بصندوق السعادة.. طالبة الصعيد تبدأ مشروعاها بالأكل الصحي لطلاب الجامعات (صور)
الأربعاء، 25 ديسمبر 2019 09:00 صهبة جعفر
بكلمات بسيطة ومطالبة بالتشجيع استطاعت الفتاة ذات الأربعة وعشرين عاما نشر حالة من التفاؤل والأمل بين رواد السوشيال ميديا، وبث رسالة بأن الأحلام ليست مستحيل تحقيقها طالما هناك عزيمة وإصرار.
في صباح كل يوم تبدأ سمر سمير الفتاة الصعيدية المغتربة خريجة كلية الشريعة الاسلامية بتجهيز حقيبتها أو ما أطلقت عليه "صندوق السعادة" يحتوي علي العديد من الوجبات والسندوتشات الخفيفة التي اعدتها بنفسها في المساء لتقطع المسافة من سكنها بمنطقة البحوث لتقف امام كلية تربية الاطفال لتبيعها للطالبات بأسعار مخفضة عن المحلات تبدأ سمر بوضع صندوق بلاستيكي ذات لون وردي تضع بداخله الاطعمة و شطائر من الخبز كما وضعت كوبًا ورقيًا به رسائل صباحية من الفتاة العشرينية هدية لزبائنها.
تقول سمر "تخرجت في كلية الشريعة الاسلامية منذ عام ونظرا لاني من محافظة المنيا ومغتربة قررت الاعتماد على نفسي والعمل لتوفير نفقاتي واستغليت موهبتي في البداية لتصنيع الاكسسوارات وبعدها العمل كاشير ومساعدة شيف في بعض المحلات ولكن بعد الانتهاء من الدراسة قررت التخطيط لتنفيذ حلمي بأمتلاك مشروعي الخاص وبدأت باستغلال موهبتي في فنون الطهي، وبدأت بمشروع الأكل البيتي ولكن لقلة التسويق لم أستطع الاستمرار وبعدها قررت التحدث مع والدتي برغبتي بشراء صندوق واعداد الاطعمة والوقوف امام المحلات أو غيرها وبعد محاولات عده تمكنت من اقناعها ومنحتني رأس المال 150 جنيه.
تستكمل سمر قائلة: "بدأت البحث عن عربة لشراءها ولكن فوجئت بارتفاع اسعارها فبحثت داخل محلات الاداوت المنزلية عند صندوق اتكمن من خلاله في حفظ الطعام والتجول به فوجد صندوق وردي قررت شراءه واطلقت عليه صندوق السعادة، وبدات بالوقوف ب14سندوتش في وسط البلد وواجهت صعاب كثيرة في التعامل مع ثقافة الناس وعليه قررت تغيير المكان وكانت وجهتي كلية تربية اطفال نظرا لقلة المحلات وكذلك المكان هادي ويسمح بتواجدي".
تضيف سمر "منذ اليوم الاول وجدت ترحيب من الفتيات ورجال الامن امام الكلية ومساعدتي في تجهيز اداواتي وحمايتي وبعدها اعدادات " منيو " صغيرة وطبعتها لتسهيل الطلبات للفتيات واصبحت مشهورة بينهم بوجباتي السريعة والخفيفة، خاصة الفراخ البانية، فبعد عودتي من الجامعة ابدأ في تجهيز حاويات صندوق السعادة قبلها، وتكمل المتبقى منها في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي كما تحرص على كتابة رسائل تحوي عبارات مثل: "قد يؤخر الله الجميل ليجعله أجمل..ثق بالوصول ما دمت تجاهد..".
تتذكر "سمر" تلك المرة الأولى لتنفيذ فكرتها كان يتملكني الخوف والرهبة، حينها اعتقدت أن كل العيون تحدق بها كونها تقف حاملة صندوقها، إلا إنها مع الوقت ألفت الأمر ووجدت تشجيع كبير من الفتيات وطلبت منهم مساعدتي في تعريف الناس بيا من خلال صفحتي علي الفيس بوك والانستجرام ومنذ البدء في نشر قصتي وجدت الكثير من التفاعل معاها والتشجيع من عدد كبير من الجروبات وهذا خلال شهر واحد فقط من بدأ عملي بعد تخطيط علي مدار عام فصندوق السعادة هو أجمل انجاز لي في 2019، خاصة أنني عاشقة للطهي، وهدفي كان تقديم أكل بيتي نظيف.
تضيف: "كان حلمى اعمل مشروع عربية بس مش معايا الفلوس اللى اعمل بيها المشروع وأنا مش عايزه حد يساعدني، بس بعد الدعم دا بحلم اكبر مشروعي ويكون معايا بنات كتير يساعدوني ونعمل مشروع اكبر ويتم توزيع وجباتي علي الجامعات ومع الشجاعة التي امتلاكتني سأصل لهذه المرحلة قريبا "
أرجعت صاحبة صندوق السعادة الفضل الأول لوالدتها التي كانت بمثابة خير داعم لها، حيث تتذكر أنها بدأت مشروعها بمبلغ بسيط وفرته أمها لها، ودائمًا ما كانت تدعمها بكلمات التشجيع بين الحين والآخر..