كانت مقرا لجيش الاحتلال.. حكاية أقدم مدرسة ثانوية في أسوان (صور)
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 07:00 م
في قلب أسوان وتحديدا في شارع «أبطال التحرير» الموازي لكورنيش النيل، تقع واحدة من أقدم المدارس المصرية على مستوى الجمهورية، والتي كانت مقرا لجيش الاحتلال الإنجليزي في مصر، قبل أن تتحول لمحراب علم يحمل إسم عملاق الأدب العربي «عباس محمود العقاد الثانوية».
شهدت جدران تلك المدرسة العديد من الأحداث التاريخية الهامة، وقت الاحتلال الإنجليزي وحتى الآن، وربما ارتبطت ومحيطها بوقائع خالدة كإسم الشارع التي تقع به «أبطال التحرير»، وتبدو هيئتها للوهلة الأولى كأحد القلاع التاريخية التى تشير إلى تراثية المكان وعبق التاريخ الذى تخرج منه العديد من الرواد والقادة فى مصر وخارجها، ولا تزال المدرسة تحتفظ بهيكلها ونوافذها وأسوارها الخشبية وسقفها العالى وغير ذلك من ملامح تعيد إلى الذاكرة مصر القديمة.
وتأسست تلك المدرسة قبل 120 عاما، بعد جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر، ودخلت مراحل التطوير المختلفة، وشهدت استخدام كافة الوسائل التعليمية الحديثة ومنها السبورة الإلكترونية، واستخدام نظام المدرجات فى الفصول، وشاشة العرض «البروجيكتور» فى المعامل التى تستخدم أيضاً أساليب التعلم والتدريب الحديثة.
علي حسن الهواري، مدير المدرسة، أوضح أن مدرسة عباس محمود العقاد الثانوية العسكرية بنين، بدأ البناء فيها عام 1892 وانتهى 1898، وكانت معسكر قديم لجيش الاحتلال الإنجليزى ثم تحولت إلى مدرسة ابتدائية، وعندما كثر رغبة التحاق الطلاب بالثانوية تحولت إلى أول مدرسة ثانوى من عام 1927 وحتى اليوم، وتعد أول مدرسة ثانوية فى أسوان.
وأضاف، أن مدرسة العقاد تعتبر نبراس العلم بمحافظة أسوان، وسبب تسميتها باسم العقاد تخليداً لذكرى عملاق الأدب العربى بعد وفاته 1964، وتغير اسمها القديم من «صوان الثانوية»، إلى «العقاد الثانوية»، مشيرا إلى أنها تعتبرأحد أكبر قلاع التعليم فى أسوان ودائماً ما تلقى اهتماماً سواء من المحافظ او وكيل الوزارة، موضحاً بأن مدرسة العقاد خرجت آلاف الأجيال على مدار تاريخها إلى الآن.
وتابع، أنه كل عام تخرج المدرسة أكثر من 600 و700 طالب ثانوية، وطلاب المدرسة يتبوؤون أعلى المناصب سواء داخل مصر أو خارجها بالوطن العربى ومنهم قياديان مهمان، وكان من بين هؤلاء: «الكابتن محمد لطيف الذى كان يوجه على التربية الرياضية بالمدرسة قديماً، والفنان حماده سلطان، موجه تربية موسيقية على المدرسة، والدكتور عبد السلام عبد الغفار وزير التربية والتعليم السابق خلال الفترة 1984-1985 والذى كان أحد أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة، والدكتور منصور حسين وزير التعليم السابق، والذى كان أحد طلاب مدرسة العقاد وأحد المعلمين بالمدرسة»، وغيرهم العديد من الأسماء البارزة والوزراء والمسئولين الذين مروا بالمدرسة سواء كانوا ضمن التلاميذ بها أو أعضاء هيئة التدريس داخل المدرسة.
ولفت، بأن المدرسة تم ضمها لهيئة الآثار المصرية، لأن المبنى تراثى مر عليه أكثر من 100 سنة، ولا يمكن التدخل فى تغيير شكل المدرسة، وفى حالة أى تجديد سيكون على الوضع والشكل الحالى، لأن المدرسة تأخذ الشكل القديم لمعظم مبان أسوان القديمة.
وأوضح المدير، بأن المدرسة كانت مطلة على كورنيش النيل «شارع البحر سبقاً»، ولكن اقتطع جزء من مساحة المدرسة لصالح الهيئة العامة لقصور الثقافة لإنشاء مكتبة العقاد، مضيفاً أن المدرسة مبنية على حوائط حاملة عرض الجدار يزيد عن 30 سم، المدرسة مكون من ثلاثة طوابق، يشمل الطابق الأرضى منها إدارة المدرسة والمعامل والمدرجات والمكاتب الإدارية، والثانى يحتوى على حجرات الحاسب الآلى ومناهل المعرفة ونحو 7 فصول دراسية، والثالث يحتوى على 10 فصول دراسية بالنسبة للمبنى الغربى، بينما يضم المبنى الشرقى المكون من طابقين، الأرضى: شئون إدارية وأعضاء هيئة التدريس وحجرات المجال الصناعى والمجال الفنى، والطابق العلوى: فصول وميدان تربية عسكرية.
وأكد «الهوارى»، أن المدرسة تعتبر أقدم مدرسة فى أسوان وعليها إقبال كبير، وكانت أى مدرسة ثانوية تنشأ فى أسوان تلحق بمدرسة العقاد لحين اكتمال صفوفها الثلاث وتستقل، ولا تزال مدرسة العقاد تحظى بزيارة شخصيات من دول أجنبية كان بعضهم طلاب فى هذه المدرسة أو معلمين بها، ويلتقطون الصور التذكارية فيها استرجاعاً للذكريات القديمة، ويتم ذلك بالتنسيق مع التربية والتعليم.
ولفت إلى أن المدرسة تضم حالياً 20 فصلاً بقوة 850 طالباً من البنين خلال الفترة الصباحية، وهناك حصص تربية عسكرية وميدان تربية عسكرية يميز المدرسة عن غيرها تحت إشراف من المنطقة الجنوبية العسكرية، والطلاب ملتزمون بالزى المدرسى القميص اللبنى والبانطلون الكحلى والكاب الكحلى، بعد أن كان الطلاب يلبسون الطربوش والزى الرسمى القديم.