تجنبت الخوض في إرهابه.. كيف سعت قناة الجزيرة لتجميل صورة "البغدادى" بعد مقتله؟
الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019 03:00 م
في وقت يهنئ العالم بعضه على خلفية مقتل قائد تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، المسئول عن مقتل ونزوح آلالاف من المدنين السوريين، خرجت قناة الجزيرة التابعة للإدارة القطرية المثيرة للجدل عن المألوف، وأظهرت من خلال تقاريرها وتغطيتها إنها تروج لشخصية البغدادي.
ففي البداية ظهرت علامات الحزن على من يعملون بالجزيرة، سواء على مذيعة القناة التى ارتدت الزى الأسود خلال بثها لخبر مقتل البغدادي، أو بالتقرير الذى بثته الجزيرة والذى تجاهل إرهاب البغدادى وتحدث عن محاولاته "أى البغدادى" أن يكون محاميا، وكذلك هوايته لعب كرة القدم.
وتحت عنوان «تخصص في التجويد وبرع بكرة القدم.. من هو أبو بكر البغدادي؟» قدم موقع الجزيرة نبذة مختصرة عن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في لقطة مثيرة للجدل، ربما تعبر عن المحتوى الذي تقدمه القناة في كل حدث مسلط عليه الضوء من قبل جميع الوكالات العالمية.
فى هذا السياق، قال الدكتور محمود علم الدين عضو الهيئة الوطنية للصحافة وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ، إن التغطية الإخبارية لعدد من القنوات وخاصة قناة الجزيرة والمواقع الالكترونية وبالتحديد الناطقة باللغة العربية عملية قتل زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادى يكشف أنها تتعامل مع زعيم داعش على أنه رجل دينى.
وأضاف محمود علم الدين فى تصريحات له، أن قناة الجزيرة تعاملت مع أبو بكر البغدادى على أنه زعيم سياسى دينى متمرد دخل فى نزاع سياسى وأسس تنظيم وأنجب عدة أشياء، يتحدث عنه بشكل فيه قدر من الإعجاب، متناسيا كل الأعمال الإرهابية التى قام بها.
وأشار إلى أن فكرة الأعمال الإرهابية لم تكن تشكل لدى قناة الجزيرة والقنوات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، أهمية حيث قامت بتقديم البغدادى على أنه رجل دين وزعيم سياسى ومتمرد قام بانشقاق وأسس تنظيم واجه تحديات ثم كانت النهاية، متابعا: "يعنى إسقاط كل الأعمال الإرهابية التى قام بها وتجميل وجهه كإرهابى".
ولفت محمود علم الدين، إلى أن العالم متغافل عن الدور الإرهابي الذى يقوم به تنظيم داعش، مما يشير إلى أن هناك جهات كثيرة فى العالم استفادت ومازالت تستفيد من وجود تنظيم داعش، مؤكدا "نحتاج إلى مزيد من توعية الرأى العام الدولى بجرائم داعش حتى لا تتغير الصورة والمفهوم".
من جانبه، قال الكاتب الكويتى، مساعد العنزى، إن قناة الجزيرة رعت بن لادن إعلاميا وكانت تسوق له بحجة السبق الإخبارى، ثم تلاه أبو مصعب الزرقاوى الذى كان يتولى تنظيم القاعدة فى العراق.
وأضاف الكاتب الكويتى، أن قناة الجزيرة اليوم ترعى أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة وأبو بكر البغدادي زعيم داعش قبل مقتله، إلا أنهم جميعًا استهدفوا المسلمين ولم يستهدفوا غيرهم، متابعا: "ولنا بما حدث في الكويت والسعودية ومصر وسوريا والعراق واليمن والسودان والصومال والأردن".
بدوره، أكد الإعلامى السعودى محمد الشقاء، أنه بمقتل زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادى سقط من كانت تعول عليه قطر فى تفتيت المنطقة العربية، وسقط من ترى قطر وأذنابها أنهم أداة لتحقيق أهدافها، متابعا: لا ننسى ارتباط قطر القديم مع هؤلاء وقصص "الفِدى المليارية" التى تدفعها لداعش والمنظمات الإرهابية بحجة إطلاق أسرى أو محتجزين ضد تلك الخلايا الإرهابية".
وقال الإعلامى السعودى: "إن قناة الجزيرة شاهدناها عند إعلان مقتل الزرقاوى تجمل صورة هذا الإرهابي وفضحهم أمام المشاهد طريقة عرض التقارير، كما أن مذيعيها توشحوا بالسواد مؤخرا خلال الإعلان عن مقتل أبو بكر البغدادى كما ظهر فى نشراتها الإخبارية".
وتابع محمد الشقاء: "هذا يعد انكشاف جديدة لقناة الزريرة أمام المشاهد العربي والإسلامي، وقد قلص هذا الطرح من أعداد اقتناع الكثير بمصداقية وحيادية القناة وأنها استخبارية أكثر مما هى إخبارية".
فيما قال ياسر الشاذلى، الباحث الخليجيى: "إن اختيار قناة الجزيرة القطرية لمفردات زعيم الدولة يجعلنا نسأل كم بغدادي يجب أن يموت حتى يعود الأمن والأمان للمنطقة؟" .
وأضاف الباحث الخليجى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، أن الجزيرة شريك رئيس فى صناعة بن لادن والبغدادى ولن تعجز عن تقديم غيرهم، ليس مهما موت البغدادى، المهم هو إنهاء دور الجزيرة وأخواتها فى تركيا".