قطر دولة طاردة للإعلام.. إمارة الإرهاب ترفض استقبال الصحفيين الأجانب وتشترط الولاء أولاً
الخميس، 31 أكتوبر 2019 05:00 م
تحولت إمارة الإرهاب إلى جحيم يفتك بالصحفيين الأجانب ممن لا يقدمون فروض الولاء للسلطات القطرية، إذ خرجت إدانات دولية عدة تتحدث عن الطرد والاعتقال التعسفي الذي يتعرض له المراسلون والصحفيون على خلفيتهم لرصد مساوئ تنظيم الحمدين.
فمن السياسة إلى دوائر المال وأعمال المونديال.. 3 محرمات منعت قطر تحدث الصحفيين الأجانب عنها، وفقا لما كشفه الصحفي الفرنسي كريستيان شينو، الذي أقام لفترة في قطر، وأصدر حولها عدة كتب تسببت في قيام الدوحة بمنعه من دخولها.
وقال شينو في تصريحات لإذاعة "ﻓرانس إنتر" الفرنسية إن مهنة الصحافة غير محبذة في الدوحة، كما أن مناخ الحرية التي تكاد تكون منعدمة لا يشجع على العمل الصحفي، عدا صحفيي "المدح لتميم" والتملق لغرور أمير البلاد.
«كريستيان شينو» مكث في قطر لعدة سنوات، وكوَّن فكرة كبيرة عن أوضاعها الديموغرافية والسياسية، وعلاقة النظام بوسائل الإعلام.
وقال شينو للإذاعة الفرنسية إن «هناك خطوطاً حمراء لا يمكن للصحفيين التحدث فيهما، حتى الصحفيين الأجانب الذين يأتون الدوحة، وهي السياسة، والدوائر المالية، والغاز الخام (من أين يأتي؟ وأين يذهب العائد؟)».
وتحدث الصحفي الفرنسي عن مناخ الحرية لوسائل الإعلام في قطر التي تتهم خصومها بالديكتاتورية وقمع الحريات: قائلا «الكلمة في الدوحة ليست حرة، مثل البلاد التي تتمتع بحرية صحافة مثل بيروت والقاهرة"، محذراً الصحفيين الذين يحصلون على معلومات تهدد مصالح أمير البلاد، فإن عواقب نشر تلك المعلومات على الصحفي "خطيرة جداً».
لقطر فضائح عدة في التنكيل بالصحفيين الأجانب، منها على سبيل المثال، اعتقال صحفيون ألمان ومصادرة معداتهم عام 2015 على خلفية تحقيق استقصائي حول ظروف عمل المهاجرين في مواقع البناء الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها في قطر عام 2022.
وفي العام نفسه، اعتقلت السلطات القطرية فريقا من «بي بي سي» كان يعد برنامجا عن أوضاع العمالة ومعيشتهم وتدني الرواتب التي يتقاضونها في الدوحة.
وتفرض قطر قوانين قمعية ورقابة صارمة على الصحفيين الأجانب، فلا يُمكن اعتبار اعتقال الفريق الألماني حالة استثنائية. ففي أكتوبر 2013، أُلقي القبض على صحفي ألماني آخر، يدعى بيتر غيزلمان، الذي اعتُقل في ظروف مماثلة.
وفي مطلع 2015، وجهت قطر، بالشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة اليد، الدعوة إلى ما يقارب 40٪ من الصحفيين الأجانب لتغطية بطولة العالم لكرة اليد، حيث أكد بعض الإعلاميين أنهم كانوا مجبرين على تبرير كل طلب تقدموا به لإجراء لقاء مع أحد المسؤولين المحليين.
هذا ويتعين على وسائل الإعلام الراغبة في العمل بقطر أن تحصل على ترخيص رسمي في بلد حيث يُعتبر التشهير والتجديف جريمة يعاقب عليها بالسجن، كما أن قائمة المحرمات والخطوط الحمراء تشمل أي شكل من أشكال انتقاد العائلة الحاكمة وأية معلومات متعلقة بالأمن الوطني وأي خبر من شأنه أن يثير جدلاً في المجتمع، مما يُجبر الإعلاميين والفاعلين في المجتمع المدني على التزام الرقابة الذاتية.
وعلاوة على ذلك، فإن القانون الجديد المتعلق بجرائم الإنترنت – الذي تم اعتماده في سبتمبر 2014 – يهدد بشكل صريح حرية التعبير والإعلام حيث يعتبر نشر الأخبار الكاذبة على شبكة الإنترنت أو أي محتوى يسيء إلى «القيم الاجتماعية» في عداد الجرائم الجنائية، بحسب شبكة «مراسلون بلا حدود».
وتأتي قطر في المرتبة 115 من أصل 180 بلداً على تصنيف 2015 لحرية الصحافة، في آخر تقرير نشره «مراسلون بلا حدود» مطلع 2015.