أردوغان الدموي يقود «سلخانات» بلاده بلا رحمة ولا إنسانية
السبت، 16 نوفمبر 2019 11:00 ممحمد فزاع
100 ألف معتقل فى السجون التركية يعانون التعذيب الممنهج.. والسيدات يحتجزن عاريات ويضعن فى تابوت ويخنقن بالمياه.. وانتهاكات السجون التركية زادت 300 %.. وارتفاع حالات الوفاة إلى 93 شخصا
«تعذيب جسدى، وحرمان من النوم، ومنع العلاج الطبى، واحتجاز الرضع مع أمهاتهم»، هكذا حال سجون تركيا التى ارتفعت فيها نسبة انتهاكات حقوق الإنسان منذ محاولة الانقلاب المزعوم فى 15 يوليو 2016 وحتى الآن بنسبة 300 %.
تقرير أمريكى جديد، فضح دموية «أردوغان»، الذى لا يعرف إلا دعم الإرهاب، والتنكيل بالأتراك والمعارضين عبر شن عمليات تعذيب واسعة فى السجون، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة داخل سجون الرئيس التركى، خاصة «سيليفرى، وقنديرا، وتاكير داغ، وجبزى، ودوزجه يردون»، بحسب المنظمة الحقوقية الأمريكية Advocates of Silenced Turkey.
وسلط التقرير الضوء على عمليات الاعتقال الجماعية التى تشهدها تركيا منذ منتصف عام 2016، موضحا أن السلطات التركية ألقت القبض على نحو 511 ألف مواطن فى قضايا لها علاقة بحركة الخدمة «عبد الله غولن»، التى تتهمها أنقرة بتدبير الانقلاب بينما تنفى الحركة وتطالب بتحقيق دولى.
وكشف التقرير أن السجون التركية، تضم فى الوقت الحالى أكثر من 100 ألف معتقل، فضلا عن وقوع عمليات تعذيب وجرائم معاملة سيئة ممنهجة للمعتقلين والمحتجزين الذى ألقى القبض على أغلبهم خلال سريان حالة الطوارئ منذ وقوع الانقلاب فى 2016 ولمدة عامين، مشيرا إلى أن أغلب الوقائع موثقة من قبل مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية، بحسب صحيفة «زمان» التركية.
ولفت التقرير إلى أن بعض هذه الوقائع نشرت فى شكل صور ومقاطع فيديو على وسائل الإعلام، والبعض الآخر يظهر فى التقارير الطبية خلال المحاكمات.
وبحسب التقرير توفى 93 شخصًا نتيجة عمليات التعذيب داخل السجون، مستشهدا بواقعة وفاة المُعلم «جوكهان أتشيك كولو» فى 5 أغسطس 2016، نتيجة التعذيب المتواصل لمدة 13 يومًا داخل مديرية أمن إسطنبول، بعد أن ألقى القبض عليه بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وأكد التقرير أن وفاة «أتشيك كولو»، كانت نتيجة التعذيب وظهر ذلك فى تقرير الطب الشرعى مرفقا بالصور، موضحا أن «أتشيك كولو» قبل وفاته قال للطبيب خلال الفحص، أنه يخاف من أن يموت، وأنه تعرض لضرب رأسه فى الحائط، والركل على الأرض، والصفع والضرب باللكمات مئات المرات، وأنه يشعر بآلام لا تهدأ فى قفصه الصدرى، وفى التقرير الذى أعد بعد الوفاة، ظهرت آثار الضرب ووجدت كسور فى القفص الصدرى».
التقرير تطرق أيضا إلى تعذيب السيدات داخل السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للسلطات، من بينهن السيدة «آيتان أوزتُرك»، التى تعرضت للتعذيب نحو خمسة أشهر، من خلال احتجازها عارية، ووضع الهراوات فى أماكن حساسة، وخنقها بالمياه، وحرق أصابعها، ووضعها فى صندوق يشبه التابوت لفترات طويلة حتى لا تتمكن من التحرك. يذكر أن تركيا تشهد يوميًّا اعتقالات تعسفية بعد الانقلاب الفاشل فى 2016، ويتعرض المعتقلون لأشكال مختلفة من التعذيب.
وفى تقرير صدر فى يناير عام 2019، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن مزاعم التعذيب وسوء المعاملة والمعاملة القاسية اللا إنسانية أو المهينة فى أماكن الاحتجاز والسجون، تزايدت بشكل ملحوظ، فى غياب أى تحقيق ذى معنى.
ولا تقتصر الممارسات الجائرة التى ترتكبها السلطات التركية بحق النزلاء على الكبار فقط، حيث أعلنت جمعية حقوق الإنسان التركية فى تقريرها لعام 2018، أن السجون التركية تضم 743 طفلا بجانب أمهاتهم، فيما اعتبر تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن وجود معتقلات قبل الوضع بفترة قصيرة أو بعده مثير للقلق.
من جانبها قالت رئيسة منظمة حقوق الإنسان فى إسطنبول، جولسران يولرى، إن حالات انتهاك الحقوق داخل السجون تزداد بسبب سياسة الإفلات من العقاب، لافتة إلى أن الإجراءات الاستبدادية تمنع الوصول إلى المعتقلين، حسبما نقلت وكالة «ميزوبوتاميا».
وأوضحت يولرى، أن حالات الضرب والتعذيب فى سجون تركيا باتت تحدث بشكل كثيف ومخيف، لافتة إلى ارتفاع حالات الوفاة بالسجون، والتى يتم إدراجها تحت بند «الانتحار»، فضلا عن وقوع حالات ضرب وتعذيب للمعتقلين.
الناشطة الحقوقية أشارت إلى أنه يتم حرمان المعتقلين من حقوقهم فى الرعاية الصحية، والرياضة، والحديث، وكتابة الخطابات، وقراءات الجرائد والمجلات، بالإضافة إلى فرض عقوبات تأديبية غير عادلة بحقهم، موضحة أن الشكاوى فى هذا الصدد تجد صعوبة كبيرة فى الوصول إلى آليات العدل.
رئيسة منظمة حقوق الإنسان، قالت إنه لا يتم نقل المعتقلين المرضى إلى المستشفيات إلا بعد فترات طويلة، ما يتسبب فى زيادة وطأة الأمراض، ويعرض الكثير منهم إلى الوفاة، وعندما يُسمح بنقلهم مكبلين يتم استخدام سيارات السجن بدلا من الإسعاف.
ومنذ 2016، سجنت تركيا أكثر من 77 ألف شخص لحين محاكمتهم، واتخذت قرارات فصل أو إيقاف عن العمل بحق نحو 150 ألفا من العاملين فى الحكومة والجيش ومؤسسات أخرى.
وأعلن سليمان صويلو، وزير الداخلية التركى، توقيف واحتجاز أكثر من 500 ألف واعتقال 77 ألفا و81 شخصا منذ 15 يوليو عام 2016 وحتى 11 أبريل من عام 2018 خلال الحملات الأمنية ضد حركة «الخدمة»، التى يتزعمها الداعية عبدالله جولن.
وأوضح موقع «تركى بيورج»، الذى يرصد انتهاكات النظام التركى منذ 2016، أن 500 ألف و650 شخصا تم التحقيق معهم طوال الثلاث سنوات الماضية، وأن 96 ألفا و885 تم اعتقالهم و3 آلاف مدرسة تم إغلاقها و189 وسيلة إعلامية أغلقت و4 آلاف و463 قاضيا ووكيل نيابة فصلوا من عملهم و6 آلاف و21 أكاديميا وباحثا تركوا وظائفهم.