قبل أن تذهب إلى "الجيم"
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 04:01 م
وفاة الفنان هيثم أحمد زكي الصادمة منذ أيام، وضعت "الجيم" مُجدداً في قفص الاتهام، وكانت قد حامت حوله الشبهات، بعدما توفي الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، على أحد أجهزته منذ حوالي أربع سنوات، كما تُوفي العام الماضي، الفنان الشاب عمرو سمير، عقب العودة من "الجيم"، بعد أن بذل مجهوداً كبيراً فيه، ودون أن يأكل قبلها، لا خلاف على أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن البحث في الأسباب ضروري، والحقيقة أن ثقافة "الجيم" فقيرة، الوعي الصحي غير موجود بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بممارسة الأنشطة الرياضية، وقد زادت معدلاتها في السنوات الأخيرة، وهي ظاهرة إيجابية لا ينقصها إلا الإلمام بمقوماتها.
أطمئنك بداية أن عدد المتوفين في حالات مشابهة كبير، ولكنهم لم يتمتعوا بنصيب من الشهرة يلقي على ملابسات وفاتهم بعض الأضواء، والكل في تقديري مُدان، مقدمو الخدمة في كل "جيم" على اختلاف مستواه، ورواده على اختلاف مستوياتهم أيضاً، الكل مُدان بالاستسهال والعشوائية والتواكل، وإهمال العلم والمعرفة والتخصص، ورغم تكرار الحوادث الناجمة عن الجهل في المقام الأول، لا تجد إلا اجتهاداً في استمرار التعاطي مع الجهل، هاجت الدنيا أكثر من مرة على "الجيم" وأجهزته وأدواته ومكملاته الغذائية، وموجة وتعدي والأحوال على ما هي عليه، والأخطار قائمة وتزيد مع الوقت، خاصة مع تجاهل الحكومة لوضع معايير خاصة بإنشاء "الجيم" وترخيصه ومراقبة عمله.
قبل أن تذهب إلى "الجيم" سواء لأول مرة أو مجدداً كما تعودت، لابد وأن تهتم بإجراء فحص طبي يطمئنك، أنه لا مانع أساساً من ممارسة الأنشطة البدنية، وخاصة فيما يتعلق بكفاءة عضلة القلب، وانتظام الدورة الدموية، وتوازن علامات الجسم الحيوية، وطوال ممارسة أنشطتك الرياضية، عليك بإجراء هذا الفحص بشكل دوري منتظم، وخاصة في حالة رغبتك في زيادة معدلات الأداء والأحمال، أو إذا نويت في أي وقت تغيير نشاطك الرياضي من الأساس، ثم عليك أن تهتم بأن يصاحب نشاطك الرياضي نظام غذائي مرن، يتوافق ونوعية ما تمارس من نشاط رياضي، ومع ضرورة الوعي بتوافق توقيتات الأكل، مع توقيتات ممارسة الأنشطة الرياضية.
هناك محاذير ينصح بها خبراء التغذية، أهمها عدم ممارسة الرياضة على معدة فارغة، وعدم تناول الطعام مع النوم لمدة طويلة بعد ممارسة الرياضة، كلاهما يسبب هبوطاً حاداً في الدورة الدموية، وإهمال الإصابات أثناء التدريب ومواصلته، كما أن التدخين والمشروبات الكحولية ضارة جداً، والاندفاع نحو زيادة الأحمال مرة واحدة، أما الهرمونات والمكملات الغذائية، فهي الخطر الأكبر، وخاصة إن كانت غير مصرح بها، تناولها بعشوائية يسبب أيضاً هبوطاً حاداً في الدورة الدموية، وقد يصيب بمرض السرطان، أضف إلى هذا أداء التمرينات الرياضية بأسلوب خاطيء، تحميلاً على المفاصل دون العضلات، وتناول المواد الحارقة للدهون بجرعات كبيرة، مما يصيب بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
فإذا ما ذهبت إلى "الجيم" فاهتم بوجود مدربين متخصصين، ولا تجتهد في التعامل مع الأجهزة، اتبع تعليمات هؤلاء المدربين، ولا تجعل ارتفاع لياقتك يغريك بزيادة الأحمال دون استشارتهم، ودون الاطمئنان طبياً بشأن لياقتك الصحية لزيادة الأحمال، والقاعدة أن انتظامك في أداء تمرينات مناسبة لوقت مناسب، أفضل من التحميل على نفسك بما لا تطيق، اهتم بالمضمون دون شكل عضلات الجسم، لياقتك الصحية والبدنية والذهنية أهم، وعلى القائمين على كل "جيم" الاهتمام بتواجد المدربين كما يهتمون بإقبال الرواد، بل وتأهيل هؤلاء المدربين للتعامل مع أي أزمات قلبية مفاجئة للمتدربين، بالحصول على دورات إنعاش القلب الرئوي، تميزوا بالتخصص وتأكدوا إن ده يكسبكم أكتر.