كلام متناقض.. السلفيون يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي ويحللون أكل الحلوى
الأحد، 10 نوفمبر 2019 08:00 م
السلفيون اعتادوا افتعال أزمة كل عام مع احتفالات المولد النبوي الشريف واعتباره نوعا من البدعة السيئة، ويحرمون مراسم وفعاليات الاحتفال بهذه المناسبة العطرة، وهو ما يخالفهم فيه الشعب المصري الذي يحتفل ويقيم الليالى على المستوى الشعبى والرسمى، لكن يبقى التساؤل مع تحريم أبناء السلفية هذه المناسبة هل يتناولون حلوى المولد النبوى؟
الإجابة على السؤال السابق: نعم يتناول السلفيون حلوى المولد النبوى، ولكنهم يحرصون على تناولها فى أيام طوال العام، ويحرمونها على أنفسهم يوم المولد النبوى، مبررين ذلك بأن حلوى المولد تتحول فى هذا اليوم من طعام إلى رمز للاحتفال وهذا لا يجوز، على حد قولهم.
من جانبه قال الداعية السلفي محمود لطفى عامر: «كل بدعة ضلالة، فمن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، هذا كلام النبوة، وبناء عليه فكل الموالد سواء مولد النبى محمد أو مولد بدعة، مما أحدثه الناس فى دين الله فمأواه النار».
وعن حلوى المولد النبوى، قال: «الحلوى فى ذاتها حلال لكن ارتباطها بطقوس دينية فلا، فمن يرغب فى أكلها يفضل شرائها فى غير أيام الموالد، خاصة إذا كان المشترى داعية أو عالم فى الدين»، متابعًا: «الاحتفال بالمولد مسألة والحلاوة مسألة، فالأولى حرام، والثانية حلال طالما لا ترتبط بطقوس دينية لذا قلت الأفضل شرائها فى غير أيام الموالد».
واتفق مع الرأى السابق، الشيخ سامح عبد الحميد القيادى بالدعوة السلفية، قائلا: «نحن نأكل الحلوى المكونة لعلب حلوى المولد النبوى كالسمسمية والحمصية والفوليه طوال العام، حيث أنها متوفرة لدينا بمحافظة الاسكندرية، ولكننا نحرص على عدم تناولها خلال أيام الاحتفال بالمولد النبوى»، مضيفًا: «تناول الحلوى فى أيام المولد النبوى لا يصح لأنها خرجت من فكرة أنها طعام وأصبحت رمزا للاحتفال».
واتفق أيضا مع الرأيين السابقيين الداعية السلفى حسين مطاوع، رغم اختلافه مع منهج الدعوة السلفية وتوجيه انتقاد شديد لها، قائلا: أنا عن نفسى بعشق الحلويات، لكن تخصيصها في يوم محدد ليس من السنة.
الجدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية كان قد أكد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن بنفسه الشكر لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم، وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم - بل من المندوبات له - ألا يمرَ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا، وقد تعارف الناسُ واعتادوا علىٰ أكل وشراء أنواعٍ من الحَلوىٰ التى تُنسب إلىٰ يوم مولدِهِ ﷺ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟!، ومن يجرؤ علىٰ تقييد ما أحله الله تعالىٰ لخلقه مطلقًا؟! والله تعالىٰ يقول: {قُلْ مَنْ حَرَمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ والطَّيِبَاتِ مِنَ الرِزْقِ…}.
وتابع المركز: ما وجه الإنكار علىٰ إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ صلى الله عليه وسلم، وعليه؛ فلا بأس بشراء وأكل حلوىٰ المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة علىٰ الأهل فى هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه ﷺ للدنيا، وقد أخرج اللهُ تعالىٰ الناسَ به من الظلمات إلىٰ النور.