ألتراس المهدى المُنتظر "خالد مُنتصر"
الجمعة، 15 نوفمبر 2019 05:55 م
رفقًا يا رفاقُ، أتقاضونَ رجلًا يطعنُ في دينكم، وفى رسولكم، وفى قرآنكم.. ما لكم كيف تحكمونَ؟ فلتدعوه يُروجْ سخائمَه وسخائفَه وشتائمَه بحقِّ مقدساتكم، في الداخل والخارج، اتركوه "يسترزقْ" من الاستخفاف والتهوين من قدر علمائكم الأكابر، ولا تمسَّوه بسوء؛ حتى لا تكونوا بنظره ظلاميين رجعيين مُتخلفين جاهليين. اكفروا بكل شئ، إلا ما أتاكم به شيخُ التنويريين "خالد منتصر"، هو أعلمُ منكم بالدين والدنيا، هو أرجحُ منكم عقلًا، وأزكى منكم بصيرةً، فاتبعوه ولا تعصوا له أمرًا، لقد جاءكم من عَلٍ؛ ليحطمَ الأصنامَ التي أنتم لها عاكفون.. إنه "المنقذُ من الضلال" و "المهدى المنتظر"!
أصدقاءُ المهدى المُنتظر "خالد منتصر" وندماؤه وأقرانُه، ومَن على شاكلته، يتقيأون منذ أيامٍ مقالاتٍ باهتةً سَمِجةً، تُشبهُهم، يُعلنونَ بها تضامنَهم الزائفَ، مع مَن أسموَه "شيخ التنويريين"؛ زعمًا من عند أنفسهم الأمَّارة بكل قبيح، أنَّ هناك مَن يُقاضيه ويُلاحقُه؛ ليكسرَ قلمه المُسخَّرَ لتشويه الإسلام "فقط" واحتقار شرائعه وإهانة شعائره.. فلتغمدوا أقلامكم، واهدأوا نفسًا، واعلموا أنه لا أحدَ يُحاسَبُ أو يُعاقَبَ هُنا على الطعن في الإسلام أو ازدرائه.
أنتم تعلمون قبلَ غيركم، أنَّ ساحة الإسلام مُستباحة، وهو ما أغراكم وأغواكم منذ سنين بأن تلهووا بها، وتُعلنوا الحربَ على الدين الخاتم، وليس غيره، لا عن قناعةٍ أو إيمانٍ، ولكنها الرغبة الشيطانية الجامحة في "الاسترزاق" من المنصَّات الكارهة للإسلام، والعقيدة الراسخة التي تملأ قلوبَكم وضمائَركم وشعارُها: "سمعنا وعَصينا".
ولأنَّ المرءَ على دين خليله، فإنَّ رفاقَ "مُنتصر" من سماسرة الطعن في الإسلام، وقطعان التضليل، وأبالسة التطبيل، والذباب الألكترونى، الذين يشبهون النائحاتِ المُستأجراتِ، يكذبون كذبًا مُمنهجًا، سواء بزعمهم أنه "تنويرىٌّ مُجدِّدٌ"، أو بادعائهم أنه "مُستهدفٌ مُطاردٌ"، وهو يعلمُ قبلَ غيره أنه لا علاقة له بـ "تنوير" أو "تجديد".
كما أنه لو كانَ " مُستهدفًا مُطاردًا"، ما تمَّ تمكينه من كتابة مقال يومى بصحيفة "شبه رسمية"، نظير أجر كبير لا يستحقه بكل تأكيد، في الوقت الذي يتمُّ فيه كسرُ أقلام مَن يفوقونه علمًا ودينًا، وفكرًا وثقافة، وما تمَّ تمكينه من إجراء المُداخلات التليفزيونية، فضلاَ عن استضافته بوتيرة منتظمة، في البرامج الرئيسية، في الوقت الذي يتمُّ فيه حظرُ الراسخين في العلم، ليس بهدف الحديث في تخصصه العلمى وهو "التحاليل الطبية"، ولكن من أجل "التطجين"، عن جهل وسوء نيةٍ وأدبٍ، في الثوابت الدينية عند عموم المصريين، وتشكيكهم في دينهم، وتنشئة جيل جديد من المُلحدين واللادينيين والفوضويين الذين لا يقيمون لشيء وزنًا.
"خالد" لم يأتِ ولن يأتىَ بما لم تأتِ به الأوائلُ، وإنما يقتاتُ على ما قدمه الأولون والمتأخرون، دونَ أن ينسبه إليهم. وهذا في عُرف الباحثين الجادين، وهو ليس منهم، "غشٌ وتدليسٌ". وهو ما يفعله في سلسلة مقالاته وعموم كتاباته التي تستهدفُ القرآنَ الكريمَ، والطقوسَ والشعائرَ الإسلامية، والأحاديثَ النبوية، والعلماء المتقدمين والمعاصرين..
فتارةً ينقلُ عن "خليل عبد الكريم"، وتارة ثانية عن "فرج فودة"، وتارة ثالثة عن "نصر أبو زيد"، وتارة رابعة عن "سيد القمنى"، وتارة خامسة عن "حامد عبد الصمد"، وتاراتٍ كثيرة عن المستشرقين الغربيين الكارهين للإسلام، وهو يعلمُ قبل غيره أنه "مُجرد ناقل"، لا أكثرَ ولا أقلَ، كما أنه ينقلُ نقلًا ليس أمينًا، وبسوء نية، وبتحريف للكلم عن مواضعه، فكيف تدعونه بعد كل ذلك "تنويريًا مُجددًا"، وتتخذونه شيخًا لكم، إلا إذا كنتم تتبعون منهجه وطريقته وأسلوبه في التزييف والتضليل والغش والتدليس؟
ألتراس "خالد منتصر"، حاولوا اختلاقَ قضية وهمية، خلالَ هذا الأسبوع، وهو معَهم، بأنَّ "شيخ التنويريين" المزعوم مُستهدفٌ من طيور الظلام، ودُعاة الجهل، وحُماة الرجعية والجاهلية الأولى، رغمَ أنهم يعلمونَ، قبلَ غيرهم، أنهم كاذبون، وإنما يفعلون ذلك؛ استكبارًا من عند أنفسهم، ومكرَ السيئ، ولا يحيقُ المكرُ السيئُ إلا بأهله، وهم أهله وعائلته، وعشيرتُه وفصيلتُه التي تؤويه.
"خالد منتصر" ورفاقه في الداخل، وفى الخارج، استهوتْهم اللعبة، وأدمنوها، وأتقنوها، ولن يتراجعوا عنها، وسوف يُكملون طريقهم إلى نهايته، فتلك هي بضاعتُهم العفِنة التي يقتاتون منها، هم يبحثون عن المال فقط، هم عبيدُه أينما كان، وأيًا كان المقابل، وهو صنمُهم الذي يُسبحون بحمده، وله يسجدون، حتى أنه ينطبقُ عليهم ماقاله "جريرٌ" عن "الفرزدق": ألا قبّحَ اللهُ الفرزدقَ كلما/ أهلَّ مُهلٌّ بالصلاةِ وكبَّرا / فلا تقربنَّ المروتينِ ولا الصَّفا/ ولا مسجدَ اللهِ الحرامَ المطهرا/ فإنَّكَ لو تُعطي الفرزدقَ درهمًا/ على دينِ نصرانيةٍ لتنصَّرا.
هم يبحثونَ عن عالم تسودٌه الفوضى، وتجتاحه المُحرماتُ، وتتفشَّى فيه الرذائلُ والفواحشُ، وتتحطم فيه الثوابت، فاتركوهم لحالهم، تجاهلوهم، تعافلوا عنهم، ألقوا كتاباتهم في سلال المُهملات، فكلاهما، الكتاباتُ وسلالُ المهملات، يليقُ ببعض. لا تجعلوا لهم اعتبارًا، ولا تقيموا لهم وزناً بدعوى قضائية سوف يتم حفظُها في نهاية المطاف، لأسبابٍ لا تعلمونها، اللهُ يعلمُها؛ فإنَّ هذه هي الوسيلة المُثلى الرادعة لهم، لا تمنحوهم فرصة ادعاء المظلومية والاضطهاد التي يغازلون بها الخارج، ويتوسلون إليه؛ فهم يتقنونها أيَّما إتقانٍ؛ حتى يفيضَ عليهم بماله وعطاياه، سواء من خلال الاستضافة والإيواء والعلاج ومصاريف الأولاد والزوجات والرفاق والرفيقات، أو من خلال المِنح المباشرة التي لا تنفدُ ولا تتوقفُ، طالما بقىَ الطعنُ والشتمُ في الإسلام مُستمرًا ومتدفقًا ومنتظمًا، دعوهم وشأنَهم، فإنَّ النارَ تأكلُ نفسها، إنْ لم تجدْ ما تأكلُه..