استخدم الأقمار الصناعية لتحديد مواقع المياه.. «الري» تستعد لمواجهة السيول
الإثنين، 28 أكتوبر 2019 03:00 م
إجراءات مكثفة تبذلها وزارة الموارد المائية والري لمواجهة موسم الأمطار والسيول، لتجنب تكرار حوادث غرق بعض المناطق ومانتج عنها من أثر تدمير وسقوط ضحايا ببعض المحافظات، إضافة إلى تعظيم الاستفادة من كميات المياه طوال موسم الشتاء واستغلالها بدلا مما تسببه تجمعاتها من مشكلات.
وفي هذا أعلنت الوزارة حالة الطوارئ بين قطاعاتها وأجهزتها، ووجه وزير الري بالاستعداد المبكر لموسم السيول، نتيجة للتغيرات المناخية التي يصاحبها تغير سلوك الانهمار المطري، والسيول المصاحبة لها، كما تم الانتهاء من تجهيز مراكز الطوارئ بمعداتها ووحداتها.
وقال وزير الري إنه تم التنسيق مع المحافظات لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع فترة السيول من تكليف مسئول من قبل كل محافظة، وتشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بالغرف الفرعية بالمحافظات المؤهلة لسقوط الأمطار بها خلال الفترة القادمة، علاوة على متابعة استكمال إعمال لمخرات السيول، بالتنسيق مع الجهات المعنية، والمحافظات، حيث تم الانتهاء من أعمال تطهير مخرات السيول وشبكات الترع والمصارف لمجابهة السيول، مؤكدا أن كافة المنشآت والمشروعات التى قامت بها هيئات وقطاعات الوزارة خلال الفترة الماضية جاهزة للتعامل مع موسم الأمطار والسيول، وبكفاءة عالية دون أى تأثير على المنشآت أو المناطق التى تحميها.
وترتكز استراتيجية الوزارة فى التعامل مع ملف السيول على محورين هامين، هما:
- التقليل من المخاطر التى تصاحب هذه الظاهرة من آثار تدميرية للبنية التحتية والمنشآت والقرى السياحية وغيرها من المرافق والنقاط الاسترتيجية من محطات غاز وكهرباء وذلك من خلال تنفيذ أعمال صناعية تتنوع ما بين سدود إعاقة وحوائط توجيه ومعابر أيرلندية لتوجيه مياه السيول إلى المجارى المائية والخلجان، وذلك كما هو الحال فى الأعمال التى نفذتها الوزارة لحماية مدينة طابا من أخطار السيول بعدد من الأودية التى تمثل تهديداً مباشراً لطريق نويبع – طابا الدولى وعدد من الفنادق والتجمعات السكنية، وكذلك الأعمال الجارى تنفيذها بـ من الأودية الفرعية بوادى وتير ذات التأثير المباشر على طريق نويبع – النقب الدولى .
- وتعظيم الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية من خلال استقطاب ما يمكن استقطابة من مياه الأمطار المسببة للسيول، وتخزينها فى بحيرات صناعية لاستخدامها من قبل المجتمعات المحلية، حيث تحقق مشروعات الحماية من مخاطر السيول بمحافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء 5 أهداف، منها الاستفادة من حصاد المياه أمام بحيرات التخزين لسدود الإعاقة وتنمية الموارد المائية للمناطق البدوية، وتحقيق أقصى استفادة منها فى أنشطة رعوية أو تلبية الاحتياجات المائية للمجتمعات البدوية بها، وحماية المنشآت الاقتصادية والسياحية وشركات البترول ومطار الغردقة الدولى.
وأوضحت وزارة الرى أنه يوجود محطات تنبؤ بالسيول، وترتبط بمركز التنبؤ بالفيضان فى الوزارة، حيث يتم إعداد تقرير يومى عن حالة الطقس، ويتم إخطار الجهات المسئولة لاتخاذ ما يلزم لمواجهة السيول، ضمن خطة الحكومة للحد من مخاطر السيول.
من جانبه أكد المهندس عاشور عبد الكريم رئيس هيئة حماية الشواطئ، أنه تلقى، تقريرا من إدارات الهيئة بالمحافظات الساحلية، وتبين أن الوضع مستقر حتى الآن ولا توجد مشاكل فى مواقع تنفيذ عمليات حماية الشواطئ، مشيرا إلى أن الهيئة اتخذت العديد من الإجراءات اللازمة لرفع درجة الاستعداد القصوى على مستوى شواطئ الجمهورية وخاصة شواطئ البحر المتوسط بمختلف الإدارات العامة للتنفيذ التابعة للهيئة خلال هذه الفترة الحرجة من كل عام وما يصاحبها من حدوث نوات شديدة وذلك من خلال غرف عمليات على مستوى الادارات العامة للتنفيذ تعمل على مدار 24 ساعة، وتغطى شواطئ البحرين المتوسط والاحمر، بالإضافة إلى غرفة عمليات مركزية بالمركز الرئيسى للهيئة للمتابعة والتواصل مع أجهزة الهيئة بكل إدارة لتلقى أى إشارة إن وجدت تخص أعمال الحماية، مع عمل التنسيق اللازم مع الأجهزة المعنية بالدولة بنطاق كل محافظة.
وأضاف «عبد الكريم»، أنه تم إلغاء إجازات المهندسين والفنيين ومتابعة مناسيب البحر، وتم تكليف جميع الإدارات بالمحافظات الساحلية على البحرين "الأحمر والمتوسط"، فى وقت سابق بالمرور اليومى وإعداد تقرير أسبوعى عن حالة خط الشاطئ، ومتابعة التغيرات التى قد تطرأ عليه مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك باستخدام قاعدة البيانات المتوفرة لدى مركز معلومات الهيئة التى تمتد لأكثر من عشرين عاماً، ورصد المناطق المنخفضة واتخاذ اللازم لتعلية أى مناطق قد تحتاج إلى تدعيم، لافتا إلى وجود تنسيق وتواصل أول بأول بين مديرى العموم ورؤساء الإدارات المركزية بالهيئة مع المتابعة الجيدة والإبلاغ فوراً بأى ملاحظات او مشكلات إن وجدت، علاوة على وجود سيناريوهات تم وضعها بمعرفة أبناء الهيئة للتحرك الفورى والسريع للمعدات والأفراد بالتزامن مع حدوث أى طارئ .
من جانبها أوضحت الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الرى، والمشرف على مركز التنبؤ بالفيضان أنه يوجد منظومة للإنذار المبكر انشأتها الوزارة للنبؤ بالامطار، وتحديد كمياتها وشدتها، و من خلالها تتخذ أجهزة الوزارة بالتنسيق مع المحافظات والجهات المعنية كافة الاستعدادات لمجابهة السيول والحد أو المنع من آثارها التدميرية من خلال وحدة التنبؤ بالأمطار التابعة للمركز التنبؤ مسئولة عن تحديد شدة الأمطار المتوقعة على البلاد دون الإشارة إلى درجات الحرارة ولا حالة البحر، وذلك بهدف اتخاذ إجراءات تخفيض مناسيب الترع والمصارف حتى ﻻ تحدث مشاكل لمستخدمى شبكة المجارى المائية باعتبار أن الوزارة مسئولة عن توفير كافة اﻻحتياجات للبلاد من زراعة وشرب وصناعة وملاحة نهرية.
وأضافت أن البيانات التى تصدر عن المركز تمثل إشارات لمهندسى الإدارات لاستقبال مياه الأمطار وجمع البيانات حتى يتمكن مهندسى الوزارة بمحافظات الجمهورية من متابعة أعمالهم بشكل أكثر واقعية، مؤكدة إنه يتم متابعة التحديث فى الخرائط والتحقيق والتدقيق بشكل يومى نظرا للتغيرات السريعة فى العوامل المناخية، مشيرة إلى أن أهمية التعاون المثمر بين المركز والهيئة لصالح البلاد ومع ضرورة توفير بيانات محطات رصد الأمطار مجانا للجهات التنفيذية والبحثية حتى تستخدم فى دراسات الحماية المستقبلية من السيول، ويستند المركز فى تقاريره على قياس معدلات سقوط الأمطار، وتنبؤات هيئات الأرصاد الدولية والإقليمية والعالمية.