فائز السراج.. عميل مزدوج
السبت، 07 ديسمبر 2019 07:00 م
خائن.. جاسوس.. فاقد للشرعية.. كلها أوصاف اعتاد الليبيون إطلاقها على فائز السراج، رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسى الليبى، الذى انتهت صلاحيته منذ عامين، لكنه ما زال يمارس مهامه بدعم قطرى تركى، بعدما عهدت إليه الدوحة وأنقرة مهمة التنسيق بين العاصمتين من جهة، والميليشيات المسلحة والإرهابية المنتشرة فى الغرب الليبى من جهة أخرى، فضلاً عن ضرب وتقويض الحكومة الليبية الشرعية والجيش الوطنى الذى يقوده المشير خليفة حفتر.
فائز، الذى احتار الكثير من الليبيين فى أصوله وتوجهاته، كان هو السبب الرئيسى فى بسط الميليشيات المسلحة سيطرتها الكاملة على مؤسسات الدولة الليبية وخاصة مبانى الوزارات فى طرابلس، وابتزازهم للمواطنين الليبيين أمام المصارف فى طرابلس، ما أحدث حالة من الغضب العارم من تصرفات المسلحين، فقد تحالف السراج مع جماعات متشددة وبعضها متطرفة بعد إطلاق الجيش الوطنى الليبى لعملية عسكرية لتحرير طرابلس، وهو ما أدى لتحول العاصمة الليبية إلى ملاذ آمن لقادة الميليشيات الإجرامية والإرهابية الفارة من جنوب وشرق البلاد.
فى بداية ظهوره على المسرح السياسى الليبىى حاول فائز السراج، أن يوهم من حوله أنه شخصية مستقلة، وأن جل همه الدولة الليبية، لكن مع مرور الوقت لم يستطع السراج أن يخفى ولاءه بل عمالته لمن يموله ويحركه من الخارج، (تركيا وقطر)، وأصبح المسمار الذى دقته الدولتان فى ظهر الدولة الليبية، فمن دعم الميليشيات الإرهابية وحمايتها سياسيا، إلى توفير الغطاء السياسى لتركيا لكى تستبيح الأراضى الليبية من خلال مذكرتى تفاهم مشبوهتين، لا يملك أحد سوى السراج على توقيعهما، لأنه ببساطة شديدة بات وجهه مكشوفا.
وجه «السراج» المكشوف جعله يوجه بوصلته رسميا إلى تركيا التى استخدمته لتمرير أجندتها فى المنطقة وإقحام ليبيا فى صراع إقليمى بتوقيع اتفاقات ومعاهدات ليس لها أى مسوغ قانونى.
السراج الذى تحدى الشعب الليبى بتوقيعه لاتفاقات مع تركيا تنتقص من سيادة واستقلالية قرار الدولة الليبية، ويعطى تركيا امتيازات عدة منها إمكانية بناء قواعد عسكرية داخل التراب الليبى فى إطار الاتفاقات الموقعة مع فايز السراج.
كل الوقائع السابقة أثبتت مدى فشل السراج فى المهمة الرئيسية بالبلاد لتوحيد مؤسسات الدولة وتفعيلها، فضلا عن فشله الذريع فى تطبيق الملحق الأمنى باتفاق الصخيرات الذى ينص على حل الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها بالكامل وتولى قوات الجيش والشرطة مهمة تأمين ليبيا بشكل عام وطرابلس بشكل خاص من المتطرفين والمجرمين.
وقبل أن يزيل عن وجهه القبيح غطاء الحياء، وإعلان الارتماء الرسمى فى أحضان الديكتاتور التركى، لم يرد السراج أن يغضب كفيله القطرى، فخرج قبل أيام بتصريح محاولا من خلاله إرضاء تنظيم الحمدين، أو المعروفين بأولياء نعمة السراج والإرهابيين فى ليبيا، وقال السراج إنه يثمن موقف أمير قطر تميم بن حمد، الداعم للشعب الليبى وحكومة الوفاق فى صد ما وصفه بالعدوان على طرابلس وما ترتب عنه من أضرار بالمدنيين، كما التقى السراج بسفير قطر فى ليبيا محمد بن ناصر آل ثانى، وكلها محاولات بائسة من السراج لتجميل وجه قطر القبيح، لكن كيف يكون البائس الخائن مسئولا عن تجميل القبيح؟!