من ليبيا إلى اليمن ولبنان.. معاناة الدول العربية vs التقلبات السياسية
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019 02:00 م
رصد مسؤلو المصارف والبنوك العربية الويلات التى تعرضت لها الدول العربية التى عانت من التقلبات سياسية خلال العقد الأخير ومنها ليبيا ولبنان واليمن، وعرضوا حجم الخسائر التى شهدتها بلادهم من الانقسامات السياسية وعدم وجود خطط لدى دولهم للتعامل مع تلك الأزمات.
ففي ليبيا كشف جمال الطيب عبد الملك رئيس مصرف التجارة والتنمية بليبيا عن حجم المعاناة يعاني منها العمل المصرفي بليبيا جراء التقلبات السياسية التي مرت علي البلاد منذ 9 سنوات وسقوط حكم القذافي، مشيرا إلى أن الانقسام السياسي بليبيا تسبب في وجود مصرفين مركزين الأول في طرابلس العاصمة في الغرب والثاني ببني غازي بالشرق، موضحا أن هذا الانقسام تسبب فى خلق عدة مشكلات منها نقص السيولة.
وأضاف الطيب في كلمته بمؤتمر المصرفي العربي السنوى أن أكثر من 45 مليار دينار ليبي مخزنة بالمنازل، إضافة إلى 14 مليار أخرى تم تهريبها إلى دول الجوارب بواسطة المليشيات المسلحة وجماعة الإخوان الإرهابية ، لافتًا إلى أن هذا تسبب في ارتفاع سعر الصرف الأجنبى حيث ارتفع سعر الدولار من 1.3 دينار إلى اكثر من 10 دينارات، إضافة إلى انخفاض احتياطى النقد الأجنبي من 135 مليار دولار إلى 56 مليار دولار فقط.
بينما فى لبنان، أكد حنا أيوب خبير أعمال دولى لبنانى، أن الانقسامات السياسية في لبنان ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد اللبناني، مشيرا إلى أن الحكومة لم تقدم الخطة والاستراتيجية التي تخرج بالدولة من دولة معيلة إلى دولة منتجة، حيث أن 85٪ من الطعام اللبنانى يتم استيراده، ولا يوجد إنتاج لتغطية الطعام الذى يحتاجه الشعب، إضافة إلى ارتفاع استخدام المحروقات بصورة مبالغ فيها حيث زاد استيرادها فى الـ6 أشهر الأخيرة فقط ليتساوى مع ما تم استيراده فى عام 2018 كاملا.
وأشار أيوب خلال كلمته فى المؤتمر المصرفي العربى السنوى، أن التقلبات السياسية الأخيرة فى لبنان والتظاهرات، أدت إلى سحب أغلب الأموال النقدية إلى المنازل وخارج البلاد ووصل إجمالى المبالغ الخزنة فى المنازل إلى 3 مليارات دولار، موضحا أن هذا ناتج عن الفساد السياسى والمالكى وهو الذى لعب دورا فى الوضع الذى وصلت إليه لبنان، وحمل المصرف اللبنانى المسئولية الأكبر فى تردى الوضع المالي والمصرفى فى الفترة الأخيرة.
وفى اليمن كشف أحمد بن سكرين رئيس البنك الأهلى اليمنى عن التأثير السلبى الذي تعرضت له اليمن بسبب الاضطرابات السياسية، موضحا أن الانقلابيين استولوا على القطاع المصرفى والبنك المركزى هناك، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى انهيار سعر العملة فى 2016 حتى أن سعر الدولار ارتفع لنسبة وصلت إلى 300٪.
وأشار سكرين خلال كلمته فى المؤتمر المصرفى العربى السنوى إلى تدخل دول السعودية والإمارات لإنقاذ المصارف اليمنية، مما حدث خلال فترة الحرب، مضيفا أنه يجب أن تكون هناك خطة واضحة للحفاظ على العمل المصرفي وتحصينه من التقلبات السياسية، وأن التجارب العربية خلال العقد الأخير يجب أن تكون مفيدة بالصورة الكافية لحماية البنوك والعمل المصرفى.