناقش خلاله ما دار فى اجتماع غير معلن عنه بأوكرانيا لأول مرة، حيث ذكر متفاخرا أمام باقى المشاركين: "لقد قلت لهم : أنا أخبركم أنكم لن تحصلوا على مبلغ المليار دولار"، وكرر بايدن جملته : "قلت : أنت لن تحصل على المليار، وأنا على وشك المغادرة من هنا (أوكرانيا) خلال.. حوالى 6 ساعات ونظرت إليهم، وما لم يكن قد تم عزل المدعى العام، فأنتم لن تحصلوا على الأموال، وبالفعل تم فصل المدعى العام وتعيين شخص صلب فى نفس اللحظة".
غسل أموال
وتؤكد تحريات D&A، المدونة في المذكرة القانونية، أن هنتر بايدن وشركائه التجاريين قاموا بـ"إنشاء حسابات مالية بنكية لدى مؤسسة مورجان ستانلى وشركاه" لصالح شركة الغاز الطبيعى الأوكرانية Burisma القابضة المحدودة فى إطار مخطط "لغسل الأموال"، ضمن مشاريع أخرى، ووفقا للوثائق المرفقة بالمذكرة القانونية، تراكم مبلغ 156 مليون دولافى أحد هذه الحسابات.
وتطالب D&A بضرورة التحقيق بشأن هذه الادعاءات لأن هنتر لم يقدم إجابات "منطقية" على تلك الأسئلة "الأساسية"، مشيرة إلى أن مخبريها عكفوا على "التحرى بفاعلية" بشأن بايدن وشركائه "منذ 8 أغسطس 2016. "
وشغل هنتر بايدن، منصب عضو مجلس إدارة بشركة Burisma، التى كانت قيد التحقيق، حيث مارس نائب الرئيس جو بايدن، وقتذاك ضغوطا على أوكرانيا لإقالة المدعى العام التى فتح ملفات الفساد والتلاعب الخاصة بها.
وتجرى مساءلة من جانب الحزب الديمقراطى، بمجلس الشيوخ حول إشارة الرئيس ترامب في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني إلى الضغوط التي مارسها بايدن على الحكومة الأوكرانية والتي يتفاخر بأنها أدت إلى إقالة المدعي العام آنذاك من منصبه.
جلسات مجلس النواب لمساءلة ترامب
ونفى جو بايدن معرفة أي شيء عن تعاملات ابنه التجارية، فيما حصلت شبكة Fox News على صورة تظهر نائب الرئيس السابق وهو يمارس رياضة الغولف مع هنتر ومدير تنفيذي بشركة Burisma، كما أن هنتر نفسه سبق أن أقر بأنه ناقش معاملاته التجارية في إحدى المرات مع والده.
طفل غير شرعي
وفي الوقت نفسه، تزعم السيدة روبرتس، 28 عامًا، في دعواها القضائية أن هنتر بايدن "لم يكن له أى دور فى حياة طفلهما منذ ولادته، وأنه لم يتفاعل مطلقًا مع الطفل، ولم يتحل بسلوك أبوى على الإطلاق لدرجة أنه لا يمكنه أن يتعرف على طفله وسط صور لمجموعة أطفال"، وتؤكد نتائج اختبارات الحمض النووى "بيقين علمى"، أن هنتر هو الأب البيولوجى لطفل السيدة روبرتس، وفقًا للوثائق المقدمة للمحكمة فى نوفمبر 2019.
هنتر ينتظر طفلاً مع زوجته ميليسا كوهين
واحتد جو بايدن فى الرد على سؤال وجهه مراسل شبكة Fox News فوكس نيوز، قال فيه: "أنا أتساءل عما إذا كان لديك تعليق على هذا التقرير (تحليل الحمض النووى)، الذى تم إيداعه فى محكمة فى أركنساس، يثبت أن ابنك هنتر جعلك جدًا جديدًا"، وأجاب بانفعال: "لا، إن هذه مسألة خاصة وليس لدى أى تعليق"، قبل أن يستطرد موبخا المراسل: "يمكنك سؤالى فقط حول ما إذا كنت رجلا صالحا أو بحال جيد أو أنيق"، ويُقال، فى هذا السياق، إن هنتر ينتظر حاليا طفلاً مع زوجته ميليسا كوهين بايدن، التى تزوجها فى مايو.
هنتر وتعاطى المخدرات
وذكر التقرير المطول الذى نشره موقع قناة العربية عن هنتر بايدن أن حياته الخاصة قد عادت لتتصدر عناوين الصحف مرة أخرى فى وقت سابق من الشهر الجارى، عندما أشار عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهورى من ولاية فلوريدا، مات جايتز، إلى اعتراف هنتر فى الماضى بتعاطى المخدرات.
واستشهد جايتز بمقال، نُشر فى يوليو فى مجلة "نيويوركر"، وتضمن مقابلات مع هنتر الذى تحدث فيه عن تعرضه لحادث سيارة في عام 2016، وأنه، وفقًا لتلك المقال، كان الموظفون في شركة تأجير سيارات قد أبلغوا عن عثروهم على أنبوب تعاطي كوكايين داخل حطام السيارة. كما نقل المقال عن هنتر، وصفه لمحاولاته شراء مخدر الكوكايين من أحد معسكرات إيواء المشردين في لوس أنجلوس.
وقال جايتز، قبل أن يتناول بالتفاصيل المعلومات المذكورة فى مقال "نيويوركر"، أمام بايدن : "لقد وجدت هذا الملف التعريفى الشامل للغاية فى مجلة نيويوركر"، و"لا أريد أن أسلط الضوء على قضايا تعاطى المخدرات لأى شخص، لأنى أعرف أن الرئيس يعمل بجد لحل هذه المشكلات فى جميع أنحاء البلاد، لكن من الصعب بعض الشيء أن يصدق المرء أن شركة Burisma (الأوكرانية) تعاقدت مع هنتر بايدن لحل نزاعاتها الدولية وهو في الوقت نفسه لم يستطع حل نزاعه مع شركة هيرتز لتأجير السيارات، بسبب ترك الكوكايين وأنبوب تعاطي في السيارة. "
وتساءل أعضاء مجلس النواب من أعضاء الحزب الجمهوري عن السبب وراء دفع راتب إلى هنتر بايدن، يصل إلى 50 ألف دولار شهريًا من جانب شركة Burisma فى وقت متزامن مع تولى والده لقيادة المعاملات الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما مع (العاصمة الأوكرانية) كييف، على الرغم من أن التوقيت أثار مخاوف بين دعاة مكافحة الفساد، ولكن لم يتم اتهام نائب الرئيس السابق ولا ابنه رسميًا بخرق القانون.
هنتر يبرر أعماله الخارجية
وكان هنتر نجل جو بايدن، دافع فى وقت سابق قبل أسابيع فى مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) الإخبارية، فى أول لقاء تلفزيوني يُجرى معه بعد شهور من تعرضه لهجوم سياسى لكنه أبدى أسفه لاستخدامها للإساءة لأبيه، ولم تكن اتهامات ترامب لهنتر بايدن مشفوعة بالأدلة، ودفعت جهوده لحمل المسؤولين فى أوكرانيا على التحقيق مع هنتر الديمقراطيين فى مجلس النواب الشهر الماضي إلى بدء إجراءات مساءلته.
وقال هنتر بايدن إنه "لم يرتكب أى مخالفات على الإطلاق" لكنه أقر بأنه ربما يكون قدم فرصة للهجوم على والده، وأضاف "بالنظر إلى الوراء، أعتقد إنه كان سوء تقدير منى..أعطيت الفرصة لأناس يفتقرون للأخلاق ليعملوا بشكل غير قانونى على الإضرار بوالدى..هذا هو خطأى"، وتابع "لذلك أتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك. هل قمت بأى شيء غير مناسب؟ لا على الإطلاق".
وقبل أيام قال هنتر بايدن عبر محاميه إنه سيستقيل من مجلس إدارة الشركة الصينية التى كانت موضع انتقاد ترامب وحلفائه، وقال كذلك إنه لن يعمل مع أي شركة أجنبية إذا ما انتُخب والده رئيسا في 2020.