عيد النصر.. المدينة الباسلة تحتفل بعيدها الثلاثة والستين
الأحد، 22 ديسمبر 2019 04:48 مريهام عاطف
«إن تاريخ النضال الوطني المصري القومي العربي، سوف يعتبر حرب السويس فاصلا حقيقيا بين ماقبلها ومابعدها، إن ثورة الحرية الحقيقية فى مصر كانت بالذات المائة وخمسين يوما ما بين 26 يوليو و22 ديسمبر 1956، بين تأميم شركة قناة السويس، وانسحاب الدول التى قامت بالعدوان».. بهذه الكلمات عبر الزعيم جمال عبد الناصر عن نضال شعب بورسعيد .
سنوات طويلة مضت ولا تنسى "بورسعيد" المدينة الباسلة نضالها وقهرها للأعداء ففي العاشرة والنصف صباح يوم 22 ديسمبر، عام 1956 قامت القوات الفرنسية بتسليم مدينة بورفؤاد لقوات الطوارئ الدولية،كما قامت في نفس الوقت القوات الإنجليزية بحظر التجول فى فيه الشمال الشرقي للمدينة بشارع 23 يوليو وذلك من تمثال ديلسيبس حتى شارع الملكة فريدة، وذلك لمدة 24 ساعة حتى يتمكنوا من الانسحاب، بعد أن قامت إحدى القطع البحرية بانتظار القوات الإنجليزية المنسحبة والتي كانت تحميها ثلاث بوارج حربية أمام شاطئ البحر المتوسط بالإضافة إلي 300 جندي من جنود القناصة فوق أسطح المنازل المطلة على المنطقة الخاصة بالانسحاب خوفا من بطش الفدائيين، كما انتشرت القوات الدولية وراء الأسلاك الشائكة.
كان الحدث تتويجا لنضال الشعب المصري وصمود مدينة بورسعيد البطولي أمام العدوان الثلاثي «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» والذي بدأ غاراته يوم 29 أكتوبر 1956، بعد قرار الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956 ، كما أصدر عبد الناصر قراره بإنشاء وزارة لشؤون بورسعيد لإعادة إعمار المدينة، وتم إسنادها إلى عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952.
وكانت لشراسة المقاومة الشعبية وهم " الفدائيين" أثر كبير في تحطيم قوة ثلاثة دول عظمي بعد ان انضم لها الرجال والنساء والشباب والأطفال والشيوخ ليشكلوا ملحمة عظيمة شهد بها الجميع فقال «أرسكين تشيلدرز» في كتاب «الطريق إلى السويس»: «وأعدت العدة فى بورسعيد لحرب من أعنف حروب الفدائيين وأكثرها دماء ليخوض الشعب المصرى غمارها ضد الغزاة، ولم يكن ثمة هلع أو ذعر، وأثبتت فرق المكافحة كفايتها وحسن تدريبها، وهرع الشبان والشيوخ الذين يمثلون مختلف نواحى الحياة المصرية إلى مراكز التطوع فى الميادين العامة ليتسلموا بنادقهم ويتدربوا عليها».
ليعكس الكثير من الشباب بطولة لا تقهر لما قاموا به من بطولات ورصد لجميع التحركات البريطانية بالدقيقة والساعة حتى خروج آخر جندى بريطاني، والتي كانت تبلغ بها القيادة السياسية دقيقة بدقيقة، ليصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرار عقب خروج قوات العدوان الثلاثي من بورسعيد، بإلحاق مجموعة الشباب التى قادت العمل الفدائى السري فى بورسعيد بكلا من كليتى الحربية والبحرية ومنهم، محمد حمد الله، يحيى الشاعر، السيد الكومى، مصطفى عبدالوهاب، محمود عبدالغفور وغيرهم.
وتعد بورسعيد من اهم المدن الساحلية وتبلغ مساحتها ما يقرب من 845.445 كم² تقريباً،وتنقسم المدينة أداريا إلي سبعة إحياء هي، حي الزهور، حي الجنوب، حي غرب، حي الضواحي، حي المناخ، حي العرب، حي الشرق.
كما تضم مدينة بورسعيد العديد من المعالم المميزة، أهمها ميناء بورسعيد الذي يعد من أهم موانئ مصر، ومبنى هيئة قناة السويس وهو أحد أهم آثار المدينة، وفنار بورسعيد القديم.
بالإضافة إلى العديد من المتاحف مثل متحف بورسعيد الحربي الذي يوثق لحقبة العدوان الثلاثي على المدينة،ومتحف بورسعيد القومي الذي يعرض آثاراً من مختلف الحقب التاريخية المصرية فضلاً عن تاريخ بورسعيد منذ إنشائها في عهد والي مصر الخديوي سعيد وذلك في25 ابريل عندما بدأ فرديناند دي ليسيبس مشروع حفر قناة السويس 1859 وحتى العصر الحديث، ومتحف النصر للفن الحديث الذي يضم 75 عملاً فنياً لكبار فناني مصر في مختلف أفرع الفن التشكيلي.
وقد نالت بورسعيد شهرة عالمية خلال الفترة منذ نهاية القرن 19وبداية 20 كميناء بحري متميز، حيث قال عنها الأديب الإنجليزي روديارد كبلينغ إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه، وهو دائم السفر، فهناك مكانان على الكرة الأرضية يتيحان لكم ذلك، حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله إن عاجلاً أو آجلا،ً وهما: لندن وبورسعيد.