سر الـ «البطاطا» واستقالة وزير العدل الياباني

فى صفعة جديدة لرئيس الوزراء اليابانى شينزو أبى، تسببت هدايا انتخابية، فى تقديم وزير العدل كاتسويوكى كاواى استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، بعد أيام من استقالة وزير التجارة والصناعة السابق إيشو سوجاوارا، ليصبح ثانى وزير يتقدم باستقالته من الحكومة خلال أسبوع، على خلفية ما تردد أنه انتهاكات لقانون الانتخابات، وأنباء عن فضيحة تلقى هدية، فى خطوة تشكل إحراجا لشينزو أبى، الذى سيصبح أطول رئيس حكومة بقاء فى السلطة فى غضون أسابيع قليلة، حيث شكلت الوزارة حديثا بعد تقديم استقالتها بداية سبتمبر الماضى، بسبب تخطيط "آبى "بإجراء تغيرات فى الحكومة بعد فوز الحزب الذى يتزعمه بانتخابات مجلس الشيوخ بالبرلمان يوليو الماضى، وأيضا قبل زيادة ضريبة المستهلك المقرر تنفيذها أكتوبر الحالى إلى 10 % .

فضيحة "البطاطا" تطيح بوزير العدل اليابانى

بدأت القصة عندما نشر تقرير بأن مكتب وزير العدل اليابانى قدم هدايا مثل البطاطا (البطاطس) والذرة للناخبين، وأشار التقرير الذي نشرته "مجلة شوكان بونشون" الأسبوعية، إلى أنه بالإضافة إلى قيام كاواي بتوزيع ثمار على الناخبين تشمل المانجو وهي فاكهة مرتفعة الثمن عادة في اليابان، دفعت زوجته أنري كاواي وهي عضو في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي لموظفي الحملة الانتخابية أكثر من المبالغ التي يجيزها القانون عندما فازت الزوجة بمقعد فى المجلس فى يوليو الماضى.

 

وذكرت المجلة أنه خلال الحملة الانتخابية، دفع الزوجان للموظفين بدلات يومية تتجاوز الحد الأقصى لهذه البدلات، وأنكر كاواى الاتهامات، وقال إنه لا يعلم هو أو زوجته أى شىء عن هذه المزاعم ونفى مخالفة أى قانون مضيفا أنه قرر الاستقالة على الفور لتجنب الأضرار التى قد تلحق بالنظام القضائى بسبب فقدان ثقة الرأى العام.

وزير العدل يسلم استقالته

وقال وزير العدل اليابانى بعد تسليم استقالته لرئيس الوزراء صباح اليوم "لقد تحملت المسئولية كوزير للعدل لأننى تسببت فى وضع يمكن فيه أن تتعرض ثقة الشعب فى القانون للتقويض، وأضاف "لا أعلم أنا ولا زوجتى شيئاً عن الاتهامات.

 

كما أشارت المجلة أن كاواى كان مسئولاً عن الحملة الانتخابية لزوجته فى انتخابات مجلس المستشارين التى جرت في يوليو الماضي.

 

يذكر أن وزير العدل اليابانى، وهو عضو في مجلس النواب عمل سابقاً مستشاراً لرئيس الوزراء لشئون السياسة الخارجية، قد تولى منصبه أوائل سبتمبر الماضى.

 

من جهته، قال رئيس الوزراء، شينزو آبى "أتحمل المسئولية لأننى عينته، وأعتذر للشعب اليابانى.

 

وكانت هذه هى المرة الأولى التى يشغل فيها أى من الرجلين منصب وزير، ويقول محللون إنه فى حين أن استقالتهما قد تشكل إحراجا لآبى، فمن غير المرجح أن تسبب ضررا دائما نظرا لعدم وجود منافسين أقوياء وضعف المعارضة.

البطيخ يطيح بوزير التجارة والصناعة اليابانى

ولم تكن هذه هى الاستقالة الأولى فى حكومة رئيس الوزراء شينزو أبى، فسبقها بأيام قليلة استقالة وزير التجارة والصناعة السابق إيشو سوجاوارا، بعدما واجه مزاعم بارتكاب انتهاكات لقوانين تمويل الحملات الانتخابية، حيث أعلنت وسائل الإعلام اليابانية أن الوزير، إيشو شوجاوارا، أهدى ناخبين في دائرته في العاصمة طوكيو أصنافا باهظة الثمن من البطيخ الأصفر والبرتقال وبيض السمك، وأضافت أيضاً أنه عرض مبلغ 20 ألف ين، أى ما يعادل 185 دولاراً، على عائلة أحد أنصاره على سبيل التعويض.

 

وظهرت أولى المزاعم أيضا فى مجلة "شوكان بونشون"، التى نشرت قوائم بالهدايا التى أرسلها مكتب شوجاوارا، وكذلك رسائل شكر يُعتقد أنها من أشخاص وصلتهم هدايا، من جهته قال الوزير إنه لم يتأكد بعد من مخالفته القانون، ولكنه قرر التنحى.

 

هذا ويحظر قانون الانتخابات في اليابان على المرشحين منح أى هدايا للناخبين في دوائرهم الانتخابية.

فضيحة فساد في اليابان تطال زوجة شينزو آبى

ولم تكن هذه أول مرة التى لحقت الحكومة فضائح فساد، ففى العام الماضى تعرض رئيس الوزراء لانتقادات واسعة بعدما ذكرت الصحف اليابانية، أن وزارة المالية اعترفت بأنها صححت وثائق حول بيع قطعة أرض بسعر أقل بكثير لمؤسسة تعليمية مرتبطة باسم زوجة رئيس الوزراء شينزو آبي.

 

وأفادت بأن التصحيح تناول 14 وثيقة، وأزيل منها اسم آكى آبى، وامتنع وزير المالية تارو أسو وغيره من كبار مسئولى الدولة وقتها عن التعليق.

 

أما أمين مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا فقال، إن "وزارة المالية تجري تحقيقا تفصيليا.

 

من جهتها، قالت وكالة "كيودو" اليابانية إن واقع تصحيح هذه الوثائق قد يصبح حجة بالنسبة للمعارضة، ونقلت الوكالة عن مصدر فى الحكومة، أن تصحيح الوثائق تم بأمر من قيادة الوزارة وقبل إحالتها إلى البرلمان.