مأساة 1350 دعوى طلاق بسبب «الاغتصاب الزوجي»
الخميس، 05 ديسمبر 2019 09:00 م
تعاني العديد من الزوجات من القهر، بسبب ما تعرضن له من إهانات على يد أزواجهن، للدرجة التي وصلت إلى حد ما يسمى بـ «الاغتصاب الزوجي»، وهي المشكلة التي حولت حياتهن إلى جحيم لا يطاق، وأثر سلبا بشكل كبير على صحتهن الجسدية التي تجاوزت الإصابة بالعاهات المستديمة، وكذلك تأثرت حالتهن النفسية التي وصلت بالبعض منهن إلى حد الإقبال على الانتحار، للتخلص من الضغط الهائل الذي يمارس ضدهن.
وكشفت الأوراق الرسمية في محاكم الأسرة، خاصة دوائر «إمبابة، والمعادي، وحلوان، و6 أكتوبر»، عن مأساة 425 زوجة، لجأن لأروقة المحاكم للخلاص من مأساة تعرضهن لـ «الاغتصاب الزوجي»، بعد أن أصبن معظمهن بعاهات مستديمة جراء تعرضهن الدائم للعنف الجنسي، فبلغت دعاوي الطلاق للضرر لهذا السبب حوالي 1350 دعوى، إلى جانب 690 دعوى أخرى، نشوز بسبب لجوء الزوجات إلى الشكوى من التعرض للعنف والاغتصاب على يد أزواجهن.
زوجها مدمن ويتفاخر باغتصابها أمام أصدقائه
وقفت «ع. ال. ف»، تروي مأساتها أمام محكمة الأسرة في 6 أكتوبر، وتطلب تطليقها للضرر، فبعد مرور 3 سنوات على زواجها، أصيبت خلالهما بإصابات خطيرة وكسور على يد زوجها، بسبب إدمانه للمواد المخدرة، ومعاشرتها بما يخالف شرع الله، بل والأوقح من ذلك تفاخره بذلك أمام أصدقائه.
وأكملت: «تركت المنزل لزوجي المدمن أكثر من مرة، إلا أنه كان يتهجم علي ويضربي بشكل بشع ومعه أمه وأخته، لأخذ الطفلة الرضيعة مني، للضغط علي وابتزازي للرجوع إليه، فأضطر الرضوخ والرجوع إلى المنزل خوفا على طفلتي.
وتابعت: «كان يستولى على راتبي منذ اليوم الأول لزواجنا، وكان له مشروع خاص جعلني عاملة نظافة به، ورغم كل هذا تحملت من أجل طفلتي، لكنه اعتاد طردي من المنزل بسبب اعتراضي على تكرار إهاناته لي وضربي بشكل مبرح، لدرجة أنه كسر يدي في إحدى المرات وأصابني بعاهة مستديمة، لكني اكتشفت بأنه يحكي كل تفاصيل علاقتنا الحميمية إلى أصدقائه ومعارفنا، بل ويتفاخر بأنه يعذبني ويغتصبني، فقررت التخلص من حياتي أو طلب الطلاق».
عاشت 4 شهور في الجحيم وخرجت بجلطة
أمام محكمة إمبابة للأسرة، وقفت «س. ع. م»، تحكي مأساتها بعد هروبها من زوجها ولجوئها إلى المحكمة وطلب التطلاق، فتقول: «أتممت 30 عاما، لكني أشعر أن حياتي انتهت للأبد، فبسبب الضغط العصبي والنفسي والعنف الذي عانيته على يد زوجي، أصبت بجلطة، وما كان منه إلا أنه رفض علاجي أو حتى تطليقي، فلجأت إلى المحكمة».
أجبرها على تعاطي المخدرات ويغتصبها
تحكي «م. ف. ص»، البالغة من العمر 22 عاما، مأساتها أمام محكمة الأسرة في المعادي، فتقول: «لجأت للمحكمة لطلب الطلاق للضرر، فزوجي كان يجبرني على تعاطي المخدرات معه ليستمتع باغتصابي، فتحولت بمرور الوقت إلى امرأة مدمنة فأدركت حجم الكارثة التي أوقعت نفسي بها، فطلبت منه الطلاق، إلا أنه ضربني بشكل بشع وهددني بأنني لن أستطيع الهروب منه أو حتى الإبلاغ عنه، بسبب حاجتي الدائمة للمخدرات التي تعودت عليها».
وأكملت: «عشت معه 5 سنوات كنت فيها كالأموات، وضاع عقلي وخسرت صحتي بسبب عنفه، حتى طفلتي التي أنجبتها منه خطفها مني ويرفض أن أراها».
12 شهر يغتصبني وإذا رفضت يهددني بالذبح
تحكي «ك. ال. ع» مأساتها أمام محكمة الأسرة بحلوان، وتقول: «أجبرني أهلي على الزواج منه بعد حصولي على الثانوية العامة العام الماضي، ورفض أن أكمل تعليمي الجامعي، وذقت على يده ووالدته أمر أيام العذاب 12 شهرا كاملة».
وأكملت: «منذ زواجنا وهو يستمتع بتعذيبي ومعاشرتي بما يخالف شرع الله، وإذ رفضت يضربني بالحزام عقابا لي، فأصابت بنزيف وكدت أفقد جنيني، لدرجة أنه وضع على وجهي بطانية وخنقني بها، ففقدت وعيي لأجد نفسي داخل المستشفى، ومن يومها وأناتدهورت حالتي النفسية وقررت طلاق».
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة مها الأبجوري، أخصائية علم النفس، أن الاغتصاب الزوجي، يأتي بسبب ثقافة بعض الأزواج، والتي تسمح لهم بممارسة كافة أنواع السلطة وإجبار المرأة على الرضوخ إلى تنفيذ كل طلباته دون الأخذ في الاعتبار عما يقع عليها من إذاء بدني ونفسي نتيجة للعنف الذي يمارس ضدها من هذا الزوج.
وتابعت:« يستخدم بعض الأزواج سلاح إجبار زوجاتهم على المعاشرة الجنسية، كنوع من أنواع التأكيد على سلطة الرجل وقوته داخل المنزل، حتى وإن كانت زوجته شخصية مطيعة، وبالرغم من معاملته السيئة والعنيفة لها طوال الوقت، واستخدامه للإهانية اللفظية والجسدية والضرب الذي يصل في كثير من الأحيان إلى إصابتها، إلا أنه يتوقع منها نفس راضية حين يطلب مواقعتها، وهو ما لا يحدث بالطبع، فيغتصبها إمعانا في كسرها وقهرها».