الضباب يورط حكومات الولايات الهندية.. حكم دستوري بتعويض المواطنين والتلوث يجتاح المديتنة
الأربعاء، 27 نوفمبر 2019 06:00 م
يتعين على حكومات الولايات الهندية دفع تعويضات لمواطنيها إذا لم توفر الهواء والماء النظيفين، حكم جديد أصدرته المحكمة العليا الهندية، باعتبار أن ذلك الأمر حق دستوري، ولا يجوز مخالفته.
صحيفة الجارديان البريطانية، قالت نقلت عن قضاة المحكمة، قولهم: إن للناس الحق الدستورى فى العيش بلا تلوث، وبالتالي كان حكم المحكمة. ومنحت المحكمة العليا للمحكمة العليا، المؤلفة من قاضيين آرون ميشرا وديباك جوبتا، للحكومات ستة أسابيع لشرح سبب وجوب عدم مساءلتهم عن فشلهم في أداء واجباتهم.
وبحسب الصحيفة، فإن جرى تسليط الضوء على حكومات البنجاب وهاريانا ودلهى وأوتار براديش باعتبارها تلك التى ينبغي أن تكون مسئولة عن تعويض الملايين الذين يعيشون فى الضباب الدخانى السام فى دلهى.
القاضى ميشرا، قال: «لا يمكن للحكومة توفير الهواء النظيف والمياه للمواطنين في عاصمتها. ما هي الفائدة من كل هذا التطور؟ ما الهدف من كونك قوة عالمية، إن التلوث أصبح سيئًا للغاية لدرجة أن المواطنين فى المناطق الأكثر تضرراً يفضلون الموت بالمتفجرات بدلاً من الموت البطىء والمؤلم من الأمراض المرتبطة بالتلوث مثل السرطان».
وتحملت العاصمة دلهي في شهر نوفمبر واحدة من أسوأ فترات التلوث على الإطلاق، حيث أدى الضباب الدخانى الكثيف البنى إلى الحد من الرؤية وتسبب فى حرق العينين، حيث وصل مؤشر جودة الهواء، الذي يقيس الجسيمات المحمولة بالهواء، بانتظام إلى أكثر من 10 أضعاف المستوى الذى تعتبره منظمة الصحة العالمية صحيًا.
أصدرت المحكمة العليا مؤخرًا قرارات لمحاولة حث حكومات الولايات على التحرك، بما فى ذلك إصدار أمر بوقف حرق جميع محاصيل القشور، والتى لا تزال متفشية فى ولايات مثل البنجاب وهاريانا، وهى مساهم كبير فى تلوث دلهى. وأعرب قضاة المحكمة عن غضبهم من أن هذا القرار يبدو أنه تم تجاهله تمامًا، حيث ثبت أن حرق المحاصيل قد زاد بالفعل.
وهذه ليست المرة الأولى التى تتدخل فيها المحكمة العليا للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة التلوث، ففى أوائل الشهر الجارى، انتقدت أعلى محكمة فى الهند السلطات لعدم بذلها ما يكفى للحد من المستويات الخطيرة لتلوث الهواء فى نيودلهى، واصفة ذلك بأنه انتهاك صارخ وخطير للحق فى الحياة، بحسب شبكة "سى أن إن" الأمريكية.
وغطى الضباب الدخانى الكثيف عاصمة البلاد خلال الشهور الماضية، مما تسبب فى إلغاء الرحلات الجوية وإغلاق المدارس. أعلنت نيودلهى، التى تضم أكثر من 18 مليون شخص، أنها حالة طوارئ للصحة العامة، حيث أوقفت السلطات العمل فى مواقع البناء وفرضت ضوابط جديدة على حركة المرور تحد من عدد السيارات على الطريق.
وفي سياق متصل، حظرت العاصمة الهندية دلهى، على العديد من السيارات الخاصة من السير على الطرق فى محاولة للحد من التلوث، حيث تواجه الهند أزمة صحية عامة بسبب الضباب الدخانى السام.
وناشد رئيس وزراء دلهى، آرفيند كيجريوال، السكان أن يتبعوا القانون وأن يدعمهم سائقو سيارات الأجرة والعربات الآلية. وقالت السلطات، إن ما يقرب من 1.2 مليون سيارة مسجلة في دلهى ستكون على الطرق كل يوم خلال فترة القيود التي تستمر أسبوعين.