جمعة طوغان الفائز بجائزة مصر للتميز الحكومي: مياه الصرف الصحى كنز مهدر
الأحد، 10 نوفمبر 2019 07:00 صريهام عاطف
«رغم كافة الصعوبات التى تواجهنى، مستمر فى البحث والتطوير لإخراج منتج مصرى مستدام يحل مشكلة الصرف الصحى بطريقة مصرية غير مسبوقة ومبتكرة، تجنب المواطنين التلوث وانتشار الأمراض، وتوفر مصدرا للطاقة والأعلاف، وتوفر فرص عمل منتجة».
بهذه الكلمات بدأ جمعة طوغان، المهندس الزراعى بالإدارة العامة للموارد المائية والرى بالجيزة، والفائز بالمركز الأول بمسابقة مصر للتميز الحكومى، فئة التميز الفردى لجائزة الابداع والابتكار، من بين 157 فكرة و72 بحثا، حديثه لـ«صوت الأمة»، مشيرا إلى أن ترشحه للمسابقة فى دورتها الأولى جاء بدعم من وزير الرى.
وأضاف «طوغان»: «ساندنى وزير الرى لإيمانه بقيمة العمل الذى أريد تحقيقه، حتى أنه قام بزيارة التجربة التى نفذتها فى مقر عملى بهندسة رى الجيزة بالبدرشين، وكلف المركز القومى لبحوث المياه بعمل نموذج لدراسته وعمل الاختبارات عليه، وبالفعل تم تنفيذه فى أكثر من منطقة جغرافية مثل السد العالى فى أسوان، ومبنى محافظة المنيا، وقرية فجنون بالجبزة، وفى محافظة الفيوم، كما تم تكريمى فى 2018 فى يوم ترشيد المياه وتلقيت دورة تدريبية بدولة الصين لتعميم الابتكار»، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم بالمسابقة ضمت أعضاء من أبرز منظمات التميز والجودة، كمنظمة الجودة الأوروبية EOQ، المنظمة الآسيوية للجودة APQO، وخبراء تطبيق منظومة التميز الحكومى الإماراتى، بالإضافة إلى خبرات عملية فى مجالات متنوعة على مستوى دولة الإمارات، كما تمت عملية التقييم باستخدام نظام إلكترونى ذكى بهدف ضمان حوكمة ودقة النتائج وتسهيل عملية التقييم وذلك كله تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى.
وعن تفاصيل الاختراع، قال «طوغان» إنه اعتمد فى بحثه على فكرة جديدة للمعالجة الفورية المنزلية لمياه الصرف الصحى التى تعد كنزا مهدرا لا يتم استغلاله، وذلك عن طريق تقليل زمن التلامس بين المادة العضوية «الإخراج»، والمياه وتشمل الفصل السريع للمواد الصلبة قبل إتمام الذوبان ومنع التحلل فى المياه ثم طبقات اعتراضية للملوثات للتنقية لعزل المواد الصلبة فى بيئة مثلى للتحلل بعيدا تماما عن المياه، ثم تعقيم المياه الخارجة من الوحدة المنزلية بما يسمح بإنشاء شبكات سطحية دون الحاجة إلى غرف تفتيش ومطابق ومحطات رفع أو محطات معالجة تقليدية، بل محطات صغيرة، حيث تتم الاستفادة من تلك المياه لسد العجز فى مياه الرى كحل لمشاكل نقص المياه ومواجهة أزمة سد النهضة ومنع التلوث نهائى، وخفض منسوب المياه الجوفية وتوفير فرص عمل للشباب من خلال منظومة إنتاجية تقوم على تنفيذ وصيانة وتشغيل شبكة الصرف فى كل قرية، مقابل اشتراك شهرى على غرار شركات مياه الشرب والصرف الصحى، وإنتاج أعلاف خضراء وبروتين حشرى من خلال مشاريع تربية ديدان الأراضى وحشرة الجند الأسود، كذلك يمكن إنشاء مفعل لإنتاج البيوجاز كمصدر مستدام للطاقة فى كل قرية، كما تقوم الشركة بأعمال النظافة والتشجير من خلال زراعة نبات البامبو على جسور شبكة المصارف الزراعية، حيث يعمل البامبو مع الأوزلا وغيرها من النباتات على تنقية المياه وتوفير مصدر دخل اقتصادى ذات عائد كبير للشركة.
وطالب «طوغان» من القائمين على المسابقة التنسيق بين الجهات المسئولة عن مياه الصرف الصحى مثل وزارة الاسكان ممثلة فى الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى، ووزارة الرى المسئولة عن قبول ورفض نوعية مياه الصرف، وكل من وزارتى الصحة والبيئة لوضع التكنولوجيا المصرية الجديدة موضع التنفيذ خاصة أنها منخفضة التكاليف وتعميمها لوضع حد للمشاكل الكبيرة التى تعانى منها القرى المصرية، وحتى فى المدن التى بها شبكات صرف صحى، متمنيا فى نهاية تصريحاته أن يكون هدف هذا المنتج المصرى تصديريا تقوم الحكومة بتسويقه خارج البلاد خصوصا فى دول إفريقيا.