زعيم تنظيم داعش الذى أرعب العالم بفظائعه المروعة في سوريا والعراق، يبدو أن أسطورته انتهت تماما، بعدما أكدت مصادر عسكرية أمريكية مقتله في غارة على مخبأة بمحافظة إدلب السورية.
وقالت مجلة نيوزويك، إن الجيش الأمريكي أجرى مداهمة للعمليات الخاصة تستهدف أبو بكر البغدادي الذي يعد واحدا من أعلى الأهداف قيمة على قائمة المطلوبين لدى واشنطن، وقد وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المهمة قبل أسبوع من حدوثها.
وفي ظل التقارير التي تحدثت عن قيام مروحيات عسكرية أمريكية حلقت فوق محافظة إدلب الواقعة جنوب غرب سوريا، قال مسئول رفيع المستوى بالبنتاجون مطلع على العملية ومسئول آخر بالجيش الأمريكي إن البغدادي كان هدفا لعملية سرية للغاية.
وقال مسئول الجيش الأمريكى الذي أطلع على النتائج أن الغدادى قد قٌتل، وأخبرت وزارة الدفاع البيت الأبيض بأن لديها ثقة كبيرة بأن الهدف، وهو البغدادى قد قتل، لكن لا يزال فى انتظار مزيد من التحقق بإجراء اختبار الحمض النووي.
وقال المسئول الكبير فى البنتاجون إنه حدث قتالا بسيطا عندما دخلت القوات الأمريكية المجمع الذى كان البغدادى متواجدا به فى قرية باريشا بإدلب، وأن البغدادى قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة، وكان أفراد الأسرة حاضرين، ووفقا لمصادر البنتاجون، لم يصب أى أطفال فى الغارة لكن قتلت زوجتين للبغدادى بعد تفجير سترتيهما الناسفتين.
من جانبها، قالت وكالة رويترز إن مسئولين إيرانيين أخبروها أن إيران قد علمت بوفاة البغدادى من قبل مسئولين سوريين عرفوا بالأمر من قلب الميدان، وأخبر مسئولون عراقيون رويترز أيضا أن البغدادى قد قتل.
وقال أحد المسئولين إن مصادرهم من داخل سوريا قد أكدت لفريق الاستخبارات العراقية الذى يقوم بمهمة ملاحقة البغدادى أنه قتل إلى جانب حارسه الشخصى بعد اكتشاف مكان مخبأه عندنا حاول إخراج عائلته من إدلب صوب الحدود التركية.
وأعلن البيت الأبيض قبل ساعات أن الرئيس دونالد ترامب سيلقى بيانا هاما فى الواحدة بتوقيت جريتنش، الواحدة بتوقيت القاهرة. وتخضع المنطقة التى عثر فيها على البغدادى لحركة حياة تحرير الشام، وهى جماعة إسلامية تعارض داعش وقامت بإعدام من يعتقد أنهم على صلة بالجماعة، إلا أن هناك تكهنات بأن ترامب ربما لديه أخبار عن البغدادى الذى كان محل المطاردة الدولية منذ سنوات.
وكان ترامب قد ألمح فى وقت سابق إلى أن أمرا مهما يحدث، حيث كتب إن شيئا مهما للغاية قد حدث للتو. وقد وضعت واشنطن مكافأة 25 مليون دولار لمن يقتل البغدادى، وكان يعتقد أنه يختبىئ فى مكان ما على طول الحدود العراقية السورية، وقد قاد البغدادى التنظيم منذ عام 2010 عندما كان لا يزال جماعة تابعة للقاعدة فى العراق.
وفى 16 سبتمبر الماضى، أصدرت شبكة داعش الإعلامية رسالة صوتية مدتها 30 دقيقة يعتقد أنها للبغدادى وقال فيها إن العمليات تحدث يوميا ودعا أنصاره إلى تحرير النساء من المعسكرات اللاتى يتم اتجتجازهن فيها لسبب صلتهن بالجماعة.
وكان سقوط الموصل العراقية والرقة السورية، معقلى داع فى عام 2017 قد جرد البغدادى الذى يحمل الجنسية العراقية من زخارف «الخليفة» المزعوم بحسب ما تقول صحيفة الجارديان البريطانية، وتحول إلى هارب يتحرك على طول الحدود الصحراوية بين العراق وسوريا. وقد قتل معظم مساعديه فى الغارات الجوية الأمريكية، وكانت هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان على قيد الحياة، لكن يبدو أن مقتله هذه المرة سيصبح حقيقة.