مخدرات أم مرض نفسي.. ماذا عن قصة اختطاف «مارادونا» خارج الكوكب؟

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 08:00 م
مخدرات أم مرض نفسي.. ماذا عن قصة اختطاف «مارادونا» خارج الكوكب؟
مارادونا

حالة من الجدل أثارتها تصريحات أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، بتعرضه للاختطاف من كائنات فضائية وقضائه أكثر من يومين بعيداً عن كوكب الأرض.

الكثير من التساؤلات وحقيقة ما شاهده مارادونا أثارت فضول رواد مواقع التواصل الاجتماعى والوسط الرياضي، ولكن الأمر يحمل الكثير من التفسيرات الطبية والعلمية عن تلك الحالة التى وصل إليها أسطورة الكرة الأرجنتينية والهلاوس التى يراها بقوة وتؤثر على حياته.

وقال مارادونا، فى لقاء مع قناة TyC sports التليفزيونية الأرجنتينية، إنه تعرض لعملية اختطاف من قبل "كائنات فضائية"، وأنه قضى أكثر من يومين مع هذه الكائنات، دون الكشف عن أى تفاصيل دقيقة، موضحاً أنه كان فى مكان آخر غير كوكب الأرض.
 
وأضاف مارادونا، "قابلت فضائيين على الأرض، وذات مرة وبعد احتساء المشروبات تغيبت عن المنزل 3 أيام، وعند عودتى أخبرتهم بأن كائنات غريبة اختطفتنى، لكنى لم أفصح حتى الآن عن تفاصيل أخرى"، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه لعب العديد من المباريات خلال حياتيه الكروية دون أن ينام.
 
ولاستيضاح حقيقة ما شاهده مارادونا من كائنات فضائية واختطافه خارج كوكب الأرض، أكد الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة ورئيس وحدة الإدمان، وجود علاقة قوية بين تعاطى المخدرات والهلاوس، موضحاً فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الهلاوس عبارة عن أحاسيس يشعر بها المدمن دون وجود مسبب لها، على سبيل المثال سماع أصوات دون وجود مصدر لها، أو رؤية خيالات دون أن يكون لها مؤثر أو الشعور بأحاسيس غريبة دون وجود مصدر حقيقى لها.
 
وأضاف أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة أن تعاطى أى نوع من المخدرات يؤدى للشعور بالهلاوس، وهى حالة تختلف باختلاف أنواع المخدرات والمدة الزمنية التى يتعاطى فيها المدمن، فمثلا تعاطى الحشيش يؤدى  للشعور بهلاوس سمعية وبصرية، أما الكوكايين فيؤدى للشعور بهلاوس حسية يشعر بها من خلال الجلد، وهو ما يجعل مدمنى الكوكايين يظهرون دائماً وهم يحكون جلدهم، فهم يشعرون بوجود كائنات تشبه "الديدان" تعيش أسفل جلدهم.
 
وأكد الدكتور محمد عادل الحديدى أن المخدرات تسبب الهلاوس، السمعية والبصرية، أثناء التعاطى بعضها مع الجرعات البسيطة وأخرى مع الجرعات العالية فقط، وتختلف تلك الهلاوس بأنواع وكميات المخدر، موضحا أن تعاطى المخدرات يسبب نوعين الأول مرتبط بالاستخدام ويختفى بالتوقف عن التعاطى بعلاج لفترة قصيرة، أما النوع الثانى فهو الإصابة بمرض ذهانى مثل الفصام العقلى نتيجة للاستخدام ويحتاج لعلاج لفترات طويلة قد تستمر مدى الحياة حتى لو توقف المدمن عن التعاطى.
 
وأضاف أستاذ الطب النفسى أن الإصابة بالفصام الناتج عن تعاطى المخدرات يؤدى للشعور بالعديد من الأعراض، خاصة الهلاوس والضلالات "التهيؤات"، مشيرا إلى سبب آخر للشعور بالهلاوس عند المدمنين هو أنها تؤدى لارتفاع نسبة هرمون الدوبامين بنسب مرتفعة جدا، وزيادته فى المخ تؤدى للشعور بالهلاوس وعدم النوم، خاصة أن هذا الهرمون هو المسئول عن تنظيم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان وعن ساعات النوم.
 
وأشار أستاذ الطب النفسى إلى أن الأسطورة الأرجنتينية مارادونا مشكلته تكمن فى إدمانه مخدر الكوكايين منذ سنوات طويلة، وهى السبب الحقيقى وراء رؤيته حول اختطافه من قبل كائنات فضائية لخارج كوكب الأرض، مشيراً إلى أن هذه الحالة هى أعراض ذهانية تؤكد أن مارادونا قد يكون مصابا بمرض الفصام النفسى.  
 
وأشار الحديدى إلى الفصام من الأمراض الذهانية الخطيرة التى تحتاج لعلاج قد يصل لمدى الحياة، مؤكداً أنه طالما مارادونا وصل به الأمر لرؤية ما رآه من هلاوس فهو يحتاج إلى علاج نفسى ضرورى بجانب توقفه عن تعاطى المخدرات، لأن تلك الحالة قد تؤثر بقوة على علاقاته الشخصية وعمله، وقد يصل الأمر إلى إيذاء نفسه مثل الإقدام على الانتحار أو إيذاء الأخرين من حوله أيضا.
 
وعن التأثيرات الصحية لتعاطى الكوكايين، كشف تقرير لموقع " webmed" أن تعاطى الكوكايين يدمر العديد من الأعضاء الأخرى فى الجسم، فهو يقلل من تدفق الدم فى الجهاز الهضمى، والذى يمكن أن يؤدى إلى والتقرحات، والكثير من متعاطى الكوكايين المزمن يفقدون شهيتهم ويعانون من خسارة كبيرة فى الوزن وسوء التغذية، وللكوكايين تأثيرات سامة مهمة ومعترف بها جيدًا على القلب والجهاز القلبى الوعائي، مثل ألم الصدر الذى يبدو وكأنه بنوبة قلبية أمر شائع كما يرتبط استخدام الكوكايين بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بالإضافة إلى التهاب عضلة القلب، وتدهور قدرة القلب على الانقباض.
 
كما يمكن أن تحدث مشكلات عصبية أخرى مع تعاطى الكوكايين على المدى الطويل مثل الإصابة بنزيف داخل المخ واضطرابات الحركة، بما فى ذلك مرض باركنسون، قد تحدث أيضًا بعد سنوات عديدة من تعاطى الكوكايين، عمومًا، تشير الدراسات إلى أن مجموعة واسعة من الوظائف الإدراكية تضعف مع استخدام الكوكايين على المدى الطويل مثل الحفاظ على الانتباه، والذاكرة، واتخاذ القرارات التى تنطوى على المكافآت أو العقوبات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق