دراسة حديثة تثبت أن الكلاب تقلل خطر الوفاة لأصحابها

اعتاد الأب أن يحذر نجله من تربية الكلاب، فطالما كان متخوفًا من أن يصيبه عدوى مرضية نتيجة احتكاكه المباشر معهم، ولكن غالبًا ما حاول الابن أن يغير مفهوم أبيه ودائمًا ما كان معترضًا على رأيه، بل وصل الأمر لعدم الامتثال لتعليماته عندما طلب منه تسريح كلبه، حتى فوجئ ذات يوم أن الأب يخيره ما بين تنفيذ قراره بطرد الكلب، أو طرده هو شخصيًا من المنزل، ما دفع الابن للإحباط والإصابة باليأس، حتى وجد أبوه ذات يوم قد غير رأيه تمامًا، بل أضحى مرحبًا بتربية الكلب، ما أثار الغرابة لدى الابن، فقرر سؤال والده عن سبب التغير المفاجئ، ليفاجئه الأب بإجابته أن اعتقاده لم يكن خاطئًا فقط بل عكسيًا.

الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا يعتقدون أن تربية الكلاب غالبًا ما تصيب مربيها بأمراض نتيجة احتكاكهم المباشر، نظرًا لاحتمالية تعرضهم لميكروبات، ولكن هذا غير صحيحًا وفقًا لما ذكرته دراسات علمية حديثة، فقد أكد علماء أمريكيون أن الكلاب لها تأثير إيجابي على صحة أصحابها وربما تطيل حياتهم.

وتظهر الدراسة التي أجراها متخصصون ونشروها في مجلة الدورة الدموية، أن وجود كلب في المنزل يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 24%، وذلك بناءً على دراسة بيانات 10 تجارب أجريت على مدى 10 سنوات بمشاركة 3.8 مليون شخص. وأوضح الباحثون، أن تربية الكلاب مفيدة لمن يعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث ذلك يقلل مخاطر الوفاة بنسبة 31%.

وأشار أخصائي أمراض القلب دروف كازي، إلى أن الحيوانات الأليفة تساعد أصحابها على التخلص من القلق والشعور بالوحدة وتحسين تقييم الذات والمزاج، فضلاً عن الصحة النفسية العامة، وأيضًا ممارسة النشاط البدني بانتظام، لأن الحيوان غالبًا ما يحتاج إلى المشي، ما يجعل أصحاب الكلاب يقضون وقتًا أكثر من غيرهم في الهواء الطلق، مما يؤثر أيضًا على أحاسيسهم.