بعد أكبر احتجاجات منذ سقوط صدام.. متى تنتهى مظاهرات العراق؟
السبت، 02 نوفمبر 2019 07:00 ص
وصلت أعداد المتظاهرون العراقيون لمئات الألاف في مناطق مختلفة، وأكثرها في وسط العاصمة بغداد في ساحة التحرير، للمطالبة برحيل النخبة السياسية، وتعتبر هذه المظاهرات الشعبية هي الأكبر في تاريخ العراق منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل 16 عاما.
تسارعت وتيرة الاحتجاجات العراقية منذ عدة أيام، الأمر الذي أدى لمقتل 250 شخصا على مدار الشهر الماضي، فزادت الأمور سوءا، حيث ارتفعت أعداد المتظاهرين وجذبت حشودا ضخمة من مختلف مكونات المجتمع لرفض الأحزاب السياسية التي تتولى السلطة منذ عام 2003، وقد نصب الآلاف خياما في ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية بغداد، وانضم إليهم آلاف آخرون، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأمس الجمعة، كشفت مصادر في الشرطة والمستشفيات، أن أكثر من 50 شخصا أصيبوا خلال الليل وصباح الجمعة وبحلول الظهيرة خلال مواجهات مع قوات الأمن العراقية، وذلك بعد أن تحرك المئات في مسيرة إلى الساحة من الشوارع الجانبية، منددين بالنخب التي يتهمونها بالفساد ويقولون إنها تأتمر بأمر القوى الأجنبية ويحملونها المسؤولية عن تردي أوضاع المعيشة.
واندلعت المظاهرات العراقية في 1 أكتوبر الماضى، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ثم وصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة.
ورفض المتظاهرون أيضاً التدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني، واجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 275 شخصا بضمنهم أفراد من قوات الشرطة منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص أخرين، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الانترنت.
وتعتبر هذهِ الاضطرابات هى الأكثر فتكا في العراق منذ انتهاء الحرب الأهلية ضد تنظيم داعش الإرهابي في ديسمبر 2017. وتأجلت التظاهرات لفترة لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام الحسين، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 أكتوب، وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أول حصيلة مجمعة للقتلى السبت 26 أكتوبر، وهم 63 شخصاً وإصابة 2592 بجروح .
وحاول الرئيس العراقي برهم صالح، احتوائه للمظاهرات، فخرج في خطاب مسجل الخميس، يعلن فيه موافقته على إجراء انتخابات مبكرة، وأن شرعية الحكم تأتى من الشعب، وأواصل اللقاءات مع مختلف القوى من أجل تحقيق الإصلاحات المنشودة، ويحمى الأمن فى البلاد، موضحا أن رئيس الوزراء وافق على تقديم استقالته شرط تجنب أى فراغ دستورى، وتوقع تقديم مشروع قانون الانتخابات الجديد الأسبوع المقبل، معلنا أيضا تأييده للتظاهرات السلمية والمطالب المشروعة وإنصاف القطاعات المظلومة من أبناء العراق، مشددا على رفضه التام لاستخدام العنف ضد المتظاهرين.