خالد الطوخى: مصر تتعرض لحرب إرهابية منظمة بنشر الشائعات والأكاذيب لتشكيك المصريين فى ثوابتهم ووطنهم
المفتى: - لا مانع فى الاختلاط بين الطلاب طالما قائم على الاحترام والتبجيل المفتى
- التدخين كان مباحا قبل اكتشاف خطورته والآن هو والسيجارة الإلكترونية حرام لأن العلم أثبت خطورتهما على صحة الإنسان
- يجوز الجمع فى الصلاوات للطلاب والأطباء طالما المحاضرات والعمليات مهم
- دربنا فريق من دار الإفتاء على مواجهة الإلحاد ومناقشة الملحدين
الدكتور محمد العزازى رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يدعو الطلاب لنبذ المغالاة والتمسك بالدين الإسلامى الحنيف
نظمت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ندوة بعنوان «دور المؤسسات الدينية فى توعية الشباب بمخاطر التكنولوجيا»، بحضور مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام ورئيس مجلس الأمناء بالجامعة خالد الطوخى والذى أهدى درع الجامعة لفضيلة المفتى، والإعلامى محمد فودة المستشار الإعلامى لرئيس مجلس الأمناء، والدكتور محمد العزازى رئيس الجامعة.
وافتتحت الندوة بتلاوة بعض آيات القرآن الكريمة التى تلاها أحد طلاب كلية الإعلام بالجامعة، وفتح الدكتور شوقى علام قلبه لطلاب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وتلقى عددا كبيرا من الأسئلة حول القضايا الشائكة فى المجتمع والجامعات وعلى رأسهم قضايا الزواج المبكر والسرى والعرفى والاختلاط فى الجامعات والحجاب والجمع فى الصلاوات والتدخين والسيجارة الإلكترونية.
وحسم مفتى الديار المصرية عدد من القضايا الشائكة ومنها قائلا: "الإسلام رفض الزواج المبكر والسرى والعرفى لخطورته على المجتمع وكذلك أنه لا مانع فى الاختلاط بين الطلاب طالما قائم على الاحترام والتبجيل، والتدخين كان مباحا قبل اكتشاف خطورته والآن هو والسيجارة الإلكترونية حرام لأن العلم أثبت خطورتهما على صحة الإنسان، ويجوز الجمع فى الصلاوات للطلاب والأطباء طالما المحاضرات والعمليات مهمة ودربنا فريق من دار الإفتاء على مواجهة الالحاد ومناقشة الملحدين".
واستهل الدكتور شوقى علام بالترحيب بكلا من الدكتور خالد الطوخى ومحمد العزازى، وعمداء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب بهم وقدم مفتى الديار المصرية الشكر للجامعة بسبب الدعوة قائلا: "تجعلنى التقى بكم وقبل أن أكون مفتى كنت عضو هيئة تدريس وبقدر العلاقة الأبوية بين الأستاذ وطلابه ولذلك أحب التقى طلاب الجامعات هنا أو أى جامعة، ومر من عمرى قرابة 50 عاما وأصبح عمرى فى تناقص وأصبح لابد أن نتواصل معكم كشباب لنستفيد منكم وتستفيدون منا، ودائما الأديان عبر التاريخ تكون جزء من حل مشاكلنا وليست سبب المشاكل".
وتسأل الدكتور شوقى علام حديثه مع طلاب جامعة مصر: لماذا جاءت الرسالات ؟ موضحا أنها جاءت لصالح الإنسان واتخاذه إلى طريق البناء والرشاد والعمران وتحقيق بناء لجميع الإنسانية وليس للمسلمين فقط .
ولفت مفتى الديار المصرية، إلى أن القرآن أكد على أن الرسول جاء رحمة للعالمين سواء الإنسان أو الجماد أو النبات حتى قال والله أعلم حجرا فى مكة ما مررت عليه والا سلم على فهناك تناغم بين الإنسان وكل المخلوقات.
وأكمل الدكتور شوقى علام حديثه بالقول، إن الجميع يدرك أن الرسول جاء برسالة من السماء بالرحمة، متابعا أن الإنسان مخير وحدث مرة حوار صامت بين الرسول والجمل وعلم الرسول أن صاحبه يشق عليه واستدعى الرسول صاحب الجمل وطلب منه الرحمة بالحمل .
وتابع مفتى الديار المصرية: "نحن جيل جئنا لنتواصل معكم ليحدث تناغم معكم لبناء حضارة، والحوار فى حد ذاته بين جيلين كان راسخا فى القرآن لأن الحوار ونقل الخبرات فحوار سيدنا إبراهيم فى القرآن يرسخ فكرة النقاء والطمأنينة فى الحياة، متابعا كيف انا كطالب اكون صاحب قلب سليم وارتاح فى الحياة إصلاح النفس، موضحا أن تحقيق ذلك يتم من خلال التخلية والتحلية وهى التحلى بصفات الصدق وترك الغش والكذب والأخلاق السيئة الغل والحقد والحسد ومسح الغشاوة من القلب.
ووجه علام رسالته للطلاب: "مهما كثرت عليك الذنوب فلا تقنط من الاستغفار والرجوع إلى الله، فالسمع والطاعة لله رب العالمين خلق عليه البشر، مصداقا لقوله تعالى: وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
وأضاف مفتى الديار المصرية: "بناتى وأبنائى شبكات التواصل الاجتماعى كيف تتعامل معها، الخبر تعريفه العملى قول يحتمل الصدق والحقيقة، ففى تلك المواقع سيل من المعلومات المغلوطة فلابد أن تتثبت من هذا الخبر".
وكشف عن امتلاك دار الإفتاء المصرية، لـ 16 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى، بكل لغات العالم، ولدينا على صفحة الإفتاء باللغة العربية 8 ملايين مشترك، ويتفاعل معنا على الصفحات نحو 10 ملايين فى الأسبوع.
وفتحت الندوة باب الأسئلة للطلاب جاءت عن حكم الشرع فى اختلاط الشباب داخل الجامعات والزواج المبكر، وحكم الحجاب فى الإسلام، والجمع بين الصلوات بسبب المحاضرات.
وردا على اسئلة الطلاب قال مفتى الديار المصرية: "الزواج المبكر لا يفضله الإسلام لأننا تابعين للعلم وأهل الاختصاص وبالرجوع للدراسات التى أجريت والمخاطر التى يتسبب فيها ذلك الزواج أما الزواج العرفى لا يصح، فالأمر ينبغى أن يكون بطرق الباب، فمالا ترضاه لأختك لا تقبله على غيرها".
وبالنسبة للاختلاط قال المفتى: "الرجل والمرأة خلقا لا ليكون كل منهما عدوا للآخر ولكن عونا للآخر فاسمه إنسان خلق إنسان وكل واحد له دور ويكملون بعضهم لبعض فطلاب العلم إذا كان هدفهم العلم والوصول إلى القمة مع وجود الاحترام والعلم ولا مانع من الاختلاط ولا ينبغى أن يكون بيننا نويا غير ذلك خلال الاختلاط".
وعن الحجاب أعلن المفتي: «نحن ملتزمين بالنص القرآنى: "وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" واللى ظهر ده يوضحه حديث رسول الله فستنا أسماء بنت أبى بكر دخلت على سيدنا رسول الله، وعليها ثياب رقاق فنظر إليها فلما وجدها على هذه الهيئة، نحى وجهه عنها وقال يا أسماء إذا بلغت المرأة الحيض فعليها ستر جسدها إلا ظهر منها وهو هذا وذاك وهما الوجه والكفين ولم نؤمر بالحجاب".
وعن الحكم الشرعى لجمع الصلاوات بسبب المحاضرات قال مفتى الديار المصرية: "أنا بحقق رقى لنفسى ولمجتمعى، والطبيب يعمل فى العمليات ولا يستطيع أن يترك عمله ويدركه العصر ولازم يصلى الظهر، إذا كانت هناك ضرورة ومبررا قويا بحيث لا يمكن ترك العمل فيمكن فى هذه الحالة أن أجمع صلاة العصر إلى صلاة الظهر جمع تقديم وكذلك الطلاب اذا كانت المحاضرات مهمة".
ومن جانبه رحب الدكتور خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بالدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، مؤكدا أن هذه الزيارة ذات أهمية كبيرة بسبب انتشار الشائعات والأكاذيب، للتشكيك فى كل الثوابت لدى المصريين فى وقت تتعرض مصر لحرب إرهاب فكرى .
وقال الطوخى، إن هناك موجة الإلحاد تضرب الشباب المغرر بهم والذين كانوا على درجة كبيرة من الإيمان لكن بسبب هذه الأفكار التكفيرية انتشرت تلك الظاهرة التى تمثل خطرا كبيرا على المجتمع، مستطرد: "نتابع ما يحدث على الساحة من أكاذيب وافتراءات تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعى لبث الشك فى كل الثوابت التى تربينا عليها ويستخدم فى ذلك كل طرق التلاعب فى العقول".
ولفت خالد الطوخى، إلى أن الجامعة ستعمل على تكرار تلك الندوات فى الجامعة سواء بمسجد الجامعة أو داخل القاعة الكبرى للرد على كافة الأكاذيب التى تستهدف مصر .
وأوضح رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن الشك فى الثواب هى حرب تواجهها مصر وهى إرهاب فكرى، ولابد التحصن بالأفكار السليمة لمواجهة ذلك الإرهاب، وأخطر ما يواجه الشباب الآن موجة الإلحاد، مضيفًا:"للأسف لما تحاورت مع هؤلاء الشباب كانوا على درجة عالية من الإيمان".
وأوضح رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن الدكتور شوقى علام العلامة يتواجد بالجامعة للرد على الأكاذيب التى تحاك بالدولة المصرية وكذلك تساؤلات الطلاب.
واختتم حديثه بالتوجه بالدعاء إلى الله بأن يحفظ مصر من جميع الفتن التى تتعرض لها الدولة المصرية لضرب الاستقرار .
ومن جانبه رحب الدكتور محمد عزازى رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، قائلا: "ما أحوجنا اليوم فى وضع أمورنا الدينة فى نصابها الصحيح لنبذ المغالاة لنتمسك بديننا الإسلامى الحنيف مؤمنين بالوسطية وداعين للسلام، لتوضيح الأمور الدينية لطلاب وشباب الجامعات".