كيف نحد من متبقيات المبيدات قبل حصاد وجمع وجنى المنتجات الغائية؟

بعد انتشار الذباب بكثافة عالية، وبأحجام كبيرة، خلال الأيام الأخيرة، وعلى مستوى القرى والمدن والمراكز والمحافظات، بدأ أصحاب المحلات والسوبر ماركت والسرجات، وبائعو الخضروات والفاكهة، في رش هذه المواد الغذائية، وخاصة المعروضة أمام المحلات، بالمبيدات الحشرية، ومنها "البيروسول"، بحجة طرد وإبعاد الذباب عن الأغذية المعروضة، حيث يتسبب وقوفه وانتشاره على الخضروات والفاكهة والمواد الغذائية، في تشويه صورة البضاعة، بهذه المحلات والسوبر ماركت، وهجرة وإعراض الزبائن والعملاء عن الإقبال على الشراء منها، وبذلك تُضاف مصيبة جديدة، إلى مصائب تلوث الخضروات والفاكهة بالمبيدات الزراعية.

رش المبيدات

كميات هائلة من الخضروات والفاكهة

مشكلة وأزمة تلوث المنتجات الغذائية الزراعية، بالمبيدات الزراعية في الحقول، ثم بالمبيدات الحشرية خلال البيع، وأثناء عرض الخضروات والفاكهة أمام المحلات، يلقى بالمزيد من الحذر، على من يتناول هذه المنتجات، كما يلقى بالمسئولية على الأجهزة الحكومية، من تموين وصحة ومحليات، أن تباشر دورها الرقابى، في حماية المُستهلِك وحماية أكثر من 100 مليون نسمة، يقبلون على شراء هذه المنتجات، خاصة إذا علمنا، أن لدينا إنتاج يتجاوز أكثر من 34 مليون طن، من الخضروات والفاكهة سنوياً، حسب آخر التقارير والبيانات الزراعية، يصب في هذه الأسواق والسوبر ماركت والمحلات، ويأخذ جزءٌ منه طريقه إلى التصدير لخارج مصر، وهذه المنتجات الزراعية، يتم رشها بالمبيدات الزراعية، والتي يصل استهلاك مصر منها سنوياً، لحوالي 10 آلاف طن، أغلبها يذهب لرش الخضر والفاكهة، وبحسبة بسيطة يصبح نصيب كل مليون طن منها حوالى 3 كيلو و 400 جرام مبيدات.

حماية الفاكهة من التلوث

تقليل نسبة متبقيات المبيدات في الزراعات

وحتى نأمن تناول المنتجات الزراعية، وقد تطايرت عنها وخلت من متبقيات المبيدات، أكدت الدكتورة هند عبد اللاه، وكيل المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات، والعناصر الثقيلة في الأغذية، من خلال تصريحات صحفية، أنه فى إطار حرص مصر الشديد، على سلامة الغذاء، فقد استضافت مؤتمر الغذاء الإفريقى، لمحاربة الجوع و الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، لزيادة الإنتاج الزراعى ذو الجودة العالية، والخالي من الملوثات، ومن هنا، نشير إلى أحد أهم عناصر الحصول على محاصيل زراعيه آمنة، وهو فترة ما قبل الحصاد، والمقصود بها تلك الفتره الزمنية، من آخر رشة أو معاملة، للمحصول، وحتى الحصاد و النضج، وتعتبر المبيدات، من العناصر التى يصعب الاستغناء عنها فى العملية الزراعية، لإنتاج إمدادات غذائية كافية، لعدد متزايد من سكان العالم، كما يمكن أن يكون لمخلفات مبيدات الآفات، المتبقية على المحاصيل، التي تم حصادها، تأثيرا ضارا على البشر والبيئة.

من ناحية أخرى، تلعب المبيدات، دوراً رئيسياً في مكافحة آفات الحشرات والأمراض، ويتأثر إنتاج الفواكه والخضروات بشدة، بسبب الآفات والأمراض النباتية، والتى تسبب خفض الإنتاج بنسبة من 20 إلى 40 %، من انتاج المحاصيل على مستوى العالم، وللتغلب على هذه الحالات، يستخدم المزارعون المبيدات، لأنها الطريقة الأكثر ملائمة واقتصادية، للسيطرة على الآفات والأمراض الحشرية و الفطرية، ودائما ما نقدم لهم التوصيات بالالتزام بفترة ما قبل الحصاد( PHI ) ، والمدونة على البطاقه الاستدلالية، فما هى اهميتها وكيفية  تقديرها وتأثيرها علي العائد الاقتصادى، فترة ما قبل الحصاد (PHI)، هو انعكاس لنمط استخدام مبيدات الآفات، وكمية بقايا المبيدات المسموح بها على المحصول عند الحصاد.

حماية الخضروات والفاكهة من التلوث

الأشعة فوق البنفسجية

وتضيف الدكتور "هند" وتتأثر مستويات بقايا مبيدات المحصول بنمو المحصول نفسه، والظروف البيئية (مثل المطر أو الأشعة فوق البنفسجية) والكائنات الحية الدقيقة في النباتات والتربة و موسم الزراعة و نوع الآفه وتوقيت مكافحتها، لذلك يجب أن تكون PHI طويلة بما يكفي للسماح لبقايا مبيدات الآفات في المحاصيل أن تتحلل إلى مستوى مقبول، وتهدف فترة ما قبل الحصاد إلى تجنب حدوث أضرار صحية وبيئية، من خلال عدم السماح بطرح المحاصيل للاستهلاك، قبل انقضاء هذه الفترة، وهذه القيمة مهمة جدا ومن أهم عوامل نجاح الممارسات الزراعية الجيدة، ونجاح المزارعين فى عمليات التصدير، وما يتبع ذلك من انعكاس على الدخل القومى، ومن المهم احترام قيم الـ PHI حتى لا يتم تجاوز الحد الأقصى المسموح به لمحصول معين، ويمكن أن تشكل المتبقيات التي يتم العثور عليها، والتي تزيد عن الحد الأقصى MRL للمواد الغذائية، انتهاكًا للوائح الغذاء، وقد تشكل أيضًا خطراً على صحة المستهلكين، في مثل هذه الحالات، وتسبب خسارة اقتصاديه نتيجة للإجراءات المتبعة لحماية وسلامة المواطن، حيث يمكن ضبط المحصول المحصود أو تدميره أو حظره للتصدير، وتختلف هذه القيمه من مبيد لآخر ومن محصول لآخر، وأيضا تختلف لنفس المبيد بنفس التركيزعلى نفس المحصول، طبقا للآفه المستهدفه، وتوقيت ظهورها و طريقة مكافحتها، لذلك على جميع المزارعين، اتباع الطريق الصحيح، المؤدى فى نهايته، إلى محصول آمن للاستهلاك المحلى والتصدير، وذلك من خلال أولا اختيار المبيد المناسب، الموصى به على المحصول المناسب، لمكافحة آفه بعينها، مع مراعاة التركيز ومعدلات الرش المدونه على البطاقه الاستدلاليه.

حماية الخضر والفاكهة من التلوث هو حماية للصحة العامة

تقدير فترة ما قبل الحصاد

كما يتم تقدير فترة ما قبل الحصاد، من خلال بروتوكول واضح بإجراء تجربة حقلية، تحت معايير GAP الممارسات الزراعيه الجيده، كما تقول الدكتورة هند ثم اخذ العينات للتحليل على فترات وفقا للبروتوكول، ثم تحليل هذه العينات بأحدث الطرق والأجهزه الدقيقة، و مقارنة نتائج التحاليل بقيم ال MRL المنشورة دوليا، لتحديد فترة ما قبل الحصاد، وعند إجراء التجربه الحقليه ينصح بعدم الرش وقت الظهيره أو عندما تكون الرياح شديده، وعند سقوط الأمطار، مع مراعاة أن يكون الرش فى نفس اتجاه الرياح، وليس عكسها وانسب توقيت للرش هو فى الصباح الباكر أو قبل المساء، وكذلك اختيار الرشاشه المناسبه، واختبارها قبل إجراء عملية الرش مهم جدا، فى التاثير على كمية المتبقى من المبيد، وبالتالى على قيم الـ PHI كما يجب إجراء معايره للمساحه المراد رشها، لتحديد حجم محلول الرش، مع تركيز ومعدل المبيد المستخدم بشكل دقيق، ونحن لا نريد الوصول لمحصول آمن فقط، لكن من المهم جدا الحفاظ على الشخص القائم بعملية الرش، ولن نمل ابدا من تكرار احتياطات الامان اثناء عملية الرش، بارتداء الملابس الواقيه او بدائلها و عدم تناول الأطعمه او المشروبات او التدخين اثناء عملية الرش، مع الحرص على عدم تواجد الاطفال و كبار السن فى محيط الرش.

توافر الخضرواعت والفاكهة طوال العام

احتياطات لتأمين من يقوم بالرش

وبعد الانتهاء من عملية الرش يجب خلع الملابس ووضعها فى كيس خاص وغلقه جيدا لحين اجراء عملية الغسيل لها، كما تقول وكيل المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات، والعناصر الثقيلة في الأغذية، وتضيف وعلى الشخص القائم بالرش سرعة الاستحمام للتخلص من أى آثار للمبيد اثناء الرش، مع تنظيف آلة الرش، لضمان عدم انسدادها والحفاظ علها، وأيضا حتى لا يحدث تلوث اثناء اجراء عمليات رش أخرى، ومن المهم أن يكون الإنسان حريص على نفسه وأسرته، وهذا الحرص بكل تأكيد سوف يعود على باقى المجتمع، وعلينا أن نطمئن الناس تجاه إنتاجنا الزراعى، فليست المبيدات هى سبب الوفاة فى مصر، وطبقا لإحصائيات وزارة الصحة فإن 84% من أسباب الوفاه فى مصر، هى الأمراض غير الساريه، مثل الضغط والسكر والسمنه، والتى تسعى الدوله لمعالجتها، من خلال حملة 100 مليون صحه، وإرشادت التغذيه السليمه وتعديل نمط التغذيه، كما ان استمرار عملية رصد متبقيات المبيدات، فى الخضر و الفاكهة فى الأسواق المحلية، أدت إلى خفض مستوى متبقيات بعض المبيدات، فى المناطق التى ظهرت بها متبقيات، نتيجة للإجراءات التى تؤخذ من قبل لجنة المبيدات ، ومن هنا، يكون لمشروع الرصد القومى، لمتبقيات المبيدات، مردود واضح على صحة المواطن العادى، وهذا يتوافق مع مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أن الصحة والغذاء الصحى، ليستا للأثرياء فحسب ، ولكنهما يمتدا لكل مواطن علي أرض مصر.

خضروات وفاكهة فى الأسواق