ترامب يوضح أولوية بلاده في سوريا.. وسرقة أمريكا للنفط تثير الجدل
الإثنين، 28 أكتوبر 2019 03:00 م
جاء اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تدير شركة أمريكية حقول نفط سوريا، ليعيد الحديث مجددًا عن الأطماع الغربية في منطقة الشرق الأوسط، فالرجل الذي خرج أمس للتأكيد بأن اهتمامات بلاده في سوريا تأتي في الأولوية بسبب النفط، أثار اقتراحه انتقادات خبراء في مجال الطاقة وقانونيين.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي بشأن عملية القوات الأمريكية الخاصة التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي "ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بشكل صحيح ... وتوزيع الثروة".
وأورد ترامب في المؤتمر الصحفي أن: «النفط في سوريا غذى داعش وعملياته ويجب أن نأخذ حصتنا الآن وسأعقد صفقة مع شركة عالمية»، مضيفا «صرفنا المليارات في العراق وكنا سنسترجع ذلك في حال حصلنا على النفط هناك».
ووفقًا لشبكة سكاي نيوز، رفضت شركتا إكسون موبيل وشيفرون، أكبر شركتين نفطيتين تعملان في الشرق الأوسط، التعليق على تصريحات الرئيس، وقالت لوري بلانك، الأستاذة بكلية إيموري للحقوق ومديرة مركز القانون الدولي والمقارن "يسعى القانون الدولي إلى الحماية من هذا النوع من الاستغلال".
وتثير هذه التصريحات الشكوك حول التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن هدفها فقط سرقة النفط، حيث قال بروس ريدل، مستشار الأمن القومي السابق والباحث الكبير في معهد بروكينجز البحثي «هذه ليست مجرد خطوة قانونية مريبة، بل إنها ترسل كذلك رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط».
وعلق جيف كولجان أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة براون قائلا «فكرة أن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط في يد شركة إكسون موبيل أو شركة أمريكية أخرى هي فكرة غير أخلاقية وربما غير قانونية»، وأضاف أن الشركات الأمريكية ستواجه "مجموعة من التحديات العملية" للعمل في سوريا.
قبل اندلاع الأزمة السورية كانت سوريا تنتج نحو 380 ألف برميل من النفط يوميا، وقدرت ورقة عمل صدرت عن صندوق النقد الدولي في 2016 بأن الإنتاج تراجع إلى 40 ألف برميل يوميا فقط، لكن أليكس كرانبرغ، رئيس شركة أسبكت القابضة للطاقة، التي استكشفت الإنتاج في إقليم كردستان العراق لكن لم يعد لديها مشاريع نشطة في المنطقة، قال إنه يتعين أن تشعر الولايات المتحدة بالقلق على مصير حقول النفط السورية فبعيدًا عن استفادة الولايات المتحدة الامريكية منه فهى قلقة من وقوعه في الأيادي الخطأ.
وقال «الفكرة ليست في أن النفط نفسه يهم الولايات المتحدة كثيرا، ولكن سوء استخدامه قد يمول مشاكل مستقبلية لنا... إذا وقع في الأيادي الخطأ»، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض لم يتواصل مع شركته بشأن المقترح، وتابع "سيطرة الولايات المتحدة على الحقول والعملة الصعبة التي توفرها ستكون عاملا مؤثرا كبيرا على شكل مستقبل سوريا".