أردوغان يعادي العالم.. اضطرابات في البحر المتوسط والعدوان على سوريا وإس 400
الأربعاء، 04 ديسمبر 2019 01:00 م
من أوروبا وأمريكا إلى الشرق الأوسط، لطالما كانت سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدائية تجاه الدول بإجراءات تدعم الإرهاب حول العالم أو تهدد الأمن القومي لبعض الدول.
في بحثه الأخير أكد مركز الأبحاث والجريدة المستقلة "أوراسيا ريفيو"، أن سلوك الرئيس رجب طيب أردوغان قد خرج بسرعة عن السيطرة، وعدائه يخلق موجات من الإضطراب في البحر المتوسط ، ويقسم أوروبا وأمريكا، ويطرح تحديات على الغرب بشأن كيفية الرد.
وفى تحليل للدكتور ثيودور كاراسيك الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أكد على أن أردوغان يخلق توترات متصاعدة بسبب مغامراته العسكرية في شمال سوريا والخضوع لإرادة روسيا.
وأشار إلى أن تحرك الرئيس التركى في عدة اتجاهات ينظر إليه باعتباره مشكلة، كما أنه يعرقل العمليات في المنطقة الساعية من أجل تخفيف حدة التوترات، بدلا من أن يكون مشارك راغب ونشط ومتمسك بالنص.
واضاف الباحث المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، بالنسبة للغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، فإن التحدي الذي يمثله أردوغان الآن لا يتعلق فقط بإزالة الصواريخ النووية من تركيا، ولكن التشكيك في الهدف من عضوية تركيا في الناتو، هذا لن ينتهي بشكل جيد.
وبحسب الدكتور كاراسيك، بدأ حلف الناتو "الميت دماغيا" في أنقرة باختبار أردوغان الاستفزازي لنظام الدفاع الصاروخي من طراز S-400 الروسي الصنع ضد الطائرات الحربية الأمريكية من طراز F-16، فى تحد للطلبات الأمريكية.
واعتبر متحدث باسم أردوغان بأن تركيا لن تدمج صواريخ S-400 في أنظمة الأمن أو الدفاع الجوي التابعة لحلف الناتو، وبدلا من ذلك سوف تستخدمها كمنصة قائمة بذاتها. لكن تركيا قد خرقت مثل هذه الوعود من قبل، إنها ترى العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة كعلاقة معاملات. الأخذ والرد حول الإجراءات القضائية التي اتخذتها أنقرة فى الولايات المتحدة لتسليم أعضاء حركة جولن، والآن برنامج F-35، يكشف كيف كان هذا السلوك عامل رئيسي في إسقاط أردوغان للقوة التركية.
ورأى الباحث أن "الولايات المتحدة متأخرة للغاية في فرض عقوبات تلقائية على تركيا، الأمر الذي يفيد موسكو مرة أخرى لأن عدم وجود عزم أمريكي على التعامل مع قضية أمنية هامة تتعلق بالسياسة الخارجية وتنطوى على بيع أسلحة روسية متطورة ينظر إليه باعتباره ضعف، لا سيما فى ظل قانون محاربة خصوم أمريكا من خلال العقوبات. هذه الفجوة السياسية، التى تستفيد منها تركيا ودول أخرى".
كما اعتبر أن سبب الصدمة التي لحقت بالمنطقة هو تصاعد نشاط أردوغان المفاجئ لدعم بعض الجبهات مع التوسع في مناطق أخرى، بما في ذلك اتفاقه مع طرابلس بشأن التعاون الأمنى والعسكرى.. ورأى أن "تحركات أردوغان الجريئة تتحدى دول البحر المتوسط كما لم يحدث من قبل".
في النهاية يشير الدكتور كاراسيك إلى أن السؤال: كيف سترد الولايات المتحدة. يبدو أنه لا مفر من مناقشة قضية الأسلحة النووية. يجب مناقشة نشر الأسلحة النووية في جميع أنحاء أوروبا، بما فى ذلك تركيا.. واختتم الباحث تحليله بأن أردوغان تغلب على ترامب على سوريا، ويناقش الآن المزيد من مشتريات الأسلحة من روسيا، لكنه توقع بأن تتعرض تركيا للطرد من حلف الناتو قائلا: "أنقرة بحاجة إلى التفكير بمزيد من الوضوح حول عضويتها فى حلف الناتو، أو قد تتعرض فى النهاية للطرد".