حالة من التعاطف الشديد علي السوشيال ميديا أثارها المشهد الانساني لوداع تلاميذ معهد محلة أبو على الابتدائى الأزهرى التابع لمركز دسوق بكفر الشيخ معلمتهم وفاء السيد عطية، حيث قام التلاميذ بتوديع معلمتهم بالوقوف صفين، ليمر بينهما جثمانها وهم يرددون عبارة "مع السلامة يا ماما وفاء أحنا بنحبك الله يرحمك"، ومنهم من علق على قبر معلمتهم برسومات اقتطعوها من كراريس الرسم، اعترافاً بفضلها.
من جانبهم تداول أهالى المحافظة على صفحاتهم الشخصية صور الأطفال الذين حرصوا على الخروج لتوديع معلمتهم وهم يرتدون زى المدرسة، يحملون حقائبهم، لتكون النظرة الأخيرة منهم لمعلمتهم، وهم فى رحاب العلم، وكأنهم يطبقون المثل القائل "من علمنى حرفاً أخلصت له حباً".
قصة وفاء السيد عطية، 51 سنة، معلمة مصرية أم لثلاثة أبناء "بنت وولدين" كانت تعانى منذ عدة سنوات من مرضها، ورغم تلك المعاناة إلا أنها لم تقصر يوماً فى عملها، لم تتألم أمام طلابها برغم آلامها الداخلية، فأحبوها وعشقوها لدرجة الجنون.
وفى السياق ذاته، قال السعيد حبيب، تاجر أقطان، من أهالى قرية محلة أبو علي، لقيت المعلمة وفاء السيد ربها، بعد صراع مع المرض ولم تقصر يوما فى أداء واجبها الإنسانى فى نشر المعرفة والعلم، وكانت دائما تبذل كل مجهود لخدمة العملية التعليمية وكانت ضد مبدأ الدروس الخصوصية، وكانت تعامل التلاميذ مثل أبنائها بحب واحترام.
وقال محمد عبدالمنعم على، من أهالى دسوق، الأطفال ضروا المثل الأعلى فى الوفاء والحب، لمعلمتهم بأدلتهم الحب والتقدير، فكانت أماً وصديقة قبل أن تكون معلمه، فكان جزائها هذه الصورة التى أعادت للأذهان ما كان عليه المعلم وما كان عليه الطلاب.
وأكدت الطالبة سهام محمد جمعه، أن زملائها عبروا عن حزنهم وألمهم لوفاة معلمتهم وفاء السيد عطية، فكان حبهم لها ووفائهم لها نصيب من أسمها ومعاملتها، مطالبة المعلمين أن يحذوا حذوها .
بينما قالت شهد سامى بدير، تلميذة ماما وفاء، مش كانت معلمة لينا وبس، كانت أم وأب تعلمنا وتخاف علينا، واحنا زعلنين علشان ماتت، بس دى إرادة ربنا، والحمد لله، وهنفضل ندعى عليها، وربنا يدخلها الجنة، وصعب إننا ننساها، ومش عارفه أروح المعهد إزاى؟.
وأكدت بسملة مجدى خطاب، تلميذة ربنا يرحم ماما وفاء، كانت بتحبنا واحنا بنحبها، كانت بتنصحنا بالمذاكرة والاجتهاد لنكون نافعين لوطننا، وكانت تنصحنا بطاعة الله ورسول الله ووالدينا، واحترام الكبير، والعطف على الصغير .
وقال محمد أحمد الحداد، تلميذ، كانت ماما وفاء صديقة مش معلمة، وساعة ما عرفنا بأن ربنا اختارها، قلنا لازم نودعها ولازم نكون حوليها، وندعو لها، ونرد جمايلها علينا .
أما محمد بدوى البشتامى، الشهير بمحمد كرم، " شيف خمس نجوم، زوج المعلمة، قال، الله يرحمها فنعم المربية وكانت أم للأطفال، تعتبرهم أولادها، وكانت كل يوم تصلى قيام الليل قبل نومها، وكانت تصلى الفجر، وتظل تقرأ القرآن الكريم حتى طلوع الصبح، وكانت تؤدى عملها بإتقان.
لا يوجد المزيد من التعليقات.