الملحق الثقافي المصري في روما: تعليمنا في مصر «كويس جدا» والإيطاليون مبهورون بمستوى طلابنا

بداية.. كيف تقيم عن العلاقات المصرية الإيطالية؟ 

 

العلاقات المصرية الإيطالية تاريخية وهى علاقة صداقة أطلق عليها علاقة «العيش والملح»، وهو مصطلح فرعونى قديم يكشف حجم العلاقة الوطيدة التى تحرص على كشفها العديد من الجمعيات الإيطالية التى تدرس علم المصريات، وتقوم بفك الطلاسم والكشف عن عبقرية الدولة المصرية القديمة والحديثة فى بناء الاهرامات.

 

وقام المكتب بتنظيم رحلتين لجمهور المكتب لاستكشاف المسلات المصرية فى روما، وقام المكتب بتنظيم العديد من المعارض الفنية لفنانين مصريين وأساتذة وفنانين إيطاليين ودوليين عن الآثار المصرية، بجانب أمسية «مصر فى عيون ايطاليا» التى تمحورت حول دعوة أساتذة وكتاب إيطاليين عاشوا فى مصر وتم دعوة سفراء وملحقين ثقافيين سابقين وأساتذة جامعيين للمشاركة فى الندوة، وأبهر أربعة عازفين إيطاليين  الحضور بعزف مقطوعات لأم كلثوم. 

هل فى أى فترة تأثر أداء المكتب الثقافى المصرى بتداعيات سياسية بين البلدين؟
 

يعمل المكتب فى إطار الدبلوماسية الثقافية ولا يعنى بأى نشاط سياسى، ولقد نجحنا فى الهدف الرئيس للمكتب، حتى أنه تم ضم المكتب الثقافى المصرى على موقع البلدية كمقر ثقافى وترفيهى مما يدل على قيامنا بدور كبير.

 

ويقوم المكتب الثقافى المصرى فى روما بدور كبير فى مفصلة الدبلوماسية المصرية حيث يعمل على عدد من الملفات، على رأسها تنظيم الفعاليات الثقافية، والتعاون العلمى والتعليمى بين مصر وإيطاليا، والإشراف على الدراسين المصريين بدولة المقر على كل المستويات، سواء دارسين على نفقتهم الشخصية، أو مبعوثين، بجانب ملف الإشراف على امتحانات ابنائنا فى الخارج والذى يعد من أهم الملفات. وللعلم فإن المكاتب الثقافية معنية بـ6 ملفات ثقيلة وتحتضن الباحثين والدراسين جميعا، ويصل عددهم فى إيطاليا إلى 10 آلاف طالب، بمختلف المراحل التعليمية، من توثيق شهادات ومتابعة، مع الجهات المصرية والإيطالية فى إطار النظم واللوائح السارية. 

 

كيف تقيمين أداء الطلاب المصريين بإيطاليا؟

 

عندما توليت العمل فى 2016، كانت لجان امتحانات أبنائنا فى الخارج تعقد فى ثلاث مدن كبرى وهى روما وميلانو وتورينو، وكان لدينا فى ذلك الوقت 3800 طالب، وتم عقد لجنة تورينو عن العام الدراسى 2017-2018 فى جامعة البوليتيكنيكو وتقديرا منهم لمصر ومستقبل الطلاب المصريين حيث تم فتح الجامعة خلال إجازة أعياد القيامة، وعقدت الامتحانات بنجاح، أما العام الدراسى السابق 2018-2019 فقد تقدم للامتحانات حوالى 5200 طالب، وصدر قرار بضم لجنة مدينة تورينو إلى لجنة ميلانو حرصا على حسن سير عملية الامتحانات ومراعاة صالح أبناء الجالية المصرية.

كيف تقيمين قرار ضم الإشراف العلمى للمكاتب الثقافية لأى طالب مصرى؟ 
 

هذا القرار يضمن الحماية لأبنائنا المسافرين على نفقتهم الخاصة وتأمين لهم، خاصة أنهم فى فترة عمرية لا تستوعب الغرض من هذه الحماية، ولا تستوعب حجم المخاطر التى يمكن أن يتعرضوا لها.

 

وما هى الفرص التعليمية المتوفرة للطلاب المصريين فى إيطاليا؟ 

 

فرص التعليم فى إيطاليا متاحة للجميع سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى أو فى مراحل الدراسات العليا وفى كل الأحوال يلعب المكتب فيها دورا كبيرا، حيث إن المكتب يقوم بمسح يومى لكل المواقع التابعة لوزارة التعليم الإيطالى التى تضم كل الفرص والمنح الخاصة بالجامعات الايطالية المعتمدة ويتم نشرها أولا بأول على موقع إدارة البعثات المصرية لتعريف الطلاب المصريين بها، وتم تصميم رابط مخصص للمنح الإيطالية والتى أغلبها منح ماجستير ودكتوراه.

 

وهل هناك فرص للحصول على منح فى مرحلة بكالوريوس؟

 

لا يوجد تعليم جامعى مجانى فى إيطاليا، لكن توجد حزمة من المنح، بدءا من دعم مقاطعة، مرورا بدعم الاتحاد الأوروبى أو دعم من جهة بحثية أو مصنع بعينه.

 

وما هى خطوات قبول الطلاب الوافدين للدراسة بإيطاليا؟

 

أولى هذه الخطوات وأهمها بعد اختيار مجال الدراسة المنشود يتم تقديم الأوراق والتأكد من التدرج التعليمى للطالب المصرى وهو الـ 12 عاما دراسيا قبل الالتحاق بالجامعة ويتم إصدار هذه المعاملة والتصديق عليها من قبل القنصلية الإيطالية فى القاهرة.

 

بعد ثلاث سنوات هل تجدين فجوة كبيرة بين التعليم المصرى والأوروبى؟

 

بالعكس، تعليمنا فى مصر «كويس جدا» بصفة عامة، وتعليمنا زهيد وتتلمذنا على يد أساتذة أجلاء، والمحتوى العلمى قوى جدا، وبرامجنا قوية، والأساتذة الإيطاليون يشيدون بطلابنا، ووفقا لتقارير المشرفين، فإن الطلبة المصريين متميزون جدا فى مجالى الهندسة والطب بمختلف التخصصات، ويشيد بهم الأساتذة لأنهم يتميزون بقدرات كبيرة، ومهارات إبتكارية، وتم تزكية اثنين من المبعوثين المصريين فى مارس الماضى لحضور منتدى التعليم العالى الدولى فى مصر بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتم إرسال عدد منهم فى مجال البحوث الجيوفزيقية والطب، وقدموا أبحاثا اشاد بها الجانب الإيطالى، كذلك يتميز الطلاب المصريون فى مجال تعلم اللغات، حتى أن الأساتذة الإيطاليين قالوا «لو عندنا إيطاليين يتعلموا اللغة العربية مثلكم لاختفت مشاكلنا» وهذه أكبر إشادة بمستوى تعليم اللغة الايطالية فى مصر.