شهدت مسيرة الرئيس البوليفى المستقيل مؤخرا إيفو موراليس، العديد من المحطات المهمة منذ عام 2002 وحتى اليوم.
إذ فشل فى الفوز بمنصب الرئاسة عام 2002، إلا أنه ترشح مرة أخرى عام 2005 ليفوز بالمنصب وشرع فى صياغة دستور جديد ينص على التعددية القومية فى البلاد وعلمانية الدولة.
حياته
ولد موراليس فى اقليم أورو الواقع غربى البلاد لأسرة تنتمى إلى شعب ايمارا، إحدى قوميات السكان الأصليين لبوليفيا، وبدأ مسيرة عمله السياسى عندما تولى نقابة مزارعى نبات الكوكا الذى يعتبر المادة الأولية لإنتاج مخدر الكوكايين.
ويستخدم السكان الأصليون لجبال الأنديز نبات الكوكا منذ آلاف السنين للأغراض الطبية مثل معالجة الدوار المرتبط بالعيش فى المناطق العالية وكذلك كمنشط وفى الطقوس الدينية.
عمله السياسى
خاض موراليس تجرية الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى عام 2002 لكنه فشل فيها خلال حملته الانتخابية تعهد باتباع سياسة أكثر عدالة وإنصافا للسكان الاصليين الذين تعرضوا للتهميش عبر قرون منذ الغزو الأوروبى للقارة الأمريكية.
وتبنى مجموعة من الإجراءات لتنظيم زراعة الكوكا وتسويقها، متحديا الضغوطات من قبل الولايات المتحدة للقضاء على هذه الزراعة بشكل تام.
موراليس يلعب كرة القدم
سرالعداوة بينه وبين مع أمريكا
اتهمته الولايات المتحدة بالتقاعس فى محاربة إنتاج الكوكايين وتهريبه، رفض موراليس هذه التهم وقال إن بلاده تسمح بزراعة كمية قليلة من نبات الكوكا لاستخدامها لأغراض دينية وثقافية.
وظلت علاقات بوليفيا متوترة مع الولايات المتحدة بسبب السياسات الاشتراكية لإيفو موراليس ووقوفه الى جانب القضايا العادلة مثل الاعتراف بدولة فلسطين عام 2010.
فى عام 2008 طرد السفير الأمريكى فى بوليفيا فيليب جولدبيرج واتهمته الحكومة البوليفية بالتآمر للإطاحة بحكومة موراليس كما اوقفت بوليفيا نشاط ادارة مكافحة المخدرات الامريكية فى البلاد.
وفى عام 2013 أوقفت الحكومة نشاط هيئة المعونة الامريكية واتهمتها بدعم قوى المعارضة.
مع وصول موراليس إلى القصر قرر تخفيض راتبه ورواتب الوزراء فى حكومته وبعدها شرع فى عملية تأميم صناعة النفط والغاز فى البلاد ورفع نسبة الضرائب على الأرباح وهو ما أثار غضب الشركات المتعددة الجنسيات التى كانت تتحكم فى هذا القطاع.
زادت حكومة موراليس من حجم الأموال المخصصة لمشاريع القطاع العام والخدمات والبرامج الاجتماعية ومنذ وصوله الى الحكم تراجعت نسبة الفقر المدقع من 38 % عام 2006 إلى 17 % عام 2018. لكن معارضيه يقولون إن النسبة عادت لتزيد منذ عامين.
احتجاجات فى بوليفيا ضد موراليس
وكان من بين الاخفاقات البارزة لموراليس فشله فى ضمان وصول بلاده إلى البحر، إذ أن بوليفيا لا تمتلك أى نافذة بحرية فى الوقت الراهن وهى فى نزاع مستمر مع دولة تشيلى المجاورة منذ عام 1884 حين خاض البلدان حربا خسرت فيها بوليفيا إطلالتها على المحيط الهادئ وهو أمر يمس الكرامة الوطنية للعديد من أبناء بوليفيا.
وقد أصدرت محكمة العدل الدولية عام 2018 حكماً فى النزاع بين البلدين جاء لصالح دولة تشيلى، بينما كان موراليس يؤكد لأبناء بلده أن النصر بات قاب قوسين.
طريق سريع فى قلب غابات الأمازون
ومن بين أبرز القضايا المثيرة للجدل خلال فترة حكمه كان قراره إنشاء طريق سريع فى قلب غابات الأمازون فى بلاده رغم معارضة السكان الأصليين فى المنطقة، فقد رأى هؤلاء أن الطريق سيفسح المجال أمام عمليات قطع الاشجار لأغراض تجارية والاستيلاء على أراضى السكان الاصليين.
فى عام 2011 اندلعت احتجاجات واسعة ضد المشروع ووقعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين مما أرغم الحكومة على التراجع عن المشروع.
تظاهرات فى بوليفيا
فى عام 2016 جرى استفتاء على مستوى البلاد حول إلغاء القيود المفروضة على عدد الفترات التى يمكن للرئيس أن يترشح للمنصب، فصوتت الأغلبية ضد التعديل، لكن حزب موراليس، الحركة الاشتراكية، نقل الموضوع إلى المحكمة الدستورية التى ألغت البند برمته وفتحت الباب أمام الرئيس ليترشح إلى المنصب لفترات غير محدودة.
فى عام 2017 عاد موراليس وأطلق مشروع طريق وسط غابات الأمازون رغم المعارضة القوية على المستوى العالمي، واصفا القلق العالمى حول الأثر البيئى المدمر للمشروع بأنه مقاربة استعمارية بحجة حماية البيئة.
موراليس يشارك فى إطفاء حرائق الغابات
وواجه موراليس انتقادات جديدة بسبب موقفه من حرائق الغابات فى المناطق التى تتمتع بالحماية، وطالبه المتظاهرون بإلغاء مرسوم أصدره يسمح بعمليات حرق منظمة لتمكين المزارعين من توسيع رقعة الأراضى الزراعية.
فى عام 2019 أثار فوزه الواضح فى الانتخابات الأخيرة موجة من الاحتجاجات، وتحدث المراقبون الدوليون عن وجود تلاعب واضح بنتائجها ودعوا إلى إلغائها، وبعد أقل من شهر خرج موراليس على شاشة التلفزيون وأعلن عن استقالته من منصب الرئيس لحقن الدماء والحفاظ على السلام فى البلاد، ثم سافر إلى المكسيك كلاجئ إليها.