منذ أن نقل اليوم السابع وصوت الأمة تصريحات الكاتب أحمد مراد فى ندوة الكتب وصناعة السينما بمعرض الشارقة الدولى للكتاب، وقامت الدنيا ولم تقعد، تناقل الناس التصريحات بكثير من الغضب لأن فكرة انتقاد نجيب محفوظ من جانب شاب مثل أحمد مراد فى خارج مصر فكرة غير مرحب بها.
وقد تمادى البعض فى هجومهم على مراد بشكل كبير، وهو على ما يبدو قد أصاب الكاتب الشاب برعب أدى إلى محاولة إلصاق أى اتهام بالجرائد التى نشرت الخبر، وعلى رأسها بالطبع جريدة اليوم السابع وصوت الأمة، وللأسف فقد خدع العديد من مذيعى القنوات الفضائية بشكل غريب فانساقوا وراء تبريرات الكاتب لموقفه، وفى الحقيقة فقد تعاملت الجريدة بمنتهى المهنية مع الأمر وأفسحت المجال للكاتب ليعرض وجهة نظره، لكن أن يمتد الأمر حتى يتهمنا الكاتب بالكذب والتدليس والتآمر عليه، ويطالبنا رجل الأعمال نجيب ساويرس بالاعتذار، فهذا ما لا يمكن أن نسمح به.
خرافة المؤامرة قبل أى شىء لابد هنا أن نؤكد أن اليوم السابع لم يكن يومًا ضد الكاتب أحمد مراد ولم يكن كذلك متربصًا به أو متآمرًا عليه، بدليل أنك لو فحصت ما نشره اليوم السابع عن أنشطة أحمد مراد فى معرض الشارقة ستجد أنه أضعاف ما نشرته عنه جريدة الشروق التي تتبع ذات المؤسسة التى تنشر لمراد رواياته، وهو ما يكذب ادعاء مراد بأن هناك مؤامرة كونية لتشويه سمعته، وفى الحقيقة فإن هناك قاعدة كبيرة جدًا يجب أن يعرفها الكاتب الصديق وهى "إن خفت متقولشى وإن قلت متخافشى"، فلماذا بعد انتقاد نجيب محفوظ تلقى بالجرم على غيرك وأنت تعرف أنك المسئول عن كلامك؟!.. وفى الحقيقة فقد التزمت الجريدة بأقصى حدود المهنية حينما نشرت بيانك الأول الذى قلت فيه إن تصريحاتك أسىء فهمها، كدليل على حسن النية كما نشرنا تصريحاتك مع قناة دى أم سى، وذلك التزامًا بحق الرد فاين تكمن المؤامرة هنا؟
هل معرض الشارقة يتآمر عليك أيضًا؟
كم قلنا سابقًا، إن الهروب من المسئولية سهل، لكن للأسف الهروب من الحقيقة صعب، هذا هو البيان الرسمى لمعرض كتاب الشارقة الذى يقول نصًا ما قتلته فى الندوة، لكن لم أبى المعرض أن يذكر اسم الكاتب العالمى نجيب محفوظ لأنه يعرف قيمته وقدره، وأورد المعرض نص كلمتك التى قلت فيها "إن ما كان يصلح فى خمسينيات – تقصد روايات نجيب محفوظ - القرن الماضى لم يعد يصلح الآن"، وهذا هو نص كلمتك، أما الروائى المصري أحمد مراد فقال "فى السنوات القليلة القادمة، سيتغير واقع الأدب ويتطوّر ويتقارب أكثر مع السينما، لتصبح الرواية سريعة الإيقاع لتنسجم أكثر معها". مؤكّدًا أن ما كان يصلح في خمسينيات القرن الماضى مثلًا، من ناحية بطء إيقاع الرواية، لا يصلح اليوم".
هل الجزائر أيضا تتآمر عليك؟
وتحت عنوان "أحمد مراد: ريتم روايات نجيب محفوظ بطىء وأفلامه لا تصلح لهذا الزمن"، كتبت من الشارقة الكاتبة آسيا شلابى من جريدة الشروق الجزائرية ذاكرة ما قال أحمد مراد من أن إيقاع روايات نجيب محفوظ لم يعد صالحًا الآن، وجاء فى نص التصريحات على لسانه "أن الزمن تغير وأن ما كان يصلح فى خمسينيات القرن الماضي مثلًا، من ناحية بطء إيقاع الرواية، لا يصلح اليوم؛ فالزمن تغيّر وكل مناحى الحياة، وعلى الرواية أن تسارع إيقاعها معها وروايات نجيب محفوظ نموذجًا.. يمكن اليوم تلخيص أربعين صفحة من رواياته فى مشهد سينمائى واحد".
يقول الكاتب من ضمن تبريراته، إنه لم يكن يقصد انتقاد روايات نجيب محفوظ لكنه كان يقارن بين الإيقاع فى السينما الإيقاع فى الرواية، وفى الحقيقة إن هذا الكلام كان من الممكن أن يتمتع ببعض القبول لولا أن الكاتب نشر بنفسه تسجيلاً مصورًا لكلمته بالندوة ظنًا منه أنها تؤيد وجهة نظره فى حين أنها تؤكد ما نشرناه، فقد أثبتت الكلمة أنه كان يتحدث عن الروايات لا عن الأفلام، وانتقد إيقاع الروايات القديمة وعلى رأسها روايات نجيب محفوظ، قائلاً نصًا "أعتقد أنه فى السنين القادمة ستتغير فكرة أن الأدب ثابت أو له قاعدة معينة لازم يمشى عليها، من أيام رواية زينب، وأنا شايف أن الأدب لازم يتطور ليتماشى مع عصر اليوتيوب، ولا بد أن يتطور الإيقاع، النهاردة لما نيجى مثلاً نراجع روايات الخمسينيات لو خدنا مثلاً روايات أستاذ نجيب محفوظ "السراب مثلاً" بنلاقى أن البطل بيقعد نص الرواية يتقرب من البنت اللى فى البلكونة بعد زمن معين منقدرش نعمل ده لأن ده كان يناسب زمنية الرواية وكانت وقتها تناسب الناس جدًا لإن إيقاع الناس كان كده، النهاردة إيقاعنا أسرع مما نتخيل.. أحنا دلوقتى بنقعد نقصر الأفلام ونسرع الإيقاع فلازم الرواية كمان تعمل كده تأثرًا بالسينما عشان تعيش". هذه هي حكاية تصريحات أحمد مراد من أولها إلى آخرها، والتى تثبت أن الجريدة لم تفترى على الكاتب، وحينما نشرنا التصريحات كنا نظن أننا نعرض وجهة نظر نقدية لكاتب مسئول، لكن للأسف.