معارضة حبر على ورق.. لا خطة ولا هدف
السبت، 07 ديسمبر 2019 07:00 مطلال رسلان
هيثم الحريرى يكشف نفسه بأحاديثه المرسلة وينسف ادعاءات التنكيل ويعرى أصحاب المصالح
الإسكندرية شهدت أكبر عملية تطوير وقضاء على العشوائيات
لقاء النائب البرلمانى هيثم الحريرى مع الإعلامى عمرو أديب الأسبوع الماضى، اتضح معه جانب من رؤية المحسوبين على المعارضة داخل مجلس النواب، ورسم خطوطا عريضة وأخرى تفصيلية لبرامج إصلاح المنظومات من وجهة نظر الواقفين على الطرف الآخر من النظام.
لم تزد تصريحات الحريرى شيئا عن صورة المعارضة فى فترة ما بعد 30 يونيو.. رؤية مهتزة، إثارة الإعلام بتصريحات شعبوية فى محاولة لكسب أرض، سرعان ما تفشل لاعتمادها على شعارات، وبرامج تصطدم بالحكومة دون حلول، تحالفات محسوبة على جماعة الإخوان أو أذرعها مع التلويح بدور الضحية إذا وجهت اتهامات بالوقوف فى صف أجندات يقودها محسوبون ظاهريا على منظمات حقوقية وباطنا على الجماعة.
كان أمام هيثم الحريرى فرصة أخرى كنائب برلمانى يلعب دور المعارضة داخل البرلمان وخارجه بشكل واضح لعرض وجهة نظره، وتقديم الحلول فى المشكلات التى يراها لدى الحكومة بدلا من تعميم الانتقادات وتناول قضايا جانبية ظهرت كحشو لملء وقت الظهور أمام الجمهور، إضافة إلى أن المجال المفتوح للمعارضة للتعبير عن رأيها فى وسائل الإعلام إنما ينسف ادعاءات الاضطهاد ونظريات التنكيل والترصد.
أوراق الحريرى بدت غير مرتبة، حديثه عن تطوير التعليم دون تقديم رؤية لحل المشكلات المعلومة بالضرورة لدى الجميع والمتعلقة بالمدارس أو الأبنية التعليمة، والتى تعمل عليها التربية والتعليم منذ اليوم الأول من تولى طارق شوقى حقيبة الوزارة، صحيح أن بها معوقات وملاحظات يراها أولياء الأمور عقبة تضيع جهد التطوير الملموس لكن فى النهاية وُضعت قدم فى طريق الإصلاح بمشروع تطبيق التابلت ونظام الدراسة والامتحانات، ثم القفز فجأة للحديث عن المشكلات فى المستشفيات ومحاولة التقليل من مبادرات الدولة على أرض الواقع للتخفيف عن المواطنين ونتائجها القوية بالأرقام، بداية بـ100 مليون صحة والقضاء على فيروس سى والقضاء على قوائم الانتظار انتهاء بمنظومة التأمين الصحى الشامل فى المحافظات.
يقول النائب، إن هناك قصورا فى مشروعات التنمية، وإن المدن الجديدة لا تصنع تنمية وكان الأولى توجيه كُلفتها لتطوير التجمعات القديمة، كما يُسفه من التجمعات الصناعية مختصرا إياها فى «مصنع أو اثنين»، ويرى أن شبكة الطرق تكلفت أكثر مما وفرته من جدوى ومكسب، مستطردا كثيرا فى مساحة التقليل من أهمية مشروعات الدولة، قبل أن ينتقل إلى مرحلة أخرى خلال حواره مع الإعلامى عمرو أديب، الذى التزم أمامه أعلى درجات ضبط النفس والمهنية، لم يحاول عمرو مقاطعة النائب هيثم الحريرى فى أى من مغالطاته الفجة، وربما يرجع ذلك إلى أن ما يسوقه هيثم لا يحتاج إلى رد.
حاول هيثم بعد الانتهاء من تشويه أى جهد يبذل من قبل الدولة فى سبيل توفير حياة كريمة، ارتداء ثوب الأبطال المنقذين، وراح يسرد مواقف منع فيها من تنظيم فعاليات من شأنها دفع البلاد كثيرا إلى الأمام، وتحقيق ما فشلت فيه كل الغرف الحكومية وهيئاتها التابعة.
قال هيثم إنه منع من تنظيم مؤتمر مع أهالى دائرته، أو حصاره داخل مجلس النواب، وتحدث عن أزمات بعض الشركات التى تخلت عنها الحكومة، ضاربا المثال بالشركة التى يعمل بها «سيدى كرير»، ووسط كل ذلك لا يُفوت إطلاق الجمل الفضفاضة والأحكام العامة، وتغذية ماكينة الشعارات والدغدغة الشعبوية فى ملفات نوعية كالصحة والتعليم.
نقل هيثم الحريرى صورة حقيقة عن المعارضة الحالية، فى نموذجها الأقرب ما يكون بالشو والمحسوبية وتكتلات المصالح، بعيدا عن الخطط والإجراءات التى من شأنها حل مشكلات البلاد، فقد بدا نسخة من أصل متكرر فى مشاهد سابقة للمعارضة تنطق بنكران مشروعات تنموية ورفع وتطوير البنية الأساسية وبرامج الحياة الكريمة، حتى وإن أقر بها الشعب بكامله.
محافظة الحريري.. إنجازات ترد على المشككين
لصورة أكثر وضوحا عن رؤية هيثم الحريرى عند متابعة تصريحاته مع عمرو أديب، وبعيدا عن غيابه التام عن دائرته بشهادات من أهالى الدائرة نفسها، تسليط الضوء على مشروعات نُفذت فى محافظته الإسكندرية تناساها فى حديثه، والتى بلغت حوالى 39 مليار جنيه بنهاية عام 2018، ومن بين المشروعات التى يتم تنفيذها حاليا على أرض الواقع فى مجال الصحة، مستشفى العجمى، وفى قطاع البترول، «النفته» بحوالى 3.9 مليار، فضلا عن مشروعات أخرى فى مجال التعليم، مثل المرحلة الأولى من الجامعة اليابانية، ومشروع محور المحمودية الذى أطلقه الرئيس بمؤتمر الشباب الرابع، بتكلفة 5.5 مليار جنيه.
الإسكندرية التى كانت بمثابة العاصمة الثانية لمصر، عانت كثيرا من الإهمال دون أن نرى أحد يتحدث عنها، لكن خلال السنوات الخمس الماضية شهدت ثورة كبيرة فى كل المجالات، يكفى الإشارة إلى مشروع تطوير عشوائيات «غيط العنب»، ففى أغسطس 2014 أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تغيير خريطة العشوائيات والمناطق الخطرة واستبدالها بالمساكن الآدمية وكان من ضمنها منطقة غيط العنب، التى تقع ضمن أحياء منطقة كرموز يحيطها ترعة المحمودية وطريق القبارى فهى من الأحياء التراثية القديمة.
شهور قليلة حتى تحولت العشوائيات إلى منطقة حضارية، بعد إطلاق مشروع التطوير الحضارى والذى أطلق عليه «مشروع بشاير الخير»، الذى يعد أكبر مشروع قومى تم إنشاؤه بالإسكندرية مؤخرا فى مجال تطوير العشوائيات.
«مصر تكتب اليوم تاريخا جديدا بانطلاق قانون التأمين الصحى الشامل، وإن منظومة التأمين الصحى الشامل خطوة للأمام، وتعتمد على القناعة بأن الصحة للجميع، وليست امتيازا لمن يستطيع تحمل التكلفة فقط، كما أن مصر أظهرت الالتزام الرائع والاهتمام بصحة الإنسان من خلال إطلاق حملة «100 مليون صحة» التى أوضحت أن كل شيء ممكن ويمنح ثقة هائلة بأن خطة التأمين الصحى الشامل ستنجح أيضا».. كانت تلك الرسالة التى بعث بها توادروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية منذ أسبوع، ليس فقط للمصريين وإنما للعالم كله، وربما لم يقرأها أو سمع بها النائب هيثم الحريرى قبل لقائه مع الإعلامى عمرو أديب.
ما قاله مدير عام منظمة الصحة العالمية، هو شهادة على الاهتمام الذى توليه القيادة السياسية المصرية، بتطوير المنظومة الصحية، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية بناء الإنسان التى ترتكز على آليات توفير خدمة طبية متطورة تعتمد على أعلى معايير الجودة من خلال نظام التأمين الصحى الشامل الجديد كونه نظاما تكافليا يضمن تقديم الخدمات الصحية بمختلف مستوياتها بجودة وفقا لمعايير قومية لكل مواطن دون تفرقة أو تمييز بين فقير أو غنى ليصبح الكل سواء أمام الحصول على الخدمة.
من 100 مليون صحة إلى منظومة التأمين الصحى الشامل، سارت الدولة المصرية وفق الخطة والاستراتيجية التى وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتنفذها الحكومة المصرية، والتى تشمل أيضا العديد من المبادرات التى تستهدف التطوير الشامل للمنظومة، شاملة العنصر البشرى وأيضا المستشفيات.
التأمين الصحى الشامل الجديد الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى محافظة بورسعيد منذ أيام يستهدف تغطية كل المواطنين وأسرهم فهو لا يهتم بالفرد كما كان فى الماضى وإنما يهتم بالأسرة كاملة ويتحمل الاشتراكات والمساهمات عن غير القادرين الذين يمثلون 35% من المصريين فالدولة تتكفل بهم وتسدد عنهم كل المصاريف وتكاليف الفحوص والعلاج.