"حي الدواعش".. القنبلة الموقوتة داخل الأراضى السورية
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 10:00 ص
لازال يعيش باقي تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية في مخيمات وأخطرها مخيم "الهول" الذى يضم قرابة 70 ألف شخصا، الذى يعد قنبلة موقوتة، خاصة وأن داخلة مخيم يسمي مصطلحا هناك "حي الدواعش"، ويضم الناجون من المعارك الذى قادها التنظيم إبان فترات حكمه، ويقدرون بأكثر من 10 ألاف إرهابي.
البيانات المتوفرة حتى الآن فإن مخيم "الهول" في سهول محافظة الحسكة، يضم أكثر من 70 ألف شخص من عائلات تنظيم داعش، ولازال يزعج الحكومات في جميع أنحاء العالم، يوجد مجموعة صغيرة من الرجال والنساء الأكراد يحرسون المخيم، بعد أن تحول إلى مركز احتجاز للنساء والأطفال الذين خرجوا من مناطق سيطرة داعش عندما سقط التنظيم في مارس الماضي، فيما يقبع أعضاء تنظيم داعش من الذكور البالغين، الذين نجوا من المعارك ومناطق القتال، في سجون عدة تخضع لحراسة قوات سوريا الديمقراطية شمالي سوريا.
مخيم "الهول" إلى الآن لا يتبع لأي جهة، وإن كانت تديره قوات سوريا الديمقراطية، وبين أزقته المغبرة يمكن سماع ألسنة تتحدث بلغات عدة وقد وصلت إلى سوريا من أكثر من 70 دولة، ورغم أنه كان من المفترض أن يكون مخيم الهول مؤقتا، لكنه لا يزال موجودا، لكنه أصبح يزعج الكثيرين، فهو غير آمن، وليس هناك خطة لما يجب فعله مع 70 ألف شخص يعيشون فيه، جلهم من النساء والأطفال.
وداخل مخيم "الهول"، يوجد الحي الجنوبي، كما هو معروف، هو المكان الذي يحتجز فيه الدواعش الأجانب، أي من كل الجنسيات الأخرى غير السورية أو العراقية،و يقدر بحوالي 10 آلاف شخص، لكن هذا العدد غير مؤكد في ظل غياب قوائم دقيقة، ويمكن القول إن منطقة السوق المؤقتة هي المكان الوحيد الذي يشعر فيه الموظفون من خارج المخيم بالراحة عند توجههم إلى هذا الجزء من المخيم، وتمثل فرصة لإجراء محادثات خاطفة وسريعة.
ويعد هذا المخيم "حاضنة مثالية"، للإرهاب، حيث يعيش الأطفال مع نساء الدواعش في مخيم الهول، لإعادة تشكيل تنظيم داعش، ويوجد 11 ألف طفل توقفوا عن الدراسة والتعليم، لتغدو قوانين المخيم وأحكام سكانه الموالية لداعش، مدرستهم الوحيدة في وطنهم الوحيد، وقد حذر خبراء بأن هذا المخيم أصبح بؤرة ستولد داعش من جديد، إن لم يحرك أحد ساكنا.
ومن داخل المخيم، تروي عددا من المحتجزات عن حياتهم الخاصة، بعد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، فإنهم ما زالوا يؤمنون بأن التنظيم سيعود، وتقول احدهن عقب سؤالها، هل ما زلتِ تؤمنين بأيديولوجية داعش؟"، فترد قائلة: "نعم بالطبع. لماذا يجب أن نتغير؟ إنهم يعاملوننا تماما مثل الحيوانات.. تماما مثل الكلاب"، في إشارة إلى محيطها في المخيم.
ويبدو أن هناك من المحتجزات إما أن غير قناعاته بشأن التنظيم الإرهابي أو يريد التنصل منه مؤقتا لإمكانية الخروج منه، ومنهم تدعى سونيا خضيرة التي تقول إنهاجاءت من إيطاليا إلى سوريا عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وعند سؤالها عما إذا كانت تدرك سبب اعتقاد الحكومة الإيطالية بأنها "قد تشكل خطرا؟" أجابت بنعم، لكن عند سؤالها عما إذا كانت لا تزال تؤمن بأيديولوجية التنظيم، أجابت بالنفي.