أزمة إقالة قائد البحرية الأمريكى.. اتهام ترامب بالتدخل في شئون المؤسسة العسكرية
الأربعاء، 27 نوفمبر 2019 06:00 م
لم تكن إقالة وزير البحرية الأمريكى ريتشارد سبنسر مجرد إطاحة عادية بمسئول لم يؤد مهام منصبه بكفاءة، بل كانت ضربة لأحد الرجال الأقوياء داخل البنتاجون فى إطار المواجهة المستمرة بين القادة العسكريين والرئيس دونالد ترامب.
وقال وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر، إن إقالة سبنسر تأتى على خلفية تجاوزه للتسلسل القيادى من خلال اقتراح "اتفاق سرى مع البيت الأبيض" حول قضية ارتكاب أحد جنود البحرية الأمريكية لجريمة حرب فى العراق، وفقًا لما قاله مسئول بوزارة الدفاع.
وأوضح المسئول، بحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن"، أن الاتفاق المقترح الذى أدى للاستقالة القسرية لقائد البحرية الأمريكية يتعلق بقضية عنصر القوات الخاصة فى البحرية الأمريكية إيدى جالاجر، المتهم مع اثنين آخرين بارتكاب جرائم حرب تتعلق بقتل معتقل مصاب يتبع "داعش" بالإضافة إلى قتل مدنيين آخرين فى العراق فى 2017.
ويبدو أن سبنسر كان يبحث عن طريقة لحل المواجهة بين البنتاجون والبيت الأبيض حول قضية جالأجر، كما تقول الشبكة الأمريكية، لكن الروايات المتناقضة التى ظهرت فى الساعات الأخيرة بعد إقالة سبنسر تشير إلى عمق الاضطراب والخلاف بين الطرفين.
وكان وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر، قد قال إنه أصيب بالذهول عندما اكتشف أن سبنسر كان يعمل مع قناة خلفية بالبيت الأبيض لحل المواجهة المتعلقة بضابط قوات سيلز البحرية المثير للجدل إيدى جالور.
وقال أسبر، إنه ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلى، قد علم من شخص داخل البيت الأبيض، أن سبنسر قد تواصل مع المكتب البيضاوى بمقترح لحل المواجهة المتعلقة بالضابط الذى واجه استبعادا محتما من سيلز حتى تدخل الرئيس ترامب.
وقال أسبر للصحفيين، أول أمس الاثنين، فى مقر البنتاجون، إنه لم يكن لديه علم بأى شىء، وأنه وميلى أصيبا بالذهول والدهشة بشكل كامل، إلا أن سبنسر قال فى تصريحات تلفزيوينة إنه يتحمل مسئولية عدم السماح بمعرفة إسبر بما فعله، لكن أصر على أن الوزير كان على علم تام بالأمر لأن رئيس موظفيه كان مطلعا على الأمر. لكن المتحدثة باسم البنتاجون أكدت لسى إن إن، أنه لا وزير الدفاع أو أى من موظفيه كان على علم بما قام به سبنسر.
من جانبه قال ترامب للصحفيين فى البيت الأبيض، حول ما يتعلق بإقالة سبنسر، إن الأمر كان محل تفكير من جانبه لبعض الوقت، وأشار إلى أن ما قام به دفاعا عن جالاجر هو محاولة منه لحماية محاربى أمريكا.
وترى "سى إن إن"، أن رحيل سبنسر هو أحدث التطورات فى المواجهة المستمرة بين البنتاجون وترامب فيما يتعلق بقضية جالاجر، فى الوقت الذ ى تزيد فيه تلك الأزمة من التوترات بين الرئيس ترامب والديمقراطيين فى الكونجرس، حيث أصدر زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر بياناً، مساء الأحد، قال فيه إنه تحدث مع سبنسر وعرض الدعم.
وقال شومر: "لقد قام الوزير سبنسر بالشىء الصحيح ويجب أن يكون فخوراً بالوقوف أمام الرئيس ترامب عندما كان مخطئًا".
وكان ترامب قد تدخل لعكس الأحكام ضد أعضاء الخدمة الثلاثة، متجاهلاً قادة البنتاجون الذين أخبروه أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تضر بسلامة النظام القضائى العسكرى، وقدرة القادة العسكريين على ضمان النظام والانضباط، وثقة حلفاء الولايات المتحدة والشركاء الذين يستضيفون القوات الأمريكية.
وتدخل ترامب فى اليوم الذى بدأ فيه مجلس النواب محاكمة عزله العامة. وتعهد ترامب على تويتر، بأنه لن يسمح أبدًا للبحرية بإنهاء خدمة جالاجر فى القوات الخاصة للبحرية الأمريكية.