6 أسئلة فجرها «الجندي» بعد حديثه عن ملاك الموت
السبت، 23 نوفمبر 2019 07:00 معنتر عبد اللطيف
1ـ ما هى حقيقة اسمه؟
2ـ هل شكله مرعب؟
3 ـ من أطلق عليه اسم عزرائيل؟
4ـ كيف يقبض الأرواح فى أزمنة متغيرة وأماكن متفرقة؟
5ـ هل له أعوان؟
6ـ من سيقبض روحه؟
2ـ هل شكله مرعب؟
3 ـ من أطلق عليه اسم عزرائيل؟
4ـ كيف يقبض الأرواح فى أزمنة متغيرة وأماكن متفرقة؟
5ـ هل له أعوان؟
6ـ من سيقبض روحه؟
الإيمان بوجود الملائكة ركن ركين فى الإسلام، ولكنه إيمان على وجه العموم، فنحن نؤمن أن الله قد خلق الإنس والجن والملائكة، وكل أولئك خلقوا بأمر الله وحكمته ثم لن يبقى سوى الله، والجميع مصيرهم الموت، هذا الإيمان العام بحث بعضهم عن تفاصيله، فثأرت أقاويل شغلت الرأى العام فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد أن نفى الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجود ملاك يُسمى «عزرائيل» فى القرآن الكريم أو السنة النبوية، جدلا كبيرا على مواقع السوشيال فما حقيقة ذلك؟ ولماذا يطلق الناس اسم عزرائيل على ملك الموت، وماذا قال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة عن هذه القضية الشائكة؟ وهو ما سنجيب عنه من خلال أسئلة رد عليها علماء الدين.
هل ملك الموت اسمه عزرائيل؟ وهل شكله مرعب؟ هذا ما أجاب عنه أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الشيخ أحمد ممدوح فى فتوى له قائلا: «إنه لم يرد فى الأحاديث شىء عن حقيقة هذا الاسم ولكن ورد فى بعض الآثار تسميته بعزرائيل، لكن لا يوجد حديث عن النبى باسمه».
وأضاف ممدوح، أن ملك الموت لم يرد شىء عن شكله أو هيئته كما يزعم الناس أن شكله قبيح ومرعب جدا، لدرجة أن الشخص حينما يراه يموت من شدة الرعب، لافتا إلى أن الإنسان المؤمن حينما يرى ملك الموت يستبشر خيرا، ولا يفزع منه، مشيرا إلى أنه يجب علينا عند الحديث عن الملائكة لابد أن يكون من باب الاحترام لهم.
فكيف يموت ملك الموت؟ هذا ما أجابت عنه كتابات إسلامية مؤكدة أن الملائكة يَموتون كما يَموت جميع الخلق من الإنس والجن وغيرهم من المخلوقات والكائنات؛ حيثُ جاء ذلك صريحا وواضحا فى قوله سبحانه وتعالى: (وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون)، فالملائكة الكرام تشملهم هذه الآية؛ لأنهم فى السماء، ويَذكر ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية: (أنّ الموت يحدث فى النفخة الثانية والمُسمّاة بنفخة الصّعق، وفى هذه النفخة يموت جميع الأحياء من أهل السماوات والأرض، إلّا من كتب الله سبحانه له البقاء كما وَرد فى أكثر من موضع، وبعد ذلك يَقبض أرواح الباقين، ويَكون آخر من يَموت من الخلائق هو ملك الموت، وينفرد بالحياة الحى القيوم سبحانه؛ الذى كان أولا والباقى آخرا بعد موت جميع الخلق؛ فيتّصف سبحانه بالديمومة والبقاء، ويقول سبحانه: لمن المُلك اليوم؟ ويكررها ثلاث مرات)، ثم يجيب الله عز وجل نفسه بنفسه فيقول: (لله الواحد القهَّار).
فجميع الخلق يموتون؛ حيثُ قال سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَها آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون) وذَكر عبدالرحمن السيوطى فى كتابه، عن محمد بن كعب الْقرظِى أنه قال: (وصل إليه أَنّ آخر من يَمُوت -من خلق الله عز وجل- ملك الموت؛ فيُقَال له حينها: يا ملك الموت مُت، فَوَقْتَ ذلك يصرخ ملك الموت صرخة لَو سمعها من فى السَّموات ومن فى الأَرض لماتوا فَزعا، ثمّ بعدها يَمُوت، وذكر أيضا أَن الموت يكون أَشد على ملك الموت من جَمِيع الخلق.
فكيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من البشر فى وقت واحد رغم اختلاف أماكنهم؟ هذا ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية عقب ورود سؤال إليها قائلة: الموت فى اللغة: ضد الحياة، يقال: مات يموت فهو ميت وميت ضد حى، والموت فى الاصطلاح: مفارقة الروح للجسد.
وأضافت: والمتوفى على الحقيقة هو الله -سبحانه وتعالى- قال الله تعالى: ﴿قل يا أيها الناس أن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم﴾، ويقول تعالى: ﴿والله خلقكم ثم يتوفاكم﴾، فأسند التوفى إليه سبحانه، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح، يقول الله تعالى: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾.
وخلق الله أعوانا لملك الموت يقول تعالى: ﴿حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون﴾، ويقول تعالى: ﴿فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم﴾، ويقول تعالى: ﴿ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم﴾، وأخرج عبدالرزاق، وأحمد فى «الزهد»، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ فى «العظمة»، وأبونعيم فى «الحلية» عن مجاهد قال: «جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعل له أعوانا يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم».
وأضافت دار الإفتاء وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس: «أنه سئل عن ملك الموت: هل هو وحده الذى يقبض الأرواح؟ قال: هو الذى يلى أمر الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أن ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب»، وقال الإمام الطبرى فى تفسيره لقوله تعالى: ﴿توفته رسلنا﴾: «فإن قال قائل: أو ليس الذى يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: ﴿توفته رسلنا﴾، «والرسل» جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾؟ قيل: جائز أن يكون الله -تعالى ذكره- أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفى مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت؛ إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره، كما يضاف قتل من قتل أعوان السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وليه بيده، وقد تأول ذلك كذلك جماعة من أهل التأويل كابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والربيع بن أنس».
قال القرطبى: «قوله تعالى: ﴿توفته رسلنا﴾ المراد: أعوان ملك الموت، قاله ابن عباس وغيره. ويروى أنهم يسلون الروح من الجسد حتى إذا كان عند قبضها قبضها ملك الموت، وقال الكلبى: يقبض ملك الموت الروح من الجسد ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة إن كان مؤمنا، أو إلى ملائكة العذاب أن كان كافرا، والتوفى تارة يضاف إلى ملك الموت، كما قال: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾، وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك، كما فى هذه الآية وغيرها، وتارة إلى الله وهو المتوفى على الحقيقة، كما قال: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾، ﴿قل الله يحييكم ثم يميتكم﴾، فكل مأمور من الملائكة فإنما يفعل ما أمر به».
لذلك فإن ملك الموت موكل بقبض الأرواح وله أعوان كما سبق بيانه، فلا يصعب حينئذ تصور قبضه لأرواح متعددة فى زمن واحد بواسطة أولئك الأعوان من الملائكة.
وكان الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قد نفى وجود ملك يُسمى «عزرائيل» فى القرآن الكريم أو السنة النبوية، قائلا: بعض الناس اخترعت أسماء للملائكة على «مزاجهم»، على حد قوله.
وأضاف «الجندى»، خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، على شاشة «DMC»، أن الله عز وجل لم يظهر اسم ملك الموت، وأن مسمى «عزرائيل»، من تأليف البشر، ولا يوجد ملك بهذا الاسم فى القرآن أو فى السنة، ومن الواضح أنه اسم يهودى، كون كلمة «ئيل» فى اليهودية تُعنى الله، فأضافوا مسمى «عزرا» إليها، ونسبوها لملك الموت.
وعن إخفاء الله عز وجل اسم ملك الموت، قال: «الله أخفى اسم ملك الموت حتى لا يتشاءم الناس منه، وحتى لا ينسب الناس إليه ما يفعله من قبض أرواح البشر، لأن كل ذلك من أمر الله تعالى، ولا يجوز أن يتطاول الإنسان على الموت بالشتم، لأن الموت مخلوق مُسيّر ومأمور مثل الإنسان»، مطالبا بعدم استخدام اسم ملك الموت كأيقونة لتخويف الناس.