لو لم يكن كوبري أكتوبر موجودًا !!
الإثنين، 04 نوفمبر 2019 03:18 م
لا يُمكن أن تكون موجودًا بالقاهرة دون أن تمُر عليه سواء يوميًا أو حتى على فترات مُتفرقة، فهو بمثابة العمود الفقري للمحافظة حيث يربط بين جميع أحياءها بشكل يُوفر الوقت والكثير من العناء، ذلك الأمر الممتد حتى للحظتنا الحالية على الرغم من أنه تم تنفيذه من سنوات.
كوبري أكتوبر الذي مثل لفترة طويلة أبرز المشروعات التي تم تدشينها في عالم الطرق وخاصة بإفريقيا، وربما واقعة الأمطار الأخيرة بأكتوبر الماضي والتي على أثرها حدث نوع من الشلل المروري في منطقتي مدينة نصر ومصر الجديدة تحديدًا؛ جاءت لتُبرهن على مدى أهمية هذا الكوبري الذي بتوقفه تأثرت العديد من الأماكن والأحياء بالقاهرة والجزيرة.
في تلك اللحظة التي علقت بها أعلى هذا الكوبري، سرحت قليلًا متأملة ماذا لو لم يكُن كوبري أكتوبر موجودًا من الأساس؟!.. ماذا لو كان تم إلغاء المشروع جراء ما تعرض له من هجوم وتأفُف بسبب رؤية البعض بأنه ليس ذو أهمية وأن هناك مشروعات أولى بما تكلفه هذا المشروع؟!.. بسهولة تأتيك الإجابة بأن الأمر كان سيكون أكثر صعوبة وإرهاقًا لمن هم ينتقلون عليه كوسيلة رئيسية للذهاب إلى عملهم يوميًا أو لقضاء مصالحهم التي بطبيعة الحال تتركز في منطقة وسط البلد.
حتى بعد النجاح في رحلة الوصول إلى مدينة نصر من خلال كوبري أكتوبر كانت المعاناة متواصلة لتوقُف طريق النصر بسبب تكدس مياه الأمطار والتي بدورها أثرت على الحالة المرورية حتى تم احتواء الأزمة من قبل المؤسسة المعنية، ولكن بقى المرور متأثرًا وهو ما كان طبيعيًا نظرًا للتكدس لساعات عدة وإغلاق بعض الطرق مثل طريق صلاح سالم، فيما كان هناك بديلًا حيث كوبري الفنجري الجديد، والذي مثل منفذًا لعدد كبير من السيارات للوصول إلى أهدافهم، ما خفف بدوره التحميل على الشوارع والطرق الأخرى.
لعل هذا الموقف كان شخصيًا فقد مررت به مثلي مثل الكثيرين في ذاك اليوم، ولكنه دفع بي بالتفكير في الأمر من منظور أكبر وأشمل مُدركة بأن الفرد في الغالب تكون رؤيته ضيقة مقارنة بتخطيط دولة يقع نصب أعينها جميع المعطيات والدراسات والمؤشرات التي على أساسها يتم اتخاذ القرارات والبدء في تدشين المزيد من المشروعات.
لقد شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة تدشين عدد من الطرق والكباري التي وفرت الكثير من الوقت والجهد عن كثيرين وهو أمر ملموس بالنسبة للمستخدمين لها، خاصة في ظل زيادة التعداد السكاني وكثرة الاختناقات المرورية التي ربما مع مرور سنوات أخرى تدفع بإدراك قيمة وأهمية تلك المشروعات، والإشادة بمن فكّر ونفّذ رغم ما يُواجهه من صعوبات وتحديات تصل إلى حد الاساءة، ولكنه لم ينظر أو يهتم في سبيل تحقيق التنمية وصالح الشعب المصري حتى وإن كان على حساب نفسه.