النظام vs المعارضة.. لماذا فشلت أولى جلسات اللجنة الدستورية السورية؟
الجمعة، 01 نوفمبر 2019 06:00 ص
بدأت الأربعاء في جنيف اجتماعات، اللقاءات التحضرية للجنة الدستورية السورية بحضور وفدين من النظام السوري والمعارضة، أحمد الكزبرى ممثلا عن حكومة سوريا وهادي البحرة ممثلا عن المعارضة، وبحضور 150 عضوا من الطرفين، وهو ما يعد أول نجاح ملموس للمبعوث الأممى لدى سوريا جير بيدرسون منذ توليه منصبه فى يناير الماضى.
ووصل أعضاء اللجنة الدستورية، من النظام والمعارضة والمجتمع المدنى- 50 عضوا من كل جهة- إلى مقر الأمم المتحدة فى جنيف الخميس، وذلك للاستماع إلى وجهات نظر المشاركين والاقتراحات المتعلقة بسير العمل وتخطيطه، على أن تبدأ اجتماعات اللجنة المصغرة المعنية بالصياغة والتى تتألف من 45 عضوا مع بداية الأسبوع المقبل لتكون البداية العملية الحقيقية والخطوة الأولى، نحو إعداد دستور سورى جديد أو إجراء تعديلات أو إصلاحات على الدستور الحالى.
وكان مقررا أن تبدأ أولى الاجتماعات الرسمية، الخميس، وهى خطوة مهمة لتمهيد الطريق أمام إصلاحات سياسية وانتخابات جديدة في سوريا التى عانت من الخراب والدمار الذى استمر ثمانية أعوام، وأودت بحياة مئات الآلاف من القتلى وأجبرت الملايين من أبناء الشعب السورى على النزوح.
ويوم الافتتاح الرسمي لقعد هذه المحادثات، الأربعاء، قال أحمد كزبرى الرئيس المشارك في اللجنة الدستورية وممثل الحكومة السورية، إن الشعب السورى يسجل انتصارات عظيمة فى وجه الإرهاب، لافتًا إلى أن السوريين يضعون أعينهم على اجتماعات جنيف بأمل أن تكون بداية المسار السياسى لإنهاء الأزمة، وأن العمل سيجرى بناء على الاتفاق بين الحكومة السورية والمبعوث الأممى الخاص جير بيدرسون بأن يستند العمل إلى المباديء التى يؤمن بها الشعب السورى وفى مقدمتها الاستقلال التام ووحدة وسيادة وسلامة الأراضى السورية، رافضًا أي تدخل خارجى فى الشئون الداخلية لبلاده وأن يكون الشعب السورى وحده صاحب الحق فى تقرير مستقبله.
أما هادى البحرة الرئيس المشارك للجنة وممثل المعارضة، قال إن وفد المعارضة جاء إلى جنيف عازما على البحث عن أوجه الاتفاق والتشابه وليس الاختلافات لأن الشعب السورى ينتظر الخلاص من الأزمة، مؤكدًا أن الهدف من عمل اللجنة هو كتابة دستور يمثل جميع أطياف الشعب السوري، لذا نسعى للتوصل إلى اتفاق والسوريون يعلقون آمالهم علينا.
وجاء الموعد الرسمي الأول لبدء محادثات اللجنة الدستورية، الخميس، وبدأت الجلسة بمنح كل عضو من الأعضاء الـ 150 للجنة الدستورية 5 دقائق للتحدث عن رؤيتهم وأفكارهم حول الدستور الجديد وعمل اللجنة الدستورية والتعريف بأنفسهم.
المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، قال في جلسة الاجتماع الرسمي، إننا نقف أمام لحظة تاريخية ونناقش أهم قضايا المجتمع السوري بشكل فعلي، حيث يجتمع أعضاء اللجنة الدستورية اليوم بناء على مبادئ السيادة السورية واحترام مواثيق الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الإصلاح الدستوري في سوريا خطوة كفيلة بتعديل الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد، كما أن الدستور سيساعد في وضع أسس جديدة للتعايش في سوريا، كما أن اللجنة الدستورية مخولة بكتابة مسودة التعديل الدستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي.
وخاطب بيدرسون الحاضرين، قائلاً: "أنتم السوريون أعضاء اللجنة، ستضعون المسودة وسيقرها الشعب السوري، ولن أملي على اللجنة ما هو الصحيح والدستور الجديد ملك للسوريين وحدهم، والدستور ملك للشعب السوري وحده، وهو من يقرر مستقبل بلده، ودور الأمم المتحدة يقتصر على تيسير عمل لجنة مناقشة الدستور".
إلا أن وفد المعارضة انسحب من الاجتماع، وذلك بسبب خلافات حادة مع النظام السوري، بدأت في أولى الدقائق للاجتماع، بحسب مصادر مطلعة، داخل الاجتماع، أكدت أن سبب الانسحاب هو شعور "المعارضة" بالاستفزاز من قبل وفد النظام الذى بدأ الاجتماع بالحديث عن بطولات الجيش ضد الإرهاب، ما أدى إلى وقوع شجار بين الوفدين، انتهى بانسحاب الوفد المعارض.