هل تقبل بإقامة ورشة لتعليم النحت أو الباليه؟.. تعيين منتقبة لإدارة قصر ثقافة كفر الدوار يثير الجدل

الخميس، 05 ديسمبر 2019 04:03 م
هل تقبل بإقامة ورشة لتعليم النحت أو الباليه؟.. تعيين منتقبة لإدارة قصر ثقافة كفر الدوار يثير الجدل
طلال رسلان

بعيدا عن قبول أو رفض النقاب في حد ذاته، فهذه حرية شخصية وقبلها المجتمع ما لم يضر، وبصرف النظر عن الخلفية الثقافية أو فكر السيدة المنتقبة، لكن هل كان قرار تعيين سيدة منتقبة لإدارة قصر ثقافة كفر الدوار موفقا من المسؤولين؟.

على وقع السؤال السابق أُثير جدل على مواقع التواصل الاجتماعي وأوساط بعض المثقفين بعد قرار رئيس الإدارة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة أحمد درويش باختيار أسماء عبد القادر خليل من العاملين على الدرجة الثالثة بالمجموعة النوعية لإدارة أعمال قصر ثقافة كفر الدوار مؤقتا، على أن يطبق القرار من اليوم الخميس.

WhatsApp Image 2019-12-05 at 3.12.00 PM

اختيار سيدة لإدارة أحد قصور الثقافة بالطبع ليس فيه مشكلة، وخاصة مع القفزات التي حققتها وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم نفسها منذ توليها حقيبة الوزارة، والاتجاه نحو تمكين المرأة في المؤسسات والهيئات الحكومية، لكن الأزمة التي أشار إليها عدد كبير من المحسوبين على الوسط الثقافي هي أن السيدة المذكورة في القناة ترتدي النقاب، وأظهر ذلك صورها على حسابها الشخصي، إحداها وقفت أمام إحدى اللوحات الفنية في معرض للرسوم.

السيدة المنتقبة
السيدة المنتقبة

 

حظر النقاب.. الأزمة القديمة الجديدة

في أوائل 2018 أثارت دعوى قضائية تطالب بمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية الجدل، عرفت القضية إعلاميا بقضية "حظر النقاب" على خلفية تقديم قانون في مجلس النواب بمنعه واقتراح تطبيق غرامة على المخالفين.

قالت الدعوة وقتها إن النقاب ليس له أصل في الإسلام سواء القرآن أو السنة، ولكنه تعبير عن فكر بدوى قادم إلينا من جزيرة العرب فرضه المجتمع الذكورى على المرأة ليستمتع بها وحده دونا عن الآخرين ولو كان مجرد النظر٬ وتم شرعنته وتصديره إلى مصر على أساس أن النقاب واجب ديني علاوة على أنه عفة وفضيلة وعودة إلى العصور الذهبية الأولى للإسلام.

وأضافت الدعوى أن انتشار النقاب فى الآونة الأخيرة يعتبر ظاهرة خطيرة على المجتمع، ويعتبر النقاب زي دخيل على مجتمعنا وثقافتنا، مؤكدة أن قيادة المرأة المنتقبة للسيارة يمثل انفصام عجيب بين الإيمان بضرورة محاكاة الماضي وتكفير الحاضر٬ وبين الاستمتاع بكل ما أنتجه الحاضر من تكنولوجيا٬ علاوة على أن النقاب يمثل مشكلة أمنية لإمكانية التخفي وراءه في نقل المتفجرات والمخدرات٬ بالإضافة إلى أن النقاب يحجب الرؤية من الزاويتين اليمني واليسرى لقائد السيارة، ما يتسبب في الكثير من الحوادث.

على إثر ذلك وقع خلاف حاد بين المحامين، وبالطبع رجال دين، وتدخل بعضهم يهاجم الدعوى المرفوعة بمذكرات تؤكد دفاعهم عن حق ارتداء النقاب، وأن القضية جانبها الصواب، وأنه ليس من حقه إلزام رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، بإصدار قرار لحظر النقاب، وأن من حق المرأة المسلمة ارتداء الزي الشرعي الذي أقره الإسلام، والذي ترى فيه المحافظة على احتشامها ووقارها، وهذا ما أرسته مبادئ المحكمة الإدارية العليا.

هدأت أزمة قضية "حظر النقاب" في أواخر سبتمبر 2019 بحكم من الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، بعدم قبول دعوى حظر النقاب في الأماكن العامة والشارع المصري، لكنها لم تنته بعد بخروج مطالبات من حين إلى آخر تطالب جديا بمنعه في الأماكن العامة أو على الأفل في المؤسسات الحكومية وأماكن العمل.

السيدة المنتقبة 2
 

لطالما كانت قضية ارتداء النقاب في الأماكن العامة أو المؤسسات الحكومية مثار جدل، لكن أحدا لم يمنع سيدة منتقبة من ممارسة حقها في المشاركة المجتمعية بل إن بعضهن يشغل مناصب إدارية داخل مؤسسات الدولة، إلا أن اختيار سيدة منتقبة كواجهة ثقافية معبرة عن الفنون بأنواعها بخلفيتها وأفكارها والقوانين التي يفرضها عليها ارتداء النقاب أثار تسؤلات بشأن الكيفية التي تدار بها الفعاليات الثقافية على وقع هذا، ما رأي السيدة أسماء في الموسيقى والغناء والرقص والنحت؟، هل تقبل بإقامة ورش لتعليم التصوير أو الباليه؟ وهل اختفى المسؤولون عن الثقافة من محافظة البحيرة لتمثلها سيدة منتقبة؟.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق