منذ نحو 70 عاما، وبالتحديد عام 1949، كشف الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، فى مقال له نشر فى جريدة "الأساس" المصرية فى عدد 2 يناير من العام سالف الذكر، يهودية مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، موضحا أن أصوله مغربية، وشبه دعوات الإخوان بالدعوات الإسرائيلية>
المقال كالتالي: "الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة فى التنظيم هى التى توحى إلى الذهن أن نسأل: لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين؟! السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، ويزداد تتأملنا فى موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟، أن احدًا فى مصر لا يعرف من هو جده على التحديد؟ وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن والده كان "ساعاتي"، والمعروف أن اليهود فى المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعتهم المألوفة، وإننا هنا فى مصر نكاد نعرف "ساعاتي" كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود".
مؤسس الإخوان كان يراسل الحاخامات فى إسرائيل
دورية "فلسطين اليوم" فى عددها الصادر فى فبراير 2013 كشفت عن مخاطبات تمت بين حسن البنا، وبين حاخامات وكبار الطائفة الإسرائيلية، والتى وضح فيها بجلاء أن الإخوان كانوا على وعى تام بالدور الصهيونى ليهود مصر، وأن موقف يهود مصر اتسم بالغموض والمراوغة من الناحية الرسمية فلم يتخذوا موقفا واضحا ولو ظاهريا مؤيدا لعرب فلسطين.
ورغم وضوح موقف يهود مصر الذين هجروا إلى إسرائيل، ودورهم فى قيام دولة الكيان الصهيوني، لم ينسى الإخوان علاقتهم الوطيدة بهم، حتى أن القيادى الإخوانى البارز عصام العريان، خرج بتصريحات مستفزة، أثناء فترة حكم المعزول محمد مرسى العياط، فى سدة الحكم، يطالب فيها عودة اليهود المصريين من إسرائيل، واسترداد أملاكهم، مما سيفسح المجال للفلسطينيين للعودة إلى أراضيهم، على حد تعبيره، قائلا: "كل مصرى له الحق فى العودة لبلده.. وأطالب يهود مصر بالرجوع، لأن بلدهم أولى بهم من إسرائيل"، متسائلا فى الوقت ذاته "(جمال) عبدالناصر طردهم ليه؟، وكان تلك التصريح أحد غرائب تصريحات قيادات الإخوان، فكيف يخرج أحدهم ويطلب عودة مواطنين عاشوا فى أحضان الكيان، وأصبحوا جزء من الصهيونية، كما أقحم فى حديثه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رغم أنه لا يوجد أى دليل تاريخى يقر بأن ناصر طرد اليهود من مصر، وتعرضت الجماعة التى كانت تحاول مغازلة الكيان الصهيونى، على غرار كلمات المعزول "عزيزى شيمون بريز" للهجوم، واعتبر عدد كبير من المحللين حينها أن عودة اليهود لمصر يترتب عليه، إن حدث، تعويضات ضخمة من الدولة.
المذيع الإخوانى محمد ناصر، خرج علينا فى حلقة من برنامجه ليغازل أيضا اليهود ودولة الكيان الصهيونى، بعدما ادعا إنه شاهد فيلما تسجيليا لسيدة يهودية إسرائيلية من أصل مصر وهى تتكلم مصرى مثل المصريين وإنها تأكل الملوخية وتحبها وتكره عبد الناصر وتتكلم عن تلك الحقبة بكل مرارة، مدعية أن عبد الناصر أخذ أموالهم، وهى بالطبع ادعاءات لا أصل لها ولا دليل عليها، مؤكدا فى الآن ذاته أن لهؤلاء اليهود الحق فى المطالبة بتعويضات كبيرة، وأنه من الممكن أن تتبنى تركيا حملة لمن أجل هذا الأمر.