بين مؤيد ومعارض تتخوف الشركات الصناعية الكبرى من استخدام الروبوتات في عملية الانتاج، إذ أكدت دراسة أن استخدام الروبوتات والاستغناء عن البشر عملية غير متكافئة.
ما يبرهن صحة الدراسة غلق شركة «أديداس» للأدوات والملابس الرياضية لمصانع في بعض الدول بسبب عدم قدرة الروبوتات على العمل بشكل جيد واستدعاء البشر للعمل مرة أخرى، في حين كشفت دراسة أخرى أن الروبوتات سيحلون محل الإنسان في العمل بالمستقبل.
موقع «تيك تشارش» المتخصص في الأخبار التقنية، قال إن شركة أديداس استعانت بالروبوتات بدلا من العمالة البشرية في مصانعها في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2017، ولكن يبدو أن استبدال العمالة البشرية بالروبوتات لم يجن النتائج المرجوة، وهو ما دفع الشركة للإعلان عن غلق مصانع الروبوتات، في ألمانيا وأتلانتا والولايات المتحدة بداية من عام 2020.
ولكن من جانب آخر اختلف باحثون جامعة نيويورك أبوظبي مع الدراسة موضحين أن الآلات الذكية قادرة على التعامل مع البشر بكفاءة عالية تصل إلى حد التفوق على البشر أنفسهم، ولكن بشرط السماح لها بإخفاء كونها آلة، وذلك لأن تفاعل الأشخاص مع الآلات يتأثر سلباً بمجرد كشفها عن حقيقتها غير البشرية، وذلك وفقاً لتجربة عملية لدراسة الكيفية التى يتفاعل بها الأشخاص مع الآلات التي تتظاهر بأنها إنسان.
وبحسب صحيفة "الرؤية" الإماراتية قدم الباحثون تجربة طُلب فيها من المشاركين التعاون مع شريك بشري أو آلي فى لعبة، والتي تم تصميمها للتعرف على الكيفية التي يتصرف بها كل مشارك، إما بشكل أناني في محاولة لاستغلال الطرف الآخر، أو بأسلوب تعاوني يهدف لتحقيق منفعة مشتركة لكلا الطرفين.
كما عمد الباحثون إلى تقديم معلومات غير صحيحة لبعض المشاركين فى التجربة عن هوية شركائهم فى اللعبة، حيث قام الباحثون بإخطار بعض المشاركين الذين تفاعلوا مع البشر بأنهم يتعاونون مع آلات، فيما تم إخطار بعض المشاركين الذين تفاعلوا مع آلات أنهم يتعاونون مع البشر. وتمكن الباحثون عبر هذه التجربة من تحديد مدى التحيز ضد الشركاء الذين يُعتقد بأنهم آلات، إضافة إلى أن التجربة مكنتهم من تقييم مستوى ذلك التحيز فى حال وجوده، ومدى تأثيره على كفاءة عمل تلك الآلات التى أفصحت عن هويتها غير البشرية.
وأظهرت النتائج أن الآلات التى ادعت أنها ذات طبيعة بشرية، كانت أكثر فاعلية فى إقناع الشريك بالتعاون فى اللعبة، ولكن وبمجرد الكشف عن هويتها الحقيقية، فإن مستوى التعاون انخفض بشدة، إلى درجة أن تفوق الآلات انعدم كلياً.
وكشف فريق بحث من جامعات جوتنجن ودويسبورج إيسن وترير أن التعاون بين البشر والآلات يمكن أن يزيد كفاءة العمل بشكل أفضل بكثير من الاعتماد على الروبوتات فقط أو البشر وحدهم.
وقام فريق البحث بمحاكاة عملية من لوجستيات الإنتاج مثل الإمداد النموذجى للمواد المستخدمة فى صناعة السيارات أو الصناعات الهندسية، حيث تم تكليف فريق من السائقين البشر وفريق من الروبوتات وفريق مختلط يجمع بين البشر والروبوتات بمهام النقل وتم قياس الوقت الذى يحتاجونه، حيث تمكن الفريق المختلط من البشر والروبوتات من التغلب على الفرق الأخرى، ونتج عن هذا التنسيق عمليات أكثر كفاءة وتسبب فى حوادث أقل، وهو ما لا يتوقعه العلماء والباحثين، حيث كان يتوقع أن تتحقق أعلى مستويات الكفاءة بالأنظمة الآلية فقط.
وأكد الباحثون أن تكاتف الانسان مع الآلة سيؤدى إلى العديد من السيناريوهات والاستخدامات فى المستقبل، حيث تتفوق الفرق المختلطة من الروبوتات والبشر على الأنظمة الآلية بالكامل، وهو ما يقلل المخاوف الاجتماعية التى تهدد الموظفين بفقدان عملهم.