رغم كلمة الرئيس «عون».. لماذا تستمر مظاهرات اللبنانيين؟
الجمعة، 01 نوفمبر 2019 09:00 ص
فجرت استقالة سعد الحريري، رئيس الحكومة في لبنان، الثلاثاء الماضى، أزمة كبرى، تتمثل في فراغ السلطة، وهو ما يؤدى إلى ضرورة ملئها في ظل تناحر بين الفرقاء اللبنانيين سواء في الطوائف المتعددة أو التيارات الحاكمة.
ليبقي سؤال هام وهو: هل ستوقف هذه الاستقالة المظاهرات؟.. الإجابة كانت لا، لقد استمرت التظاهرات حتى الساعات الأولى من اليوم، حيث يصر المتظاهرون على تحقيق مطالبهم كافة وعلى رأسها تشكيل حكومة تكنوقراط.
وحتى أمس الخميس، خرج الرئيس اللبناني ميشال عون، في كلمة متلفزة للشعب اللبناني، ليشرح ما تم التوصل إليه لحل أزمة لبنان، داعيًا إلى تشكيل حكومة جديدة من وزراء ذوي كفاءة وخبرة، مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق في البلاد أسبوعه الثالث، وإصرار المتظاهرين على حكومة من المستقلين وأصحاب الخبرات خارج الأحزاب التقليدية.
وعن آلية اختيار الحكومة الجديدة، قال ميشال عون: يجب أن يتم اختيار الوزراء والوزيرات وفق الكفاءة والخبرة، وليس وفق الولاءات السياسية واسترضاء الزعامات، مؤكدا أن لبنان عند مفترق خطير، خصوصا من الناحية الاقتصادية، مضيفا أنها بأمس الحاجة إلى حكومة منسجمة قادرة على الإنتاج، لا تعرقلها الصراعات السياسية والمناكفات، ومدعومة من شعبها.
وتمكن المتظاهرون من إيصال صوتهم المنادي بمكافحة الفساد وإقامة دولة مدنية حديثة، تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة، بحسب عون الذي تعهد ببذل كل الجهود لإقامة الدولة المدنية العصرية، والتخلص من براثن الطائفية، مضيفًا: يبقى إيماني بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد إلى الدولة المدنية العصرية، حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس لزعماء الطوائف"، متعهدا بالمضي قدما لإقرار قانون موحد للأحوال الشخصية.
ورغم استقالة الحكومة وكلمات عون المطمئنة، إلا أن المتظاهرين لم يتوجهوا لمنازلهم، فالأسباب التي تجعل الشارع اللبناني متمسكًا بمواصلة التظاهر، لازالت موجودة بحسب الباحثة السياسية، رندى يسير، التي أكدت أنه من غير المقبول التوقف عن الاحتجاج بمجرد تحقيق مطلب واحد فقط، وهو استقالة الحكومة، فالحراك ما يزال مستمرا بكل المطالب التي ظهرت منذ اليوم الأول، وهو استقالة الحكومة هو مطلب بسيط مقارنة مع المطالب الأخرى، فاللبنانيون يحاولون أن يشيروا في رسالة واضحة إلى أن الموضوع لن يقف عند استقالة الحريري وحكومته، فالمطلب الحقيقي يتجلى في إسقاط السلطة بالكامل.
والمظاهرات اللبنانية التي انطلقت في الـ17 من أكتوبر الماضي، بشكل عفوي دون ظهير سياسي أو دعوات احتجاجًا على فرض ضريبة على وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحولت لمظاهرات عارمة بمختلف مناطق لبنان مطالبين بإسقاط الحكومة وكل الطبقة السياسية ومحاسبين المسؤولين عن الفساد المنتشر وانهيار الاقتصاد اللبناني رافعين شعار «كلكن يعني كلكن».
وانطلقت المظاهرات اللبنانية بدافع وطني واجتمع المتظاهرون تحت راية بلدهم في مشهد مثل أرضية وطنية خالصة بعيدًا عن الطائفية والانقسامات المعهودة في لبنان، بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة طارق فهمي، الذى أكد أن المظاهرات اللبنانية لم تكن لها ظهير سياسي ولا قوة فاعلة فيها إلا للشعب ما تسبب في اتساع خارطة الاحتجاجات في لبنان "ليست ملونة ولا تتبع تيار بعينه لكنها شملت كل قوى وأطياف الشعب اللبناني بدون تسييس أو تلوين للمظاهرات.