وسط موجة من الإضرابات والتظاهرات.. احتفالات عيد ميلاد مختلفة في فرنسا
الجمعة، 20 ديسمبر 2019 09:00 م
فى اليوم الـ15 على التوالى تخرج المظاهرات من كل مكان فى الشارع الفرنسى لإبراز الغضب الشديد من سياسة الحكومة فيما يتعلق بإصلاح قانون المعاشات التقاعدية التى تحرم المتقاعدين من امكانيات عديدة بالإضافة إلى مد السن القانونى للمعاش ليصبح 64 عام.
فبجانب التنديدات من موظفى قطاعى العمال فى الجمهورية الفرنسية الخاص او العام، فرد فعل سكك الحديد هو الأقوى وهو الذى يصيب البلاد بشلل كبير للغاية منذ 5 ديسمبر الجارى، دون أى تنازل عن حقه، واشترطت النقابات الخاصة بعمال السكك الحديد تغيير التعديلات التى ستطرأ على القانون فى مقابل سحب إضرابهم.
وقررت هيئة السكك الحديد الفرنسية الخميس وقف خدمة الدعم للأطفال غير المصحوبين "جونيور آند كومباني" من 20 إلى 24 ديسمبر "لأسباب تتعلق بالسلامة"، و يسمح للأطفال من 4 إلى 14 سنة بالسفر مع شخص راشد.
وبسبب هذا القرار يتأثر 6000 طفل بالإلغاء المؤقت للخدمة، وبالتالى لن يتمكنوا من الوصول إلى وجهتهم ، بالقطار، لقضاء عطلة عيد الميلاد، وقالت الشكرىة الفرنسية، نظرًا للحشود الكبيرة المتوقعة فى المحطات وخاصة على المنصات ، فقد أزلنا الخدمة لضمان سلامة الأطفال".
تم إخطار آباء الأطفال المعنيين بالفعل عن طريق البريد الإلكترونى أو الرسائل النصية وسيتم تعويضهم بالكامل، ولا يوجد حل بديل تقترحه الشركة.
وبعد إجتماع رئيس الوزراء الفرنسى وممثلى نقابات العمال والكونفدرالية العامة للعمال أشار الأمين العام للكونفدرالية العامة للعمال" CGT "، فيليب مارتينيز، إلى "خلاف" عميق مع السلطة التنفيذية حول إصلاح نظام التقاعد، وذلك بعد ساعات قليلة من الإجتماع الذى تم فى اليوم مع رئيس الحكومة الفرنسية.
ووصف مارتينيز شعوره عقب الإجتماع ، بـ "خيبة أمل" كبيرة، مضيفا: الحكومة ورئيس الجمهورية لهم أيديولوجية موحدة لا يريدون إجراء أى تغيير فيها، فنحن لم نكن نتوقع أن يعلن فيليب سحب القانون ولكنه يصر على عدم التغيير، و يعتبر نفسه على حق من تلقاء نفسه ، لذلك عندما يحدث شيء ما فى الشارع، فإنه لا يستمع".
وقال مارتينيز: "إنهم يريدون أن تظل الميزانية المخصصة للصحة والتقاعد والحماية الاجتماعية كما هى"، ولفت انتباه رئيس الحكومة إلى "المناخ الاجتماعي" السائد حاليا، وإنه كلما طال أمد الإضراب، ستقل قدرته على إقناع الشارع وHن كل ما هو على ما يرام الآن سيكون من الصعب".
ونتيجة عدم المرونة وتمسك الحكومة بقراراتها أعلنت الهيئة العامة للسكك الحديد والنقابات الممثلة لعمال السكك الحديد الفرنسية، أن الخميس سيكون يوما معقدا للغاية لمستخدمى القطارات، حيث إن القطارات فائقة السرعة "تى جى فى"، سيكون متاح منها قطاران من كل خمسة قطارات.
وعلى الصعيد الأوروبى أشارت النقابات الخاصة بالسكك الحديد والمشاركة فى الإضراب، يتحسن الوضع فى يوروستار، مع ثلاثة قطارات من أصل أربعة مؤمن عليهم، اما فى شركة تاليس فسيتم تشغيل قطار من كل ثلاثة إلى سويسرا، وواحد من كل اثنين إلى إيطاليا، واثنين من كل خمسة إلى ألمانيا وواحد من كل أربعة إلى إسبانيا.
وأشارت نقابات عمال السكك الحديد، أن قطار واحد من بين كل ستة قطار سوف يعمل نهارًا، ولن تعمل القطارات فى المساء.
وفى المتوسط سيتم تشغيل أربعة قطارات من أصل عشرة، وثلاثة رحلات من كل عشرة، وأصبحت منطقة أوت دو فرانس هى الأكثر تضرراً من بسبب الحركة الاحتجاجية الاجتماعية، بينما تعانى مناطق بريتانى وأوفيرن رون ألب وبورجونى وفرانس كومتيه وباى دو لا لوار نصف حركة مرور.
ومن ناحية أخرى قالت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، حسبما ذكر راديو "فرنسا الدولى"، الأربعاء، إن الرئيس ماكرون لن يتخلى عن المشروع، لكنه مستعد لتحسينه من خلال المحادثات مع النقابات وتنفيذه ضمن المدة الزمنية المحددة، مشيرا لإمكانية تحقيق تقدم بحلول نهاية الأسبوع.
وعلى أثر إعلان الإليزيه شجبت مارين لو بان زعيمة حزب التجمع الوطنى اليمنى المتطرف فى لقاء لها مع قناة بى اف ام تى فى الفرنسية، ما قاله الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون وما يفعله رئيس وزرائه، وقالت "ما هو إلا مناورة".
وأشارت إلى أن الحديث حول سن التقاعد الذى سيصبح 64 عاما، وهو الذى جعل هناك الكثير من الشحن والتوتر حول القانون، والسلطة التنفيذية فى البلاد تحاول المناورة بشكل تقليدى وتقنية مفاوضات قديمة للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على عمليات الدمج والاستحواذ في الشركات.
وتابعت: "ستحسب الحكومة نسبة المعاش على مدار الحياة المهنية بأكملها، وبما أن جميع الوظائف تقريبًا من الدرجات السفلى إلى الأعلى، فمن الواضح أنها ستكون خسارة كبيرة".
وكان رئيس الوزراء الفرنسى إدوارد فيليب قد أعلن الأسبوع الماضى، عن الخطوط العريضة لإصلاح قانون المعاشات التقاعدية، والتى رفعت سن التقاعد إلى 62 عاما ثم يرتفع تدريجيا إلى 64 عاما.