استجابة لشكاوى الأهالي.. إغلاق مكمورة للفحم بمركز بئر العبد بشمال سيناء (صور)
الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 08:52 ممحمد الحر
وجه رئيس مركز ومدينة بئر العبد سليمان فرج ، بوقف عمل مكمورة فحم تقع بقرية الجناين التابعة للمركز ، استجابة لشكاوى الأهالي المقيمين بالمنطقة القريبة من المكمورة التي تعمل بمخالفة الإجراءات والاشتراطات البيئية ، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة من الجهات المعنية تجاه صاحبها.
وقال رئيس مركز ومدينة بئر العبد ، إنه توجه بمرافقة مسؤولة ادارة البيئة بالمجلس لمعاينة مكمورة الفحم محل الشكوى بقرية الجناين، وتبين أنها ما زالت تعمل بالرغم من معاينتها قبل 4 أشهر والتنبية بعدم التشغيل واختيار مكان بديل متوافق مع الاشتراطات البيئية.
أضاف" فرج " أن القائمين علي المفحمة لم يلتزموا بالتوجيهات بنقل مكان مكمورة الفحم بعيدا عن المنطقة السكنية، واستخراج الموافقات اللازمة من مجلس المدينة، ولذا تم تفعيل القانون تجاه صاحب مكمورة الفحم حفاظا على صحة المواطنين وعدم تلوث البيئة، وتم إبلاغ الجهات المعنية بغلق المفحمة ومحاسبة كل من شارك فى هذا العمل المخالف.
وقالت مسؤولة إدارة البيئة بمجلس مدينة مدينة بئر العبد، إن مكمورة الفحم المذكورة مخالفة للاشتراطات البيئية والتي لا تزال تعمل وفقًا للطرق التقليدية ويصدر عنها انبعاثات تتعدى الحدود المسموح بها لقانون البيئة ولم تتخذ الإجراءات اللازمة والجادة نحو تنفيذ خطة الإصحاح البيئي بالاتجاه نحو العمل بنماذج المكامير المطورة التي تم الموافقة عليها واعتمادها.
واكدت أن صناعة الفحم تكون أكثر خطورة إذا كانت مناطق إنتاجه قريبة من التجمعات السكنية، حيث تؤثر هذه الغازات والأبخرة ليس على العاملين فى الإنتاج فقط بل وعلى سكان المنطقة بأسرها.
وأشارت مسؤولة البيئة بمجلس مدينة بئر العبد أن استنشاق أكاسيد النيتروجين تتسبب فى تهييج للحويصلات الهوائية فى الرئتين، فى حين يمكن أن يؤدى تراكم الغبار فيهما إلى التليف والوفاة.
واوضحت أن تفاعل أكاسيد الكبريت الناتج عن حرق وصناعة الفحم يؤدي إلى التهابات فى القصبات الهوائية، حيث يعتبر غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن صناعة الفحم ذو قدرة عالية على الاتحاد مع الهيموجلوبين 200 مرة أكثر من الأكسجين، وبالتالى يؤدى إلى التسمم الحاد والصداع والدوخة والفشل التنفسى.
وقال المواطن علي ابراهيم ، من سكان منطقة الجناين : " يعلم الله كم عانينا وأطفالنا من آثار هذه المفحمة وما سببته من تلوث أضر بنا وبجميع من يقطن في دائرة قطرها يزيد على الكيلو متر".
وأوضح المواطن محمد سالم، من سكان المنطقة القريبة من مكمورة الفحم ، أنه فكر في الرحيل من منزله أكثر من مرة بسبب سحب الدخان التي تصل إلى غرف منزله وتتسبب في ضيق النفس لدى أسرته وأطفاله، خاصة أن أهالي المنطقة سبق وتقدموا بشكاوى لنقل المفحمة بعيدا عن المنطقة السكنية.
وأكد الدكتور أحمد عثمان ، رئيس وحدة المناعة بكلية الطب جامعة قناة السويس: "إن هناك غازات خطرة على الصحة العامة والبيئة تنبعث من مكامير الفحم، ومنها غاز أول أكسيد الكربون، الذي يُطلَق عليه القاتل الصامت؛ لأن استنشاق كميات كبيرة منه يؤدي إلى الموت من دون سابق إنذار.
وأشار إلى أن هذا الغاز عديم اللون والرائحة وينتج عن الاحتراق غير الكامل للكربون، ويتفاعل مع الهيموجلوبين، بل تزيد قوة تفاعله معه بحوالي 200 ضعف عن قوة تفاعل الأكسجين مع الهيموجلوبين، ما يؤدي إلى تقليل الأكسجين الواصل إلى عضلة القلب والإصابة بتسمُّم حاد.
وقال الدكتور أمجد محمود ، إخصائي أمراض الصدر بالمستشفى التخصصي بجامعة قناة السويس، إن استنشاق أول أكسيد الكربون يؤدي إلى أمراض صدرية مثل الربو وحساسية الصدر، والتهاب الشعب الهوائية .
وأشار إلى وجود غاز أكثر خطورةً ينبعث من المكامير، وهو ثاني أكسيد النيتروجين، الذي يتحول إلى أكسيد النيتريك، الذي يؤثر بشدة على كفاءة الرئتين حين يصل إلى أعماق الجهاز التنفسي، وحذر من تصاعُد غاز ثاني أكسيد الكربون من مكامير الفحم، مشيرًا إلى أن انبعاث كميات كبيرة منه يؤدي إلى فقدان الوعي وعدم انتظام ضربات القلب.