شباب الإخوان يصطدمون بالقيادات.. خلافات الأموال تفكك الإرهابية
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 07:00 ص
تصاعدت حدة الانشقاقات بين شباب جماعة الإخوان الإرهابية والقيادات في تركيا، إذ لجأ الشباب إلى كشفت حقيقتهم بعد التخلي عنهم وبيعهم، الأمر الذي دفع البعض إلى اختيار الانتحار والنوم فى الشوارع في إسطنبول، وهو ما تسبب في انفجار داخلي بالجماعة، وتشكيل جبهة مناهضة للقيادات الإرهابية.
ويسود تمرد داخلي في الجماعة بتركيا، واتجاها إلى التصعيد المستمر بين جبهة القيادات والتي يسيطر عليها محمود حسين، الأمين العام للجماعة وغيرهم من القيادات الهاربة، ومجموعة الشباب، التى يعتبرها قيادات الإخوان أنها تشكل خطرا على الجماعة خارجيا.
الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق أكد أن التفكك داخل جماعة الإخوان أمر واقعي، موضحا أن الشباب يتجهون لتشكيل جبهة مناهضة للقيادات في تركيا، ولكن لن يكون له تأثير، لأن القيادات الهاربة الموجودة فى تركيا تسيطر على زمام الأمور المتعلقة بالجماعة ماديا وتنظيما، كما لا يهتمون بغضب الشباب.
وأوضح "فاروق" أن القيادات في تركيا تحصل على جميع الامتيازات المادية والإقامات والجنسيات، من المسئولين في اسطنبول، ويمنحونها للمقربين لهم، أما من يتمرد على قراراتهم أو عليهم فلن يكون له مكان داخل الجماعة الإرهابية، وخاصة أن القيادات الهاربة ترى أن هؤلاء الشباب ليسوا تنظيمين بل مجرد متعاطفين، وهم من المجموعات التى ستسبب مشاكل داخل التنظيم خارجيا، وخاصة في ظل حالة التفكك التى تعيشها جماعة الإخوان داخليا وخارجيا.
وأوضح أن الشباب الغاضب على قيادات الإخوان في تركيا، لو شكلوا أى جبهات فلن يكن لها أى تأثير، ومن السهل أن يفككوا القيادات الإرهابية، فمسألة التخلى عن الشباب في تركيا هو أمر متوقع ، والفترة المقبلة ستشهد مزيد من الأزمات وسيواصل الشباب تمرده على القيادات وكشف فضائحهم المالية والتنظيمية.
إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق، والخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، قال إن فضائح الإخوان التى تنكشف يومًا تلو الآخر فى تركيا، تبين حقيقة هؤلاء القيادات الإرهابية، وأن كل الامتيازات تذهب فقط لهم ولكل المقربين منهم فى تركيا، لافتًا أن هناك جبهات وانقسامات كبيرة داخل الجماعة الإرهابية فى تركيا، والقيادات يتخلصون من كل من يعارضهم، أو يكشف فضائحهم.
وأضاف القيادى الإخوانى السابق، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الشهادات التى سردها عدد من شباب الجماعة عن أوضاعهم وسرقة القيادات، كشفت الحقيقة التى تعيشها الجماعة الإرهابية، لافتًا إلى أن هؤلاء ساروا وراء قيادات لا يعرفون سوى مصالحهم فقط، كما انخدعوا فى قيادات مع أول تجربة فى تركيا، موضحًا أن القيادات استغلوا الشباب فى تركيا للحصول على دعم وتمويل، وبعد حصولهم على الأموال تخلوا عنهم، لأن التنظيم بطبعه استغلالى وانتهازى، والشباب حاليًا فى حالة من الحسرة الشديدة لأن النتيجة كانت الخيبة.
وتابع أن الوضع الحالى في الجماعة يكشف أن هناك أزمات داخلية كبرى، وانقسامات بين أطراف، لأن مجموعة الشباب أصبحوا يشكلون خطرا على القيادات الحالية، وأن خروج الشباب وكشف فضائح قياداتهم، يؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التصعيد المتبادل بينهما ، وهو ما يبين أن مجموعة القيادات المسيطرة على الأمور في تركيا، هى الجهة الأقوى وخاصة فى ظل تواصلهم المستمر مع المسئولين في تركيا، مضيفا أن اتجاه الشباب إلى تشكيل جبهة مناهضة للقيادات سيتم التعتيم عليه من القيادات، ولن يصبح لها أى تأثير لأن التمويل يذهب إلى القيادات المسيطرة على الاوضاع وعلى رأسهم محمود حسين، وخاصة أن كل الخلافات متمثلة في الماديات.
وظهر شابان من الهاربين فى إسطنبول، من مناصرى الجماعة، فى فيديو لهما وهما عمر مجدى، ومؤمن المصرى، ليكشفا عن أوضاع الشباب فى تركيا، ويفضحان القيادات التى تسيطر على الأوضاع فى إسطنبول، ومنح المقربين منهم مميزات عديدة، وترك الآخرين ينامون فى الشوارع حسب ما سردوا من تفاصيل تكشف عن الأوضاع الداخلية المنهارة التى يعيشها عدد من الشباب الهارب فى تركيا، وهو ما جعلهما يهددان باستمرار كشف فضائح الإخوان، وتشكيل مجموعات من الشباب لأخذ حقوقهم من القيادات|.
وتجدر الإشارة إلى أن قيادات جماعة الإخوان تتعرض لهجوم عنيف من عناصر الإخوان الشابة لاسيما فى الخارج، بسبب حالة البذخ والترف التى تعيش فيها القيادات، بالإضافة إلى فضائح الاختلاسات المالية التى تورط فيها عدد كبير من قيادات الجماعة وكان آخرها واقعة استيلاء محمود حسين الأمين العام للجماعة، على 2 مليون دولار، حسبما فضحه التسريب الصوتى للقيادى الإخوانى أمير بسام.