تحتوي على قاعات مجهزة.. رحلة داخل قاعات تدريب «البيت الفني للموسيقات العسكرية» (صور)
الأحد، 10 نوفمبر 2019 03:00 م
فى وحدة عسكرية تتبع القوات المسلحة المصرية، سجلت أعلاها عبارة: «إدارة الموسيقات العسكرية»، تسمع بداخلها أصوات متداخلة من موسيقات مختلفة، مابين موسيقات وطنية، ومارشات عسكرية، وموسيقى عربية، وأيضا أصوات تغنى، وبمجرد الدخول، تكتشف أنك أمام قطاع كبير للموسيقى بمختلف أنواعها، وبشكل يجعلك تقف مبهورا، فنحن فى حضرة الموسيقى العسكرية، ذلك المكان الذى يخرج منه فرق القوات المسلحة للموسيقى العسكرية، والتى تحرك وجدان المواطنين، وشعورهم بالوطن ومعانى الانتماء فى كافة المناسبات العامة.
يمكننا فى رحلة التجول داخل الموسيقات العسكرية، أن نرى قاعات للتدريب، تم تجهيزها بأحدث أدوات وأساليب التدريب، من شاشات حديثة للعرض، ومناهج يمكنها أن تنقل العازف وكأنه فى مسرح عالمى، يستطيع منه أن يقدم نفسه للجمهور، وحيث جهزت تلك القاعات بأساليب متطورة فى التهوية والإضاءة والأمن الصناعى، ومواكبة لطرق التعليم الحديث والمتطور.
وتحتوى قاعات التدريب على مواد فيلمية خاصة بالموسيقى العسكرية، وكذلك مواد خاصة بالتوعية الدينية والتاريخية، وما يحتويه تاريخ الموسيقات العسكرية من سجلات فخر وشرف لكل المنتمين لها، كما تضم القاعات وسائل المشاركة والتفاعل بين المحاضرين والدارسين، والذين لا يقتصرون على المصريين فقط، بل هناك وفود عربية وأجنبية تدرس داخل الموسيقات العسكرية.
داخل «البيت الفنى للموسيقى»، يمكنك أن تتطلع على ما وصل إليه أساليب التعليم العملى على الموسيقات العسكرية بكافة أشكالها، فالأمر ليس فقط «سلاما وطنيا ومارش عسكرى»، بل هناك فرق متنوعة للموسيقات العسكرية، تحتوى أشكال عديدة من الموسيقات العربية والغربية، ومنها فرقة «موسيقى القرب»، التى عزفت لنا مقطوعة من أجمل مقطوعات موسيقى القرب.
والقرب هى عبارة عن خزان ضيق، ينفخ عن طريق فم العازف، حيث أن الهواء الذى يكون داخل الخزان ينطلق منها بطريقة مستمرة باتجاه الأنابيب، والحدود الداخلية تمتلك قصبة وهي التي تسمح للصوت بالصدور بطريقة لحنية بحيث تكون هذه الأنابيب مثقوبة، ويطلق عليها الأنابيب الطربية لكن هناك نوع آخر يطلق عليها الأنابيب النصف طربية وظيفتها تكمن في الإنتاج الموسيقي وتحتوي كذلك على أنبوب غير مثقوب وظيفته هو الآخر المحافظة على اللحن، والأنبوب مجهز بقصبة بسيطة.
من القاعات أيضا المهمة داخل الموسيقات العسكرية، فرقة خاصة بالتخت الشرقى، وفيها العازفون على العود وآلة القانون، والآلات العربية الأصيلة، وهى فرقة يتمثل دورها فى استقبال الضيوف، وكذلك فى المناسبات الوطنية، وعزفت قبل ذلك خلال استقبال العديد من الرؤوساء العرب والأجانب.
وخلال جولتنا عزف القائمون على الفرقة الخاصة بالتخت العربى، موسيقى للسيدة أم كلثوم، فى تناغم تام بين العازفين، وبلغت درجة التدريب مستوى عال من الرقى والجمال، جعلتهم كوحدة واحدة، بشكل يناسب الحفلات التى يشاركون فيها.
يضم البيت الفنى للموسيقى العسكرية، قاعة تاريخية عملاقة، تضم تاريخ تطور الزي الخاص بأفراد الموسيقى العسكرية، وهى زى تطور مع الزمن، بحيث يناسب البيئة والجو والحركة لفرد الموسيقى العسكرية، بالإضافة إلى أنه زي يناسب تاريخ وحضارة المصريين، وقد استطاع القائمون على الموسيقات العسكرية، على مختلف المراحل، أن يدخلوا عدة تعديلات جوهرية فى شكل الزى، ويكون هناك أزياء تناسب كافة المناسبات، بالإضافة لزى مناسب للعازفين أنفسهم.
كما تضم القاعة التاريخية سجل للزيارات، وفيها يسجل الحاضرون لبيت الفن الموسيقى، كلمات عن انطباعاتهم حول الموسيقى العسكرية، وفيها كلمات للقائد العام للقوات المسلحة، تحمل إشادة كبيرة بدور الموسيقى العسكرية، وما يحمله فرد الموسيقى من انضباط وأسلوب راق فى التعليم والتدريب وتطوير الذات بشكل مستمر.
وتضم القاعة التاريخية أيضا، عدد من الآلات والمعدات الخاصة بالموسيقى العسكرية، والتى خرج بعض منها من الخدمة، منذ عقود، واحتفظت بها إدارة الموسيقى العسكرية، حتى تكون عنوانا على المراحل التاريخية التى مرت بها الإدارة، وباعتبار تلك المعدات والالات أحد وسائل التدريب والتعليم للعازفين الجدد.
تضم مكتبة الموسيقات العسكرية، أحدث أنواع الحفظ والتوثيق الخاص بحفظ الوثائق والمقطوعات، وبالإضافة لذلك فهى تضم مقطوعات غربية وعربية، وأيضا جميع الأغانى الوطنية قديما وحديثا، حيث تضم المكتبة الـ«نوت الموسيقية» الخاصة بالسلام الوطنى، وكذلك الأغانى التى تغنى فى المناسبات العامة والوطنية.
وتعبر مكتبة الموسيقى العسكرية، عن واقع تاريخى هام، فهى تضم المقطوعات القديمة للغاية، والتى يتم تدريب العازفين عليها، بالإضافة للأناشيد الوطنية الخاصة بكل دولة، والتى يدرب عليها فى حالة وجود ضيوف رسميين أو ضيف خاص للمؤسسات الرسمية للدولة، حيث تخرج النوت الموسيقية لكافة العازفين، قبل الاحتفاليات بوقت مناسب للتدريب عليها.
يضم البيت الفنى للموسيقى، الخاص بقاعات التدريب والتعلم بإدارة الموسيقات العسكرية، مسرحا كبيرا، وفيه تجمع الفرق والمطربين، للتدريب الجماعى، بحيث تجرى فيه البروفات النهائية، للأعمال التى ستعرض «مسرحيا»، سواء داخل مصر وخارجها، بحيث يضم المسرح عدد كبير من الكراسى، يستوعب الضيوف الحاضرين، سواء كانوا ضيوفا لإدارة الموسيقات العسكرية، أو وافدين يتم تدريبهم داخل مدرسة الموسيقى العسكرية.
وأثناء جولتنا داخل إدارة الموسيقى العسكرية، عزف مطرب شاب مقطوعة نادرة للفنان الكبير فريد الأطرش بعنوان: «مافيناش خاين ولا مأجور»، وغنت لأول مرة عام 1961، وفيها كثير من الرسائل الهامة للغاية، لكل أعداء مصر وأعداء الجيوش الوطنية فى الدول العربية.
تضم إدارة الموسيقات العسكرية، ورشة كبيرة لإصلاح المعدات، وفيها تجرى صيانة الآلات بشكل دورى، يحافظ على الآلات من العوامل البيئية، وكثرة الاستخدام، بحيث تستمر الالة فى أعمال التدريب، وللحفاظ عليها للاستفادة القصوى منها، حيث تجرى تلك الأعمال عبر فنيين، لهم خبرات امتدت لعدة عقود، واستطاعوا أن ينقلوها للأجيال الجديدة.
كما تضم ورشة الصيانة وإصلاح المعدات، قسما خاصا لاصلاح المعدات، التى قد تتضرر فى التدريب، أو فى تلك التى تضررت فى الاحتفالات، بحيث تجرى أعمال الإصلاح، عبر أجهزة متطورة، وذلك بواسطة الفنيين المختصين، حتى أننا خلال الرحلة كان هناك عملية إصلاح للعديد من «الطبل»، وكذلك آلات «الصنج».
تضم إدارة الموسيقى العسكرية، عدة ميادين مفتوحة، وفيها تجرى البروفات الخاصة بالعازفين، من مختلف الفرق الموسيقية، وحيث تجرى أعمال التدريب طوال اليوم، وفق عدد ساعات موضوعة من القيادة العامة للقوات المسلحة، للوصول بالعازفين لأعلى مستويات التدريب، وبالشكل الذى يسمح بمشاركته فى المناسبات العامة، وكذلك المهرجانات الدولية.
وتجهز الميادين، برسومات على الأرض وعلامات «إشارية»، بحيث تنسق عمل العازفين فى الفرق، وكذلك تسمح بتنسيق الفرق مع بعضها البعض، وفى جولتنا الخاصة، كانت بروفات مهرجان الصين تجرى على قدم وساق، للاستعداد لمشاركة فرقة موسيقية عسكرية، فى المهرجان الذى يعد أحد أهم المهرجانات الدولية للموسيقات العسكرية على مستوى العالم.
تضم 3 أقسام: «قسم اعدادى، قسم متوسط، القسم النهائى بالتعليم للمراسم والعزف من الحركة، وكل قسم داخل مدرسة الموسيقات العسكرية»، يتم العمل في قاعات تدريب خاصة ومتطورة، ويتم الاستعانة فى عمليات التدريس بذوى الخبرة من خريجى المدرسة على مدار عقود، وكذلك الضباط الجامعيين، ممن كانت دراستهم فى الموسيقى العسكرية، بالإضافة للتعاون مع معهد الموسيقى العربية، حيث يرسل عدد من أساتذة الجامعات للتدريس للعازفين، ويحصل أيضا العازفين على دورات تدريبية فى المعهد.