حكاية صالح علماني.. أشهر مُترجمي الروايات في النصف قرن الماضي
الأربعاء، 04 ديسمبر 2019 01:00 م
توفي صباح أمس الثلاثاء أحد برز رموز حركة الترجمة العربية وهو المترجم السوري الفلسطيني صالح علماني، عن عمر ناهز 70 عاماً، ويعد علماني واحدا من أشهر المترجمين العرب، وكان متخصصا بالأدب اللاتيني.
علماني ترجم عشرات الأعمال الأدبية لأهم الكتاب باللغة الإسبانية، وعبره تعرف كثير من القراء العرب على غابرييل غارسيا ماركيز، وماريو بارغاس يوسا، وإيرزابيل الليندي، وخوسيه ساراماغو، وميغيل إنخل استورياس، وغيرهم.
بدايته
وُلد صالح علماني عام 1949 في مدينة حمص في سوريا ونشأ فيها حيثُ أمضى معظم سنوات طفولته في سوريا، ودرس في وقت لاحق الطب في الجامعة؛ لكنه تحول لدراسة الأدب الإسباني وذلك مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالمياً في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات.
وبدأ صالح علماني عملهُ في وكالة الأنباء الفلسطينية ثم أصبح مُترجمًا في السفارة الكوبية بدمشق وعمل في وقت لاحق في وزارة الثقافة السورية وبالضبط في مديرية التأليف والترجمة وكذا في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بلغَ سنَّ التقاعد عام 2009.
الأدب الأمريكي اللاتيني
تخصص صالح منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأميركي اللاتيني ثم زادت شهرته حينما ترجم لأبرز كتاب أميركا اللاتينية بما في ذلك غابرييل غارسيا ماركيز وإيزابيل الليندي وجوزيه ساراماغو وإدواردو غاليانو وآخرين، وتُعد ليس للكولونيل من يكاتبه أول رواية ترجمها صالح علماني لكاتبها ماركيز والتي حظيت بحفاوة صحافية من صحيفتي النهار والأخبار الأمر الذي شجعه بحسبه لأن يستمر في الترجمة.
وبعدما ترجم علماني عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالب خمسة من أبرز كتّاب أميركا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريماً لمنجزه في نقل إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية؛ وهو ما حصل حينما مُنح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا.
جوائزه
حصل علماني عام 2015 على جائزة جيرار دي كريمونا للترجمة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة، وأشرف على عدد من ورش الترجمة التطبيقية في الترجمة في معهد سيرفانتس بدمشق، ويحمل إجازة في الأدب الإسباني، عمل مترجما في سفارة كوبا بدمشق، وكان عضو جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب في سوريا.
وأشرف على ورشات عمل تطبيقية في الترجمة الأدبية بمعهد ثربانتس بدمشق. منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون في عام 2014، كما حصل على جائزة "خيراردو دي كريمونا" الدولية للترجمة عام 2015، ونال جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولية للترجمة عام 2016.
وكانت لعلماني رؤية في ترجمة اللهجات الأميركية اللاتينية، حيث أن تلك اللهجات من وجهة نظر علماني تختلف من بلد إلى آخر لكن دراسته الطب ومعرفته بشعوب القارة وأحوال معيشتهم وحكاياتهم وخرافاتهم وآلامهم وموسيقاهم، واطلاعه على تاريخ أميركا اللاتينية بشكل عام ساعده في فهم كل الاختلافات.