أهالي سيناء يحولون مياه السيول من نقمة إلى نعمة باستخدامها في الزراعة (صور)

 

في كثير من البلدان قد تكون الأمطار الشديدة والسيول  نقمة على المناطق التى تسقط عليها وتدمر ممتلكات سكان تلك المناطق ولكن مع اعادة النظر إلى هذه الظاهرة التى تكاد تكون سنوية فى توقيتات محددة استطاع اهالى شمال سيناء تحويلها إلى نعمة ينتظرونها كل عام للاستفادة القصوى منها عن طريق تخزينها خلف السدود التعويقية وملء الخزانات الأسمنتية الكبيرة لإعادة استخدامها فى اغراض الزراعة والشرب.

 

يقول جمعة سالم أحد المزارعين بمنطقة وسط سيناء،أن هناك بعض الزراعات التى تعتمد على مياه الأمطار مثل القمح والشهير وزراعة البطيخ المعروفة لدى أهل الصحراء ب"التنقيط' ورغم أنها غير مكلفة للمزارع الا أن المزارعين يحتجون معدات تساعدهم على عملية الزراعة مثل الجرارات والمحاربين لاتمام الزراعة.

 

 ولفت إلى أن الزراعة في منطقة وسط سيناء تعتمد فى الأساس على تخصيب التربه من خلال رعى الاغنام وتربيتها حيث نقوم يرعى الاغنام على الأعشاب الطبيعية وبعد زراعة الارض نقوم بزيادة عدد الاغنام للرعى عليها 

 

واعتبر محمد سعيد ، مزارع بمنطقة الحسنة ، أن السيول التي تصل إلى سيناء نعمة من الله وتجلب معها الخير والنماء للبلاد ويستفيد منها أهالي سيناء في الزراعة والرعي حيث يكون الموسم خصيبا في الزراعة وايضا في نمو الاعشاب وكثرة الرعي للاغنام والماعز ، مشيرا إلى  إن أهم الزراعات الأولية التى تعتمد على الرى بالامطار هى القمح والشهير و البرسيم الحجازى والذى يستمر طوال العام فى الارض ويساهم فى زيادة خصوبة التربة.

 

وأكد المزارع يوسف ترابين، من منطقة المنبطح بوسط سيناء،   إن كثيرا من المزارعين يستفيدون من مراه الأمطار والسيول بشكل كبير فى الزراعة ونقوم بعمل آبار موسمية تمتلئ بها المياه ثم نستخدم ماكينات ومضخات تعمل بالكهرباء لرفع المياه لرى الارض.

 

واوضح" ترابين" أن موسم الزراعة يبدأ فى شهر نوفمبر من كل عام واحيانا يكون فى أكتوبر وموسم الحصاد يبدأ فى شهر مارس وأغلب تلك الزراعات هي القمح والشعير والاعشاب وخاصة المرورية والحلق وهى التى لا تحتاج إلى كثير من المياه .

 

وقال سلامة ابو زينه ، مزارع ،  إن الزراعة على الأمطار في سيناء ليست حديثة وانما منذ قديم الأزل وأغلب الزراعات فى الصحراء سيناء وخاصة منطقتي الوسط والشمال عند البدو وهم أكثر المزارعين زراعة لأنواع النباتات التى لا تحتاج إلى كثير من المياه وعمرها قصير على الارض.

 

وتابع "ابو زينه"  أن تلك الزراعة تتطلب عمل آبار وسدود وتربية أنواع مختلفة من الماشية وعلى رأسها الاغنام والماعز حتى تساهم فى خصوبة التربه وتحليلها وجعلها تربه صالحة للزراعة .

 

بينما اكد علي عيد الله أحد أعضاء الجمعيات الزراعية بشمال سيناء، إن الزراعات التى تعتمد على الأمطار تساهم كثيرا فى احداث التنمية ،لانها زراعات لا غنى عنها للمزارع وهى تساهم بشكل فعال فى خصوبة التربة ،كما انها تعد من اغلى المحاصيل الزراعية التى تدر دخلا كبيرا على المزارعين،لانها تتميز بأنها زراعات"اورجانيك" بدون مبيدات زراعية  وتجد تلك المحاصيل رواجا كبيرا فى السوق سواء المحلى أو الخارجى.

 

قال المهندس  " خالد الاباصيري "أ مدير الإدارة العامة للمياه الجوفية بشمال سيناء إنه زار بمرافقة لجنة مكونه من المهندسون عبدالرازق صالح  و محمد محمد زينهم سد الروافعة بوسط سيناء و اتضح ملء بحيرة السد عن اخرها بالمياه بسعة تخزينيه ٥.٣ مليون م٣ وفاضت مياه الأمطار من مفيض السد الى مجرى وادى العريش فى إتجاه مدينة العريش .

 

و أكد "لاباصيري "  أن  السدود المقامة بمنطقة وسط سيناءنجحت في إعاقة تقدم مياه السيول ، و تم تخزين كمية مياه أمام سد الروافعة تقدر بنحو 5.3 مليون متر مكعب تستخدم في زراعة الأراضي بمنطقة السد وأبو عجيلة وكذا في الإستخدامات والشرب بالإضافة إلي شحن الخزان الجوفي بوادي العريش بالمياه العذبة

 

ووجه اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء  بأهمية الاستفادة من مياه السيول في تغذية المياه الجوفي بالمياه، بجانب عمليات الزراعة حيث يتم توفير التقاوي بنصف قيمتها تخفيفًا على المزارعين ولتشجيع التوسع في الرقعة الزراعة، بجانب توفير الميكنة الزراعية من جرارات وآلات زراعية  للمزارعين بنصف قيمتها.

 

وأشار المحافظ خلال تفقده السيل في مجري وادي العريش ، أنه تم مخاطبة وزارة الزراعة لتخفيض قيمة تقاوي القمح والشعير والميكنة الزراعية إلى النصف تخفيفًا عن كاهل مزارعي المحافظة ولتشجيع عمليات التوسع في زراعات القمح والشعير خاصة مع توافر المياه اللازمة للزراعة.