الشعب القطري يدفع فاتورة إرهاب «تميم»
السبت، 16 نوفمبر 2019 07:00 ممحمد فزاع
احتضان الأسرة الحاكمة للشركات التركية أغرق المواطنين فى الديون.. و80% من الشعب مدينون.. والدين العام الخارجى يصل إلى 451%
أمير قطر انساق وراء أردوغان فى دعم التطرف فخسر مليارات الدولارات
الدوحة تنهب نفط طرابلس لتعويض خسائرها وتستنجد بأمريكا
أردوغان وبخ تميم بسبب «الجزيرة E».. وانقلاب محتمل فى الدوحة
انهيار اقتصادى، وأزمات متتالية يصاحبها فقر وأفواه مُكمَّمة، هكذا يعيش الشعب القطرى منذ سنوات بعد انشغال «تنظيم الحمدين»، باسترضاء صديقه التركى على حساب المواطنين، وإنفاق الأموال الطائلة لدعم التطرف وتخريب المنطقة العربية فى ظل مقاطعة الرباعى العربى لدوحة الخراب.
يزداد الأمر سوءا مع فرض «تميم» قيودا تعسفية ضد المعارضة، واتباع سياسة تكميم الأفواه، إلا أن المواطنين فاض بهم الكيل من الهشاشة؛ ما دفعهم للخروج عن السرب، فاحتشدوا- تحت الأمطار الغزيرة- ضد تميم، رافضين سوء الخدمات الصحية، وغيرها من معاناة، كاشفين الكذب الذى يروّج له النظام بأن مواطنيه يعيشون فى رفاهية.
تميم بن حمد، لجأ إلى شركائه الأتراك باحتضانهم فى قطر، وسمح للتجار بعرض منتجاتهم فى الأسواق المحلية من دون أىّ رقابة ليتحكموا فى الأسعار من دون رقيب، حتى باتوا يحظون بالمكانة الأولى فى الامتيازات عن المواطنين القطريين.
القطريون- نتيجة لسوء سياسات الأسرة الحاكمة القطرية- باتوا غارقين فى الديون الطائلة، وحسب دراسة للبنك المركزى القطرى فإن 80 % من الشعب مدينون، وبلغ نمو الدين العام الخارجى خلال السنوات العشر الماضية 451 % وارتفع الاقتراض إلى 35.2 مليار دولار خلال 120 شهرا، وسجل نصيب المواطن من الدين العام 15.6 ألف دولار، فضلا عن هبوط قطاع التصنيع بنسبة 7.4 %، وبلغت نسبة انخفاض قطاع التشييد مع تجميد مشاريع المونديال 3.5 % مع مواجهة الريال ضغوطا غير مسبوقة بسبب المقاطعة العربية.
خسائر دعم التطرف
ينجذب تميم إلى تعليمات صديقه أردوغان، ويدعم التطرف بأموال طائلة من رصيد شعبه، وهو ما كان باعتراف رسمى لوزير الخارجية التركى، بالدعم المالى القطرى للعدوان التركى على سوريا، والذى أسفر عن سفك دماء جديدة بين الأشقاء العرب.
ومع ارتفاع فاتورة الإرهاب إلى مليارات الدولارات لجأ تميم إلى المستثمرين الأمريكان من أجل إنقاذ الدوحة من الانهيار الاقتصادى، الأمر ظهر جليًّا للجميع من خلال الاجتماعات المكثفة على مدار الأيام الماضية مع المسئولين الأمريكان، والذى تمثل فى لقاء تميم مع ويلبر روس، وزير التجارة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاء آخر جمع رئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة القطرية مع ويلبر روس، واللقاء الثالث بين وزير التجارة والصناعة القطرى على بن أحمد الكوارى مع نظيره الأمريكى.
وخلال اللقاء الذى جمع تميم مع وزير التجارة فى أمريكا، طالبه بزيادة الاستثمارات الأمريكية فى بلاده حتى تنقذ سمعته فى العالم بين المستثمرين الأجانب، خاصة أن تلك الاستثمارات الجديدة ستعيد ثقة المستثمرين فى الاقتصاد القطرى والتى انهارت بعد دعم تميم بن حمد للإرهاب فى مختلف دول العالم.
وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون الاستراتيجى بين البلدين فى المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، وسبل تطويرها، وكما قال الديوان الأميرى، فإن اللقاء تطرق إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.
واللقاء الثانى ما قام به رئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة القطرية مع ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكى وبحث جذب الاستثمارات، ومنح التسهيلات للمستثمرين من دون حدود، حتى يتم جذب المستثمرين الأجانب.
كما ناقش أحمد بن محمد، خلال استقباله الوزير الأمريكى استراتيجية المناطق الحرة والمطالبة بمساعدة بلاده على جذب الاستثمارات والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، حيث عرض وزير التجارة على نظيره الأمريكى تنفيذ الشركات الأمريكية مشاريع البنية التحتية، فى إغراء واضح حتى يتم استقطابها للسوق المحلية، أما اللقاء الثالث جمع بين وزير التجارة والصناعة على بن أحمد الكوارى مع نظيره الأمريكى، وركز أيضا على جذب الاستثمارات الأمريكية.
نهب ليبيا
ونظرا للأوضاع الاقتصادية السيئة ودعم الإرهاب، تواصل الدوحة استغلالها للمنطقة العربية لتحقيق نفوذها وتعويض خسائرها الباهظة من دعمها ماليا لإيران وتركيا، إذ أوضحت مصادر أن تنظيم الحمدين يدعم فائز السراج، بكل قوته من أجل نهب النفط الليبى حيث يشترى النفط بثلث السعر الدولى من ليبيا، فيما يبيعه بالسعر الكامل لشركات أجنبية، أى أن الثلث لليبيا، والثلثين لقطر.
وأضافت المصادر بحسب موقع «قطر يليكس» أن قطر تصر على دعم السراج وميليشياته من أجل تعويض خسائرها فى حرب سوريا وليبيا، وهذا ما كشفه أيضا برلمانى ليبى بشأن محاربة قطر الجيش الليبى وأنها تحاربه بما تكسبه من بيع نفط الليبيين.
من جانبه أوضح عضو مجلس النواب الليبى الصالحين عبدالنبى، أن شركة «قلينكور» القطرية والموجودة فى سويسرا، تصدّر النفط الليبى من حقلى السرير ومسلة عبر ميناء الحريقة، وهذا يكشف السبب الحقيقى لدعم الحمدين تخريب ليبيا، والذى أكده القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر.
وعن الدور القطرى إلى جانب تركيا فى طرابلس، أكد أن قطر تمول المتطرفين بالمال، للاستفادة من الفراغ والانفلات الأمنى فى المناطق الحدودية الليبية فى تهريب السلاح والاتجار بالبشر.
وزير الخارجية الليبى إبراهيم الحويج، أكد أن تركيا وقطر تسلحان الجماعات الإرهابية والمتطرفين فى ليبيا، مضيفا أن التشكيلات المسلحة ليست هى المشكلة الوحيدة التى تواجهها حكومة ليبيا، لكن الأزمة الحقيقية هى العدوان التركى والقطرى الذى يقف بتمويلاته وراء هذه الميليشيات المسلحة والإرهابية فى طرابلس، بقيادة فايز السراج.
وأوضح الحويج، أن قطر وتركيا تعملان على تمويل الميليشيات الإرهابية والمسلحين بالمال والسلاح والعناصر الإرهابية، وهو ما جعل الصراعات والحروب تمزق ليبيا، بحسب صحيفة «أوردو بوينت نيوز»، الناطقة بالإنجليزية.
وتلقى تميم اتصالا من جانب الرئيس التركى أردوغان يطلب منه زيادة عدد الجنود القطريين فى ليبيا للمحاربة بجانب جنوده بجانب الميليشيات الإرهابية فى طرابلس ضد الجيش الليبى الذى يطلق عملية عسكرية منذ الرابع من إبريل من العام الجارى، تحت اسم «طوفان الكرامة» للقضاء على الميليشيات الإرهابية فى العاصمة طرابلس وباقى المدن الليبية.
ويبدو أن أمير قطر لا ينفك عن تأدية دور الذليل، إذ تعهد بإرسال المزيد من الجنود للقتال بجانب الجيش التركى فى ليبيا بعد اشتداد المعارك من جانب الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، الذى يحارب الإرهاب فى ليبيا.
انقلاب محتمل
القطريون بدورهم أصابهم الغضب، وتداولوا هاشتاج «#قطريوكياـ أردوغان» و «#أردوغان- يهين- القطريين»، وغيرهما على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو الأمر الذى ينذر بيقظة القطريين، ويُثير التساؤلات بانقلاب محتمل بعد محاولات «الحمدين» استرضاء شريكته تركيا على حساب أموال شعبه ودماء العرب.
يذكر أن تميم قرر عزل سيف بن حمد آل ثانى رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية، ومدير مكتب الاتصال الحكومى، من منصبه على خلفية انتقاد قناة «الجزيرة E» للعدوان التركى ضد سوريا، والذى أعلنت الخارجية التركية بأنه بدعم وتمويل قطرى.
خلاف قطرى تركى فى سوريا
تميم لجأ إلى التنكيل بالمسئولين فى قناة «الجزيرة» الصادرة باللغة الإنجليزية، بعد حالة الغضب التى ظهر عليها الرئيس التركى جراء انتقاد سياسة إسطنبول، إذ اعتبر أردوغان أن ما فعلته يعد إخلالا بالاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وأطلق أردوغان الإعلام التركى للرد على الحملة التى أطلقتها قناة الجزيرة الصادرة باللغة الإنجليزية، للحديث عن الحرب التركية فى شمال سوريا، وكشفت الإجراءات التركية عن تبخر سيادة قطر أمام سطوة أردوغان، والتى تمثلت فى عدة نقاط ركز عليها الإعلام التركى. وأكدت القنوات التركية أن ما قامت به قناة الجزيرة الإنجليزية «خيانة عظمى لا تغتفر»، مطالبة بفصل جميع موظفى القناة حتى لا يتكرر مثل ذلك العمل المشين مرة أخرى.
وأظهر الإعلام التركى أن قطر معادية للأتراك، وأن تركيا ليست مجبرة على حمايتهم من دون مقابل، فى إشارة مباشرة وصريحة إلى إمكانية تخلى أنقرة عن حماية الشيخ تميم والوقوف بجانبه بعد مقاطعة الدول العربية له لاستمرار دعمه للإرهاب، وفى النهاية أطلقت القنوات التركية رسالة إلى تميم، مفادها أن مستقبل الشراكة الثنائية على المحك، وأن عليه أن يعى جيدا الدرس وألا يعود إلى فعلته تلك مجددا.