ضحية راكب «قطار 14».. الشاب قفز هربًا من دفع غرامة تدخين بعد مشادة مع الكمسري (القصة كاملة)
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 02:00 م
- النيابة تحقق فى الواقعة وتصرح بدفنه.. وأهالى قريته يشيعون جثمانه لمثواه الأخير بالغربية
حادث مأساوي شهدته محافظة الغربية راح ضحيته شاب في منتصف العقد الثالث يدعى أحمد مبروك عبدالرحمن من قرية كفر الشيخ علي مركز كفر الزيات.
ولقي الشاب مصرعه بعد قفزه من القطار رقم 14 القادم من الإسكندرية للقاهرة أثناء تهدئة القطار قبل مسافة 200 متر من رصيف محطة سكك حديد طنطا، هربا من دفع مبلغ مالي قدره 50 جنيها غرامة تدخين السجائر في القطار.
وكان ضبط الكمسري ومعه مندوب الشرطة، أثناء وقوفه على باب القطار وهو يدخن سيجارة، فما كان من الكمسري إلا أداء مهام عمله واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الضحية، والتي تتمثل إما في تحرير محضر غرامة تدخين أو تسليمه لأقرب نقطة شرطة نقل ومواصلات.
وما كان من الشاب إلا إنه رفض الغرامة أو تسليمه وفوجئ الركاب بقفزه من القطار أثناء التهدئة وسقوطه على رأسه وإصابته بنزيف حاد بالمخ وكسر بقاع الجمجمة وتم نقله في حالة حرجة لمستشفى المنشاوي بطنطا، إلا أنه توفي فور وصوله للمستشفى.
وما أن قام سائق القطار بالتهدئة قبل دخول محطة قطارات طنطا وعلى بعد 200 متر تقريبا من الرصيف، قام الشاب بالقفز من القطار هربا من الكمسري حتى لا يتخذ أي إجراء قانوني حياله، فسقط على رأسه وحدث إصابته.
وفور وصول القطار للمحطة أسرع زملائه وعدد من ركاب القطار لمكان وقوعه على شريط السكة الحديد، وقاموا بنقله بمعرفتهم إلى مستشفى المنشاوي العام بطنطا، واستقبلت المستشفى الشاب في حالة حرجة.
وأظهر تقرير الكشف الظاهري على المذكور وجود جرحين سطحين بفروة الرأس طول كل منهما 1سم وكدمة وتورم بالجانب الأيمن وجرح طوله حوالي نصف سم.
وبعرضه على أطباء قسم المخ والأعصاب والعناية العامة تبين أنه يعاني من غيبوبة عميقة مع اتساع بؤبؤ العين ووظائفه الحيوية غير مستقرة مع اشتباه كسر بالجمجمة ونزيف بالمخ وجروح قطعية وسحجات وكدمات متفرقة بالرأس والجسم وتم عمل الإسعافات الأولية اللازمة بقسم الإستقبال والطوارئ.
وتم عمل دخول عناية مركزة باطنة طوارئ ووضعه على جهاز تنفس صناعي تحت العلاج والملاحظة ويستكمل التقرير عرض جراحة العظام.
وبالكشف على المذكور تبين وجود تورم وزرقان بالكاهل الأيسر واليد اليسرى والجانب الأيمن للحوض ويحتاج لعمل أشعة عادية على هذه المناطق وإعادة العرض، وحاول أطباء المستشفى إنقاذه إلا أنه فارق الحياة بعد ساعات قليلة من دخوله للمستشفى.
وتجمع العشرات من أقارب الشاب وأصدقائه وجيرانه أمام المستشفى وانخرطت والدته وشقيقتيه فى البكاء حزنا على فراقه.
وفتحت نيابة اول طنطا بمحافظة الغربية، برئاسة المستشار عبد العاطي صالح رئيس النيابة تحقيقات موسعه في الواقعة، واستمعت النيابة لأقوال الكمسري ومندوب الشرطة وشهود العيان حول ظروف الواقعة وملابساتها وعما إذا كان المتوفي قفز من تلقاء نفسه أو قام أحد بدفعه من القطار.
وأعدت النيابة العامة مذكرة بشأن واقعة قفز الشاب المتوفى من القطار، وجاء فى مذكرة نيابة أول طنطا وفقا لمحضر الاستدلالات المحرر بمعرفة المقدم احمد ماهر الضابط بقسم شرطة محطة سكك حديد طنطا، بورود افاده من ناظر محطة طنطا رقم 70 تفقيد بورود بلاغ لبرج طنطا بسقوط شخص يدعى أحمد مبروك عبد الرحمن باشا من القطار رقم 14 القادم من الإسكندرية إلى القاهرة وبانتقاله إلى بلوك 4 قبل رصيف محطة طنطا بحوالى مائتى متر وتبين له نقل المصاب بمعرفة الأهالى إلى مستشفى المنشاوى العام بطنطا، وباشرت النيابة التحقيقات، وبالانتقال إلى المستشفى لسؤال المصاب حول سبب وكيفيه حدوث إصابته تبين وفاته الى رحمه مولاه وبمناطرة الجثمان تبين وجود ضمادة عليها اثار دماء على رأس المتوفي إلى رحمه مولاه وزرقة بالعين اليمنى وزرقه بالجانب الايمن من الجانب الايمن وتبين وجود آثار دماء من الفم.
وقررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعى للانتقال للمستشفى لمناظرة الجثمان واجراء الصفه التشريحية للجثمان لبيان سبب الوفاة وما بها من اصابات ووقت وتاريخ وكيفيه حدوثها والأداة المستخدمة وعما اذا كانت الوفاة جائزة الحدوث من مثل التصوير الوارد بالأوراق (سقوط من قطار)، وعما اذا كانت هناك شبهه جنائية من عدمه، مع موافاة النيابة بتقرير الطب الشرعى مفصل والتصريح بدفن الجثمان بمعرفة اهليته عقب انتهاء الطب الشرعى من تشريح الجثمان بمعرفة أهليته.
وشيعت قرية كفر الشيخ على التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، جثمان الشاب بعد استلام جثته من مشرحة مستشفى المنشاوى بطنطا، وقام المشيعون بأداء صلاة الجنازة عليه بمسجد القرية، وتم تشييعه لمثواه الأخير بمقابر عائلته.